أشاد عددٌ من الشخصيات العلمية والدعوية وقيادات من العالم الإسلامي، خلال ورشة العمل التي نظّمتها الهيئة العالمية للتنمية البشرية التابعة لرابطة العالم الإسلامي بالشراكة مع المركز الروهنجي العالمي GRC، بعنوان "إعادة القضية الأراكانية إلى الاهتمام الإسلامي والعالمي"، مساء أمس الإثنين، بمقر المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بجنوب مكة المكرّمة، بدور المملكة العربية السعودية في نصرة القضية الروهنجية وتبنيها على الأصعدة والمستويات كافة. وهدفت الورشة إلى إيجاد محاولة جادة لإعادة الوهج الإعلامي للقضية الروهنجية بسبب الركود الذي تشهده في الوقت الراهن في ظل الانشغال المحلي والإقليمي والدولي بقضايا ساخنة وأكثر إلحاحاً تشهدها المنطقتان العربية والإسلامية، وخصوصاً فيما يسمّى منطقة الشرق الأوسط.
وتحدث في بداية الورشة الدكتور وقار الدين بن مسيع الدين رئيس اتحاد روهنجيا أراكان ARU، وقدّم عرضاً موجزاً حول قضية مسلمي الروهنجيا في بورما، مشيراً إلى المعوقات التي تعترض القضية لعدم وضع الحلول الإستراتيجية بعيدة المدى حتى الآن - على حد قوله.
وقال المحامي الكويتي الدكتور مبارك المطوع، رئيس اللجنة العالمية لحقوق الإنسان تعليقاً على الأبعاد الإنسانية والحقوقية للقضية الروهنجية، إن العالم لم يدرك حجم المأساة الحقيقية حتى الآن رغم الجهود المبذولة على استحياء - على حد قوله.
فيما أكّد الدكتور محمد السعيدي الأكاديمي السعودي، على دور المملكة العربية السعودية في نصرة القضية الروهنجية وتبنيها على الأصعدة والمستويات كافة، منوّها بالدور المنتظر لحكومة ماليزيا في الوقت الراهن في خدمة القضية الروهنجية؛ لكونها دولة مستقرة بعيدة عن مناطق الصراعات.
كما دعا الدكتور عبدالله المصلح أمين عام الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إلى تكثيف الزيارات لخطباء الجوامع لتعريفهم بالقضية وحثّهم على تسليط الضوء عليها عبر خطبهم، كما دعا إلى الاهتمام بالقصص والروايات وتفعيل دورها في إيصال الصوت المكلوم إلى المعنيين والمهتمين بقضايا المظلومين والمضطهدين.
وتحدث في الورشة عددٌ من الأكاديميين والمختصّين، إلى جانب إثرائها بمشاركات متميزة من الحضور وتعليقاتهم واقتراحاتهم حول الموضوع المطروح.
وخلصت الندوة إلى عددٍ من التوصيات العملية كان من أبرزها: العمل على تحريك الروهنجيا في أوروبا وربطهم بمحامين هناك للمرافعة في المحاكم الجنائية لكل دولة أوروبية، إضافة إلى إيجاد قنوات روهنجية خاصّة بالقضية مرئية ومسموعة وبلغات عدة، وكذلك تكوين هيئة خبراء ومتخصّصين في جميع المجالات الحياتية تكون مصدراً للتنمية البشرية للروهنجيا، وأخيرا تأسيس مدارس أهلية خاصة للروهنجيا في أماكن وجودهم وانتشارهم في العالم.
يُشار إلى أن هذه الورشة، تأتي في سياق جهود المركز الروهنجي العالمي GRC، في خدمة القضية الروهنجية وإبقائها حية على المستوى العالمي، والاستمرار في المطالبة بحقوق الروهنجيا؛ بما فيها حق المواطنة والاعتراف بهم كعرقية أصيلة ضمن بوتقة العرقيات المستوطنة في بورما منذ مئات السنين.