أكد الخبير في الشؤون الإيرانية أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله النفيسي خطورة الاستدراج للدعوات إلى الحوار قبيل أن تحقق "عاصفة الحزم" أهدافها. جاء ذلك في برنامج "المشهد اليمني" مع الدكتور فهد السنيدي، الذي عُرض أمس الجمعة على قناة المجد. وتمنى الدكتور عبدالله النفيسي أن تحقق هذه الحملة أهدافها قائلاً: أتمني ألا نحرف هذه العاصفة عن مآلاتها، وأتخوف من الدعوة إلى الحوار، وألا نقع في هذه الحفرة التي ليس لها هدف سوى أن يلتقط الحوثي أنفاسه، ويحول المعادلة لصالح الوجود والاحتلال الإيراني في اليمن.
وأشار الدكتور النفيسي إلى أنه على شبه يقين بأن هذه العاصفة الجوية سيتبعها عمل على الأرض والبر، ولا نستطيع أي إنجاز على البر ما لم نحرك القبائل. مشيراً إلى أنه يقصد في تغريدته "الكاش" بمعنى التمويل، والكاش بالسلاح.
وأضاف: ينبغي من الآن الاستعداد للمرحلة البرية التي ستتبع هذه المرحلة الجوية، ويكون من خلال تمويل القبائل والفرقاء لمواجهة الطابور الإيراني المسمى ب"الحوثي ".
وعن عدم إشارة خطباء إيران بأي إشارة لهذه العاصفة قال: الإيرانيون سيتجاهلون هذه المرحلة، لكنهم سيستعدون لمرحلة أخرى؛ إذ ستمر عليهم هذه العاصفة، وسيصمتون في مواقفهم حتى تنتهي الاندفاعة، وعندها سيحاولون استنفار أي خروفات، ومن أهمها استدراجنا للحوار.
وأردف: التقيت قبل أيام أقطاباً يمنية في الرياض، ودعوني للتنبيه إلى مصطلحات كالحوار. فلا بد من اندفاعة تقضي على قدرة الإيرانيين في المبادرة في ساحة اليمن، ولا يكون ذلك إلا بالمواجهة.
وأضاف النفيسي: أعتقد أن أمريكا تدخر الحوثي لمواجهة القاعدة، والقضاء عليها في اليمن. لافتاً إلى أن هناك أنباء شبه مؤكدة أن جمال بن عمر هو ضابط اتصال بين أمريكا والحوثي، وأن مهمته الأساسية كانت - ولا تزال - تمكين الحوثي من اليمن بهدف ضرب القاعدة تماماً؛ إذ حددت له أمريكا مدة سنتين للقيام بهذه المهمة واقتلاع القاعدة من حاضنتها الأساسية اليمن، ولا يزال المشروع قائماً.
وواصل النفيسي قائلاً: أعتقد أن أمريكا ستتدخل لفرض حالة الحوار؛ لكي تحافظ على قدرة الحوثي على الاستمرار بعد هذه العاصفة. موصياً شرفاء القبائل في اليمن بالتأكد والتأكيد على أن ما يواجهونه ليس الحوثي وإنما إيران، وهي القوة المتآمرة على الإسلام والمسلمين، والعدو في اليمن هو إيران والحوثي وعلي صالح.. كلهم زعانف تحركها إيران. وهذا الاحتلال الإيراني قائم في اليمن؛ فلا بد من تطهير اليمن من هذا الاحتلال ممثلاً في الحوثي وغيره.
وواصل: أجزم بأن ما قلته في هذه الحلقة هو الحق من خلال خبرتي في الشؤون الإيرانية، وفي ماكينة وضع القرار الإيراني والمشاريع الخمسينية الإيرانية التي وضعها مؤتمر قم.
وبدوره، قلل الدكتور محسن العواجي من قدرات إيران وقوتها قائلاً: إن إيران من الداخل منهارة اقتصادياً. مشيراً إلى أننا نضخم القدرات العسكرية لإيران، متحدياً أن إيران لن تقدم جندياً واحداً في اليمن، لكنها ستعمل على المؤامرات والاغتيالات والتصفيات، وستدعم المليشيات في العراق واليمن وسوريا.
وأضاف الدكتور العواجي بأن اليوم تصطف أمة محمد خلف هذا الحلف، كأنها تأتم في صلاة الاستسقاء، لا في صلاة الخوف.. فالله الله أن نفتقد هذه العزة ونعود إلى الذلة بعد أن أنقذنا الله منها. مشيراً إلى أن أخطر خرق هو استدراجنا للحوار حتى تضع الحرب أوزارها، وحتى يثخن في العدو الصفوي في الشام والعراق. مذكراً بالقول: "السيف أصدق أنباء من الكتب.. في حده الحد بين الجد واللعب".
وخاطب العواجي الجنود البواسل قائلاً: نحن من ورائكم قولاً وعملاً بإذن الله، ونعتبر أنفسنا ضباط أمن، ونحمي الجبهة الداخلية، وإذا تطلب الأمر بالوجود الميداني، يجب ألا نتردد، ولا نتقاعس، ولا نتأخر. مطالباً بالاعتماد على الله، ومحذراً من أن تأخذنا العزة بالكثرة وننسي التضرع إلى الله والوقوف خلف هذه القيادة التي تصحح الكثير من المسارات السابقة.