بدأت طلائع ثمار شجرة العبري في محافظة وادي الدواسر، تصل إلى أسواق العاصمة الرياض، وجدة، ومكة المكرّمة، والمنطقة الشرقية، وبعض دول الخليج، وسط توقعات تجارية بوصول حجم مبيعاتها لهذا العام إلى أكثر من (40) مليون ريال، بحسبما ذكر خبير زراعي في المحافظة. كان المزارعون قد اعتادوا في محافظة وادي الدواسر بيع مزارعهم بالجملة؛ حيث يقوم التجار بشراء الثمار عند بداية نضجها من منتصف يناير، ويتولون عملية الجني والتسويق لها منذ منتصف فبراير, ويصل عدد أشجار العَبري في وادي الدواسر لما بين "100 - 110" آلاف شجرة مثمرة، يشتهر منها: "الحساوي، والبايون، واليوشن، والباي بي"؛ حيث تنتج الشجرة الواحدة 100 كيلو جرام، يصل قيمة الكيلو الواحد منها إلى 10 ريالات.
وتعود قصة نجاح زراعة العبري في وادي الدواسر إلى عام 1410ه، عندما قام أحد المزارعين ويُدعى حمد السويس، بزيارةٍ إلى مركز الأبحاث الزراعية في محافظة الأحساء، وجلب معه نوعين من شجر العبري وهي السدر الهندي من فرع البايون الذي يمتاز بكبر حجم ثماره وطعمه اللذيذ والمميز؛ عن طريق الفريق الصيني الذي يعمل في المركز؛ حيث قام بعض الفنيين الصينيين بتطعيم الأصناف المستوردة على أصول شجر السدر المحلية عام 1405ه، وأُجري عليها انتخاب، وتحسين، وأطلق عليها أسماء محلية صينية: "البايون، واليوشن، والباي بي".
ويُوصف "البايون"، الذي تشتهر به محافظة وادي الدواسر، بالثمرة الكبيرة البيضاوية الملساء ذات اللون الأصفر عند النضج، وعلى سطح الثمرة خطوط سمراء متعددة، وطول ثمرتها 5 سنتيمترات، وعرضها 4 سنتيمترات، ووزنها 53 جراماً، وللثمرة شفة عميقة، ولبّها أبيض اللون، وعصيرها حلو بنكهة طيبة عند النضج الكامل، بينما بذرتها تظل ماسكة في اللب، وهي صغيرة الحجم نسبياً ومتطاولة.
وأوضح المهندس الزراعي عبدالمعطي علي سليمان، أن السدر "عبري الوادي" يتكاثر بطريقتيْن: التكاثر الجنسي، والتكاثر اللا جنسي أو التكاثر الخضري، مبيناً أنهم يستخدمون طرقاً عدة لتطعيم السدر، ومن أهمها التطعيم بالعين أو التزرير، أو التركيب بالشق؛ حيث يستخدم هذا النوع من التركيب في أفرع الأشجار الكبيرة.
وأضاف: "صنف اليوشن قليل في الوادي، ويعرف بثمرته الكروية الشكل التي تشبه في شكلها الظاهري التفاح البلدي"، وعند النضج الكامل، قال: "تكون الثمرة بخد أحمر خاصةً الجهة المعرّضة للشمس، والقشرة ملساء، والفجوة العنقية عميقة"، فيما أفاد بأن نوع "الباي بي" كثير الحمل وثماره بيضاوية، ولون قشرته أخضر فاتح عند النضج".
واختتم قائلاً: "ثمرة السدر العبري يحول دون توسعها الزراعي بعض العوائق الطبيعية، ومنها: ذبابة السدر البيضاء، والبق الدقيقي، وحشرة السدر القشرية، وأكاروس العنكبوت الأحمر، وذبابة ثمار السدر، إلا أنه أكّد أنه يمكن - بإذن الله - السيطرة عليها".