أعلنت لجنة حصر المتضررين بفيفاء جراء الأمطار والسيول التي هطلت على محافظة جبال فيفاء مؤخراً وألحقت الأضرار بالممتلكات العامة والخاصة، وتسببت في انقطاع الطرق وانهياراتها، أنها أنهت حصر المتضررين، مبينة أن عدد المتضررين الذين تم حصرهم بلغ 800 موطن، وذلك وسط مطالبات بتمديد فترة الحصر. وأعلن بعض الأهالي أن دمار الطرق حجزهم عن تقديم طلباتهم لحصر الأضرار الناتجة عن الأمطار في موعدها المحدد، كما رفع الأهالي شكواهم ورجاءهم بإيجاد حلول جذرية هندسية لمنع مخاطر الأمطار التي تنتج عن سوء في التخطيط والعمل من الجهات المسؤولة، مقارنين أمطار هذه السنة بأمطار السنين الفارطة التي تستمر لأيام لكنها لا تلحق الأضرار بهذا الشكل.
وقال الأهالي ل "سبق" إن السبب الرئيسي وراء تلك النتائج الكبيرة المدمرة هي بلدية المحافظة، مضيفين أنها شرعت قبل عام من الوقت الحالي في أعمال مكثفة لصيانة وتوسيع الطرق وتحسينها، ولكن دون تخطيط أو دراسة مسبقة لدرء المخاطر عن الأهالي وممتلكاتهم.
وأكد المهندس عبدالله الفيفي أن الأعمال السابقة في توسيع الطرق تسببت في تجريد الصخور من التربة التي كانت تحيط بها وتزيد من تماسكها؛ مما جعلها مكشوفة وآيلة للسقوط، فضلاً عن طبقة الإسفلت الحديثة التي تفتقر إلى الهندسة الممتازة، حيث يظهر عليها عدم وجود حيلولة تميل إليها الأمطار والسيول في حال هطولها؛ ما تسبب في جعل الشوارع أنهارا جارية تجرف ما أمامها من مركبات وصخور، وتودي بها إلى أقرب حاجز، سواء كان منزلا أو غير ذلك.
وأضاف قائلاً: "من المفترض أن تضع البلدية أوتادا داخل جدران الطرق الموسعة والخطيرة، وتقوم بِهَدّ الصخور الآيلة للسقوط قبل أن تسقط على أي مواطن، وفي بعض الأماكن الخطرة يجب أن تقوم بعمل رش أسمنتي للجدران المتاخمة للطرق، حتى يساهم في تماسك الجدران مع بعضها بعض، وذلك قد يجعل احتمالات الانهيارات أقل بكثير".
من جهة أخرى، قال الخبير الزراعي علي الفيفي إن "من ضمن أسباب الانهيارات التي اجتاحت فيفاء بشكل لم يلاحظ قديما على الرغم من كثرة الأمطار التي تستمر لأيام وليس لساعات آنذاك، والمتَتَبع لهذه الظاهرة يجد أنها نتيجة أسباب عدة، ومنها الكثافة السكانية، والتي تسكن في بيوت على الطراز الحديث، والذي يخضع لأسلوب حياة مغاير لما اعتاد عليه ساكنوه قديما، فهم يحتاجون كميات مياه كبيرة يجب تصريفها، فعمدوا إلى عمل خزانات مفتوحة القاع لصعوبة تفريغها بواسطة الصهاريج، ما تسبب في تسرب ما تحويه تلك الخزانات إلى باطن الأرض، وخلخل التربة، وفكك تماسكها".
وذكر أن "ساكني المحافظة اعتمدوا قديما على بناء المدرجات بحجارة صغيرة أكبرها يحمله اثنان، فإذا انهار مدرج احتواه المدرج الذي يليه لخفة وزنه، أما الآن فتبنى بالجدران الاستنادية، والمدرجات أصبحت تهيأ بمعدات ثقيلة ترفع حجارة حجمها بالأطنان، فإذا انهارت جرفت ما قبلها، وكلما زاد الحمل زاد الأثر المدمر".
وأردف أن "الأهالي قديما كانوا يحرصون أشد الحرص على تصريف مياه الأمطار بواسطة مسارات محددة تتناقل المياه من جهة لأخرى، إلى أن تصل مجرى الوادي، وكل جماعة تتحمل مسؤولية الدمار الذي يحصل من جراء الأمطار في ممتلكاتهم، وأي خلل في الجزء الذي يعبر أملاكهم فهم يحرصون على ترميمه وتفقده بين الحين والآخر".
وتابعوا: "ومع شق الطرق في فيفاء وتغيير مسارات هذه التصاريف أصبحت الطرق هي الناقل لمياه الأمطار، وبعشوائية يصعب التعامل معها، فتسببت بدمار هائل للممتلكات".
من جانبه أوضح محافظ فيفاء محمد الغزي أنه تم الرفع بأسماء 800 متضرر من الأمطار وفقا للجنة حصر الأضرار التي باشرت مهامها بتوجيهات من أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر، مبيناً أن الأضرار اقتصرت على إتلاف بعض الممتلكات والمركبات والمدرجات الزراعية.
وأكد الغزي أن الأهالي ما زالوا يتقدمون بطلب لحصر الأضرار، رغم انتهاء فترة الحصر، مشيراً إلى أن الجهات المعنية قامت بفتح الطرق وإزالة الانهيارات ومخلفات الأمطار من الأتربة والأحجار.