حضر العشرات من الوافدين ظهر أمس تشييع جنازة كفيلهم السعودي الذي أثبت للجميع أن المعاملة الحسنة هي أساس التعامل مع الآخرين، في الوقت الذي يشكو فيه الكثير من الوافدين سوء معاملة كفلائهم، وهضم حقوقهم. وقد حضر الوافدون جنازة كفيلهم بعد تعامل امتد مع بعضهم لعقود، مؤكدين أن الفقيد كان يعاملهم معاملة الأب والأخ والصديق. وكان الفقيد هادي آل برمان قد توفِّي أمس إثر مرض عضال ألمّ به مؤخراً؛ لتحتشد جموع المصلين لأداء صلاة الجنازة عليه بجامع الحرجة في عسير. ولعل الغريب في الأمر هو الحضور اللافت للجاليات التي شاركت في الصلاة والتشييع والدفن، وأرادت أن تشارك أهل الميت في العزاء.
"سبق" التي كانت حاضرة التقت بعضاً منهم. يقول أحدهم من الجالية الأفغانية: إن الفقيد كان بمنزلة الأب والأخ، وكان مثالاً في التواضع حسن التعامل. وأضاف بأن الفقيد عودنا أن يشاركنا أفراحنا وأتراحنا، ونحن اليوم نفقد أباً وأخاً وصديقاً لن ننساه.
وقال أحدهم بعد أن طلب نجل الفقيد العفو والمسامحة للميت بقوله: نحن لن نكتفي بالمسامحة فقط بل سندعو الله بكل صدق أن يسكنه فسيح جناته، وأن يسهل عليه ما بعد الموت، فهو سبب بعد الله في رزق الكثير من الأسر الفقيرة. وقد ظهرت على العمالة علامات الحزن من خلال بقائهم بجانب أولاد الفقيد حتى غادروا المقبرة.
يُذكر أن الفقيد مات رافعاً أصبعيه السبابة، وكفن وهما مرفوعان.