مع بداية مباشرته العمل وزيراً للتعليم، التي بدأت فعلياً أمس الثلاثاء، يواجه الدكتور عزّام الدخيل عدداً من التحدّيات والمهام الصعبة التي سوف تتطلب منه مضاعفة العمل والجهد.
ويأتي في مقدّمة هذه التحدّيات عدد من القضايا المتراكمة على مدى عشرات السنوات، التي عاصرها عدد من وزراء التربية والتعليم بالسعودية، الذين عملوا على حلّها، ومنهم من واجه صعوبات في إنهائها، ومنهم من وضع لها حلاً جزئياً. ومن أهم تلك القضايا قضية الفروقات المادية للمعلمين والمعلمات، والمستوى والدرجة المستحقان، اللذان ما زال يطالب بهما المعلمون، ويرون أنهما حق من حقوقهم تجاه وزارتهم والخدمة المدنية، رغم معالجتهما هذه القضايا خلال تحسين أعداد كبيرة من المعلمين والمعلمات على درجات أعلى.
ومن ضمن مطالبات المعلمين والمعلمات أيضاً احتساب سنوات خدمة بند (105) التي يرونها فُقدت من عمرهم الوظيفي دون فائدة مادية وخدمية تعود عليهم.
كما أن مشكلة الخريجات من الجامعات والمعاهد أيضاً أصبحت قضية مزمنة، استعصى حلّها على مسؤولي الوزارة حتى هذا اليوم، التي يتمنى من يتعلق بهم أمرها من الخريجين والخريجات أن تكون ضمن أولويات وزير التعليم الجديد.
ويأتي كذلك ملف حركة النقل في مقدمة طلبات المعلمين والمعلمات المعينين خارج مدنهم، الذين يطالبون بتوسيعها لتشمل أكبر قدر من المنقولين. كما أن مشكلة حوادث المعلمات ما زالت مستمرة رغم اختصار عمل المعلمات بالقرى إلى ثلاثة أيام بالأسبوع، في محاولة للحد من هذه الحوادث التي راح ضحيّتها العديد من أرواح المعلمات. وكلتا القضيتين وعد وزير التعليم الجديد في أول يوم له بالوزارة بإعطائها "عنايةً بالغة". أما فيما يتعلّق بقطاع التعليم العام فيطالب المعلمون بحمايتهم من تجاوزات الطلاب عليهم، التي وصلت حد الاعتداء البدني بالضرب، أو على سياراتهم. وتتمثّل مطالبتهم حول هذا الأمر بفرض نظام صارم وعقوبات جادة، تساهم بالحد منها، وتحفظ مكانة وقيمة المعلم بالمجتمع.
كما أن معالي الوزير سيحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة، تتمثل في إلغاء وزارة التعليم العالي ودمجها مع وزارة التعليم؛ ليصبح أول وزير لهما بعد دمجهما؛ وبالتالي فإنه سيكون المرجع الرئيس لجميع جامعات السعودية ومنسوبيها وبعثات الطلبة السعوديين بالخارج، البالغ عددهم مئات الآلاف، والملحقيات الثقافية بالخارج.
ورغم كل هذه التحديات والصعوبات والمهام الكثيرة التي سيواجهها د. عزّام إلا الوسط التعليمي متفائل بقدرة الوزير ومعاونيه على وضع حلول جذرية لها، ومواجهة معظم هذه التحديّات والقضايا، إن لم يكن جميعها، ولاسيما مع تفهم د. عزام لها؛ إذ أبدى تضامنه مع عدد منها قبل تعيينه وزيراً من خلال عدد من التغريدات التي أطلقها على حسابه الخاص بتويتر خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تناولها المعلمون بشكلٍ كبير فور صدور قرار تعيينه وزيراً للتعليم.