وجَّه محافظ الطائف رئيس اللجنة العامة لبرنامج مدينة الطائف الصحية فهد بن عبدالعزيز بن معمر كلاً من أمين المحافظة ومدير فرع وزارة المياه بسرعة شفط مياه الصرف الصحي من شوارع حي الشرفية التي عانى منها الأهالي سنوات عديدة دون حل، وسرعة الإفادة بما يتم ضماناً لصحة سكان الحي. وكان فريق العمل ببرنامج مدينة الطائف الصحية قد رفع للمحافظ ملف شكاوى سكان حي الشرفية الذين يعانون منذ خمس سنوات طفح مياه الصرف الصحي وجريانها في الشوارع حتى أغرقت الحي، واختلطت في بعض الأماكن بمياه الشرب وخزاناتها. وأفاد الفريق بأنه تم الوقوف على هذه المشكلة، وإبلاغ وكيل الأمانة لحل مشكلة مياه البيارات المتسربة في الشوارع على وجه السرعة، لكنّ شيئاً من ذلك لم يحدث، كما تم الوقوف على ما جرى بالحي شهر المحرم الماضي. وكشف الفريق عن أن الوضع سيئ للغاية، وأوضح انتشار التلوث البيئي والقذارة بسبب جريان مياه المجاري في الشوارع بخلاف الأسفلت المتكسر والتالف والروائح الكريهة والأمراض الوبائية التي تتربص بالأهالي وساكني الحي، والتي فتكت بالبعض منهم. وقد أبدى أعضاء الفريق استغرابهم من الجهة المسؤولة عن ذلك؛ لتجاهل طفح مياه المجاري بشكل مقزز ودائم بالحي. مؤكدين أن ذلك ليس مظهراً حضارياً يليق بمدينة الورد، كما أنه قد يتسبب في كارثة صحية لسكان الحي ومخاطر، منها التهابات الكبد الخطيرة، ومخاطر بيئية كانتشار البعوض والحشرات الضارة، علاوة على التأثير السلبي في المياه الجوفية بالمنطقة. ورأى الفريق أن يوجِّه المحافظ الجهة المسؤولة عن ذلك بسرعة إنقاذ سكان حي الشرفية مما هم فيه، ورفع الأذى عنهم، كما رأوا أن تقوم الجهة المسؤولة بشفط مياه البيارات بشكل عاجل، وعمل شبكة مؤقتة للصرف الصحي ريثما يتم ترسية المشروع بالكامل. وكان أهالي حي الشرفية قد رفعوا 13 برقية إلى عدد من المسؤولين المعنيين؛ وذلك لرفع الضرر عنهم، دون أن يكون هناك أي تحرك يضمن الحفاظ على صحتهم، معللين ذلك بأن هناك مجهولين قد يرفعون تقارير من الجهات الحكومية بالمحافظة غير صادقة إلى المسؤولين، لا تصوِّر المعاناة التي يعيشونها ويعانون منها. مطالبين بتشكيل لجنة تبرأ بها الذمة بعيداً عن أي موظف بفرع المياه بالطائف على وجه التحديد. وكشفوا عن معاناتهم منذ فترة طويلة من ارتفاع منسوب المياه الجوفية وطفح مياه المجاري واختلاطها بمياه الشرب بالمنازل؛ وذلك بسبب عدم وجود أو توافر شبكة صرف صحي بالحي؛ ما أدى إلى انتشار الحشرات الزاحفة والطائرة، وخصوصا الناقلة للأمراض؛ الأمر الذي يُنذر بتفشي حمى الضنك المتصدع. كما أشاروا إلى أنهم يقومون بسحب ما يعادل ثلاثين (وايتاً) شهرياً، تتولى شفط مياه المجاري، على الرغم من أن استخدام كل أسرة من الماء للشرب لا يتجاوز الوايتَيْن إلى ثلاثة وايتات شهرياً؛ ما أثقل كاهلهم بمصروفات باهظة الثمن. وأكد أهالي الحي أنهم كانوا قد تقدموا بشكوى إلى محافظ الطائف حول معاناتهم، يطالبون فيها برفع الضرر عنهم، فيما وجّه المحافظ بتشكيل لجنة مكوَّنة من المحافظة والأمانة وفرع المياه للوقوف على الأضرار التي يواجهها السكان، والعمل على رفعها، التي سجَّلت المعاملة تحت الرقم 20002 بتاريخ 3/ 11/ 1426ه، وأخذت دورة كاملة ووقتاً من الزمن بين المحافظة وفرع المياه والأمانة، إلا أنهم لم يجدوا أي تعاون أو اهتمام سواء من فرع المياه أو من الأمانة؛ ما أدى إلى تدهور الوضع حتى وصلت الأمور إلى اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب بالحي، بخلاف هجرة أصحاب المنازل وانتقالهم إلى أحياء أخرى أكثر ضماناً. وقد قامت (سبق) بجولة في الحي المتضرر، وكشفت عن تفاقم مشكلة اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه المحلاة في خزانات الأهالي بحي الشرفية على طريق السيل شمالاً؛ الأمر الذي زاد من نشوب الخوف والفزع في نفوس الأهالي بعد استمرار معاناة طفح المجاري لأكثر من ثماني سنوات. كما لا تزال الجهات المسؤولة تقف صامتة دون إيجاد حل للمشكلة لضمان سلامة صحة ما يزيد على عشرة آلاف نسمة من سكان الحي يسكنون أكثر من 800 منزل، على الرغم من جهود محافظ الطائف وتوجيهاته بتشكيل لجان للوقوف على الضرر ووضع التوصيات العاجلة لرفعها؛ حيث يبدو أنها جهود تُبذل دون جدوى. فهل سيتوقف التقاعس عن أداء المهام من قِبل الجهات المسؤولة وحماية الأهالي من كوارث بيئية وصحية، أم سيستمر الصمت وتظل المجاري تهدد صحة السكان بالحي وتجبرهم على الرحيل؟