ما زالت مُطالبات أهالي حي الشرفية بالطائف تتواصل من أجل إنقاذهم من مُشكلة «مياه الصرف الصحي» والتي اختلطت بمياه الشرب.. فثماني سنوات لم تُحرك الجهات المسئولة ساكناً، ولم تكُن هُناك حلول توقف تلك المُطالبات والتي لم تجد استجابة، ما أدخلهم في حيرة جراء ذلك الإهمال الذي طالهم. وكان معالي محافظ الطائف رئيس اللجنة العامة لبرنامج مدينة الطائف الصحية فهد بن عبد العزيز بن معمر قد وجه كُلاً من أمين المحافظة ومُدير فرع وزارة المياه بسرعة شفط مياه الصرف الصحي من شوارع «حي الشرفية» والذي عانى منه الأهالي سنين عديدة دون حل. وكان فريق العمل ببرنامج مدينة الطائف الصحية قد رفع لمعالي محافظ الطائف كامل ملف شكاوى سُكان حي الشرفية بالمحافظة والذين يُعانون منذُ خمس سنوات من طفح مياه البيارات وجريانها في الشوارع التي أغرقت الحي واختلطت في بعض الأوقات بمياه الشرب وخزاني المياه الخاصين بالشرب. وأفاد فريق العمل بأنه تم الوقوف على هذه المُشكلة وإبلاغ وكيل الأمانة بوجه السرعة لحل مُشكلة مياه البيارات المُتسربة في الشوارع ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث على أرض الواقع كما تم الوقوف على ما يجري بالحي شهر محرم الماضي وكُشف عن أن الوضع سيئ جداً، وأن هناك تلوثاً بيئياً وقذارة مُنتشرة بسبب جريان مياه المجاري بالشوارع بخلاف الشوارع والأسفلت المُتكسر والتالف والروائح الكريهة والأمراض الوبائية التي تتربص بالأهالي والساكنين بالحي، مُبدين استغرابهم من ذلك التجاهل لطفح مياه المجاري وبشكل مُقزز. وكان الأهالي بحي الشرفية المُتضرر بالطائف قد رفعوا 13 برقية لعدد من المسئولين المعنيين لرفع الضرر عنهم دون أن يكون هُناك أي تحرك يضمن الحفاظ على صحتهم. «الجزيرة» قامت بجولة في الحي المُتضرر وكشفت تفاقم مُشكلة اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه المُحلاة في خزانات الأهالي بحي الشرفية على طريق السيل شمالاً، الأمر الذي زاد من الخوف في نفوس الأهالي بعد استمرارية معاناة طفح المجاري لأكثر من 8 سنوات، فيما ما زالت الجهات المسئولة تقف صامتة دون إيجاد حل للمُشكلة تضمن صحة ما يزيد عن 10 آلاف نسمة من سُكان الحي يسكنون أكثر من 800 منزل. وكُشف عن تقرير صدر من فريق صحة البيئة من مديرية الشئون الصحية بالطائف تضمن الوضع البيئي بحي الشرفية بعد أن تم الوقوف على موضوع تسرب المياه بالحي، واتضح لديهم وجود شارع مزدوج في وسط الحي تتسرب منه المياه وتتسرب أيضاً من داخل المباني التي على الشارع ويتجه من الجهة الغربية إلى الشرق ويتضح من مشاهدة الموقع بأن هذا التسرب يظهر أنه من مياه جوفية حيث شُوهد بنفس امتداد الشارع آبار مليئة بالمياه. وأشار التقرير إلى أن هُناك مواطنين يتذمرون من ذلك الوضع ويقولون بأن وايتات الصرف مُستمرة في عملية الشفط ولكن دون جدوى، فيما كشف التقرير عن بعض النقاط الهامة بالوضع الحالي للحي وهي: - المشكلة الرئيسة عدم وجود شبكة صرف صحي، وإنما خزانات تجميع منزلية «بيارات» وهي أساس المشكلة حيث إنها تفيض وتجري في الشارع بصفة مستمرة. - أدى ذلك إلى تهالك وتكسر بعض خطوط الشبكة العامة للمياه نتج عنه تسرب المياه وأدى إلى اختلاط المياه ببعضها البعض. - نتج عن ذلك تلوث بعض الخزانات حسب إفادة الجهات المعنية وقام فرع المياه وقتها على الفور بإغلاق الخط العام وتنظيف وتعقيم الخزانات المُتضررة وإصلاح الخطوط الرئيسة. - تمَّ أخذ عينات للفحص البكتريولوجي والكيميائي من المدارس وأظهرت النتيجة صلاحية المياه بكتريولوجياً. - لم تتلق الصحة أي بلاغ عن حالات مرضية والوضع البيئي مُطمئن إلى حد ما. ورأى معدو التقرير من المراقبين الصحيين بإيجاد حل لمياه الصرف الصحي وتكليف الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة حول الوضع البيئي بصفة دائمة ومستمرة. فهل تستجيب الجهات المسئولة والمعنية لمطالب المواطنين والأهالي من سكان الحي والذين ما زالت نداءاتهم متواصلة، وهل سيتوقف التقاعس عن أداء المهام من قبل الجهات المسئولة وحماية الأهالي من كوارث بيئية وصحية، أم سيستمر الصمت وتظل المجاري تُهدد صحة السُكان بالحي وتُجبرهم على الرحيل بعد أن ثبت هجران العديد من الأهالي لمساكنهم، وفضَّلوا الانتقال لأحياء أخرى وبإيجارات باهظة الثمن خوفاً على صحتهم وصحة أبنائهم بعد أن ظلوا ينشدون التدخل والحلول دون جدوى.