حذَّر الكاتب سلمان بن محمد العُمري في مقاله اليوم بجريدة "الجزيرة" من ظاهرة مَن يتصدَّرون المجالسَ، وهم ليسوا أهلاً لها, ويحرِصون على أن يكونوا في واجهة المجالس، مُتخطِّين مَن هم أكبر سناً وأعلم منهم، ومن الوُجَهاء, وقال العُمري: "للأسف، هؤلاء المُتصدِّرون الكثير منهم من طُلّاب العلم الشرعي", وأضاف: "لَفَت انتباهي في مَجلِس فيه مِمَّن يُحسَب بعضهم من طلبة العلم- مع الأسف- من تَصدّر المَجلِس "وروبع" فيه مع وجود مَن هو أكبر منه سناً وعلماً وقدراً، وقلت: سبحان الله، أين أَثَر العلم الشرعي في هؤلاء وسلوكيَّاتهم؟! وأين هم مِن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وقول أهل العلم في توضيحهم لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر؟! فقد عَدَّ بعض أهل العلم قولَ الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس منا" بأنه تحريم لهذا العمل، وهو عدم توقير الكبير ومعرفة حقِّه، وعدَّها بعض أهل العلم كبيرةً، كابن مُفْلِح في كتابه "الآداب الشرعية". وقال: "لقد تعوَّدنا من مجتمعنا، وتعلَّمنا من ديننا، أن نحترم الكبير، فلا تَقَدُّم عليه في المسير، وعند الدخول ننتظِره حتى يدخل المكان، ثم نتَّبعه، وكلٌّ يعرِف ترتيبه في المَجلِس بحَسْب السن، ولكن هذه الخصال والآداب الحميدة بدأنا نرى مَن يُخالِفها، فلا يُوقِّر كبيراً عند رؤيته، ويُصافحه كأنه يُصافح أحداً من أسنانه وأقرانه، ولا يُنزِله منزلته، وقد يتقدَّم في الخُطى عليه، ويُعطيه ظهرَه، ويسبقه إلى صدارة المَجلِس، وإذا ما بدأ الحديث في المَجلِس كان له الصَّولة والجَولة حديثاً وتعقيباً، وكأنه لا يوجد مَن هو أسنُّ منه وأعلم منه! مُشيراً إلى أن المجالس العائلية حينما يَشِذ أحد أفرادها في سلوك خاطئ بحقِّ كبير في السنِّ عمداً أو جهلاً أو نسياناً، فإنه ينبغي أن يُنبَّه إلى ذلك، ويُرشَد إلى السلوك الصحيح، ولكن الطامَّة الكبرى حينما يكون هناك مجالس عامة، ويصدُر الخطأ من أُناس يُفترَض فيهم العلم والمعرفة، ولكن هذا العلم والمعرفة لا ينعكِس على سلوكيَّاتهم وأخلاقياتهم وتعامُلهم مع الناس التعامُل الطيب، فإنا لله وإنا إليه راجعون.. أما الكاتب حسن آل عامر في جريدة "الوطن"، فقد جاء مقاله اليوم بعنوان "نانسي عجرم.. قائدة ثورة هز الوسط", قال فيه: يبدو أن بوادر الانشقاق الفني الذي جاء نتيجة ثورة مصر، سيُطلُّ برأسه على الساحتَين الدرامية والغنائية اللتَين تُمثِّلان الشريان الحقيقي للموارد المالية التي تجنيها القنوات الفضائية، فهذا الفنان المصري عمرو واكد، يُطالِب الفنانين الذين وصفَهم ب"الواقفين ضد الثورة" بالاعتزال؛ لأن الناس "مش طايقينهم". ولا شك أن هذا سيُؤثِّر على الإنتاج الفني، فلنا أن نتصوَّر أن هناك مسلسلاً تمَّ اختيار أبطاله على أساس فني بحت، وبالمصادفة يظهر بينهم مُؤيِّد سابق ل"الريس السابق"، وآخر مُعارِض ومُؤيِّد ل"شباب الثورة"، فماذا ستكون النتيجة؟ أعتقد أن الأمر سيتحوَّل إلى دراما جديدة "ربما مُضحِكة، وربما على طريقة أفلام الرعب".. ولأن بعض الفنانين وخصوصاً "أهل الطرب وهزِّ الوسط" خافوا من تَبِعات مواقف سابقة اتّهموا فيها المتظاهرين ب"العمالة"، بدؤوا يتسابقون في البحث عن الكلمات والألحان" الثورية"؛ تلطيفاً للأجواء، وإزالة للغيوم التي كانت فوق رؤوسهم، ولعل أطرف ما في الأمر أن تبرز في هذا الإطار أسماء عُرِفت بقيادتها ل"ثورات هز الوسط" مثل نانسي عجرم، التي وإن كانت أغنيتها عن "حب مصر"، إلا أنها سارعت في طرحها حتى تلحق بالسوق. أما الأغرب فهو دخول شعبان عبدالرحيم "شعبولا" الذي كان من مُؤيِّدي "الريس" على الخط، بأغنية تحفظ ماء الوجه، خصوصاً وأنها جمعت بين تأييد "ثورة الشباب"، وفي الوقت ذاته الهجوم على محمد البرادعي، حسب ما ورد في عدد "الوطن" الصادر أمس!. كل ما سبق من مواقف يُشير إلى أن الفنان العربي المُتورِّط مع السياسي في الكثير من المواقف والمصالح، يمرُّ بحالة حرج كبيرة وتناقض مواقف لن يستطيع الخلاص منها قريباً، وهو ما يُحتِّم على كل مَن يُؤثِّر في الرأي العام من خلال حضوره الجماهيري، سواء كان فناناً أو غير فنان، إعادة تقييم "الرسالة القيمية" التي يُفترَض أن يحملها، فلا يُفرِّط في الانقياد للمصالح الآنية على حساب القيم الأخلاقية، فسيأتي اليوم الذي يُكشَف فيه المستور.