حذَّر عدد من المواطنين من استمرارية فوضى انتشار وتداول الأعشاب في محال العطارة والتداوي بها، وأكدوا أن أسعار الخلطات العلاجية العشبية وصلت إلى أرقام مالية خيالية، وتجد رواجاً من بعض الناس الباحثين عن العلاج من طب الأعشاب التي تُباع في محال التوابل دون رقيب من الجهات المختصة. "سبق" رصدت تداعيات هذه الظاهرة من داخل المحال مع العديد من مستهلكي الأعشاب.
بداية، يوضح مهدي عبدالله (صاحب محل عطارة) أن غالبية من يتردون على محال العطارة من النساء، خاصة الباحثات عن وصفات البشرة أو علاج تساقط الشعر، وما يتبعه من قشور؛ فالمرأة تثق تمامًا بالعطار أكثر من الطبيب الصيدلي، باعتبار الأول صاحب تجربة علمية في مجال العلاج بالأعشاب، نظرًا لمعرفته التامة وإلمامه بكل أنواع الأعشاب. وبيّن أن غالبية الأعشاب تأتي من آسيا.
ويرى أن هناك خلطًا كبيرًا بين الطب الحديث، الذي يعتمد على العلاج الكيميائي، والطب الشعبي ومن يعتبرونه بديلاً للطب الحديث.
وبيّنت أم تهاني أن تلك الخلطات كانت أحد الأسباب - بعد قدرة الله - في إصابتها بفشل كلوي، بعد أن كانت تستخدم خلطات التنحيف وغيرها من العطارين، وأنها كانت تجهل خطورتها تماماً. والذي كان يعمل الخلطات وافد من الجنسية العربية، لا يملك من فنون التداوي ولو القليل، ويدعي أنه صاحب خبرة قديمة في العلاج بالأعشاب.
كما قال بدر العطاس إن محال العطارة ذات تاريخ قديم، وهي بالنسبة له مهنة الآباء والأجداد. أما العلاج بالأعشاب فقد ظهر قديماً قبل أن يوجد الطب الحديث، خاصة في مجال الأدوية.
وبيّن أن الوصفات التي يصرفها للمرضى خالية من السميات؛ لأنه لا يعقل أن يبيع الدواء أو الخلطة دون علم بفوائدها؛ لأن كل الخلطات والوصفات مرت بالتجربة، وأدت لنتائج إيجابية.
وأضاف: زبائننا يأتون إلينا بصورة مستمرة، ولم نسمع بزبون جاء يشتكي من وصفة استخدمها لعلاج مرض، أو شعر بآثار جانبية نتيجة استعماله دواء عشبياً.. وخبرتنا هي رأسمالنا في مهنة الآباء.
عبدالله الشريف (60 عاماً) يرى أن التداوي بالأعشاب معروف في كل أنحاء العالم، خاصة عالمنا العربي، والسعودية بها العديد من الأعشاب الطبية، كما أن هناك أعشابًا يتم جلبها من إفريقيا (منطقة القرن الإفريقي).
وأضاف: يأتينا زبائن من الدول الآسيوية، كما أن الأدوية الكيميائية الموجودة حاليًا في الصيدليات معظمها مأخوذ من الأعشاب، ويتم تحضيرها معمليًّا، إلا أن تجاربنا الطويلة في مجال العطور والأعشاب مكنتنا من معرفة الوصفات العلاجية للكثير من الأمراض، وزبائننا يعون تمامًا ما يقدمون عليه، بل إن بعض الأطباء يلجؤون إلينا في كثير من الأحيان؛ لذا نحن نعتمد على الخبرة والتجربة معًا في مهنتنا المتوارثة عن الأجداد.
ومن جانبه، أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام بصحة جدة عبدالرحمن الصحفي ل"سبق" أن هناك لجنة مشكّلة بين صحة جدة والأمانة، تقوم بجولات على محال العطارة، ورَصْد المخالفات، وإتلاف ما يتم ضبطه من أعشاب غير صالحة. كما نصح "الصحفي" عامة المواطنين بتجنب تلك المحال التي تبيع الأعشاب غير معروفة المصدر.