وضعت محافظة عنيزة نفسها في بؤرة التركيز الإعلامي؛ وذلك بعد أن نجحت في تقديم نموذج مختلف في الأداء الخدمي والخيري. وفيما يتفاخر مسؤولو البلدية بدور المواطنين في هذه النقلة ذهب كثير ممن التقتهم "سبق" من أبناء المحافظة إلى أن التطور الحاصل يرجع بالأساس إلى تفهم المسؤولين لأدوارهم وحرصهم على تذليل العقبات والإجراءات كافة، لدرجة أن رئيس البلدية يعطي موافقاته على طلباتهم بالجوال، ولا يتقيد بالشكليات. وعبّر أهالي عنيزة عن سعادتهم بالتطور الذي لحق بمدنهم وقراهم وهجرهم خلال السنوات الماضية، مشيرين إلى أن الخدمات التي تقدمها البلدية مكّنتهم من الحصول على احتياجاتهم دون عناء. وقال مواطنون التقتهم "سبق" خلال زيارتها عنيزة الأسبوع الماضي إن السنوات الأخيرة شهدت تطوراً كبيراً جعل مدينتهم في صدارة مدن المملكة من حيث الخدمات والمظهر الحضاري. لافتين إلى إنشاء عشرات المشروعات الاستثمارية والخدمية التي وفرت آلاف فرص العمل للشباب. من جانبه كشف رئيس بلدية عنيزة المهندس إبراهيم الخليل أن غالبية المشروعات التي شهدتها المحافظة تمت بجهد ودعم أبنائها الذين تكاتفوا من أجل تغيير وجه عنيزة؛ لتكون مفخرة لهم ولكل أبناء المملكة. وخلال زيارتها رصدت "سبق" نجاح بلدية عنيزة في تطبيق برنامج المعاملات الإلكترونية، الذي اختفت من خلاله المعاملات الورقية، ومعها طوابير طالبي الخدمة؛ حيث صار بإمكان كل مواطن إنهاء حاجته من منزله وبسرعة. كما رصدت "سبق" خدمات البوابة الإلكترونية، التي يستطيع المواطن من خلالها استخراج رخص المحال والبناء دون مراجعة البلدية. علماً بأن رئيس البلدية وجميع العاملين قادرون على إنهاء أية معاملة وتوقيعها من أي مكان باستخدام كل الوسائل، بما في ذلك الجوال. وتمثل تجربة إدارة الرقابة الشاملة، التي عالجت نقص المراقبين بالبلديات، تطوراً مهماً في أداء البلدية؛ ذلك أنه يمكن من خلالها التجاوب مع احتياجات المواطنين في كل القطاعات، وهو ما ينطبق أيضاً على إدارة الخدمة الشاملة؛ حيث تم دمج إدارات الرخص في إدارة واحدة؛ للتسهيل على المواطن مراجع البلدية. والجدير بالذكر أن سمو وزير الشؤون البلدية والقروية وجّه بتعميم هذا البرنامج على مستوى بلديات المملكة، على أن تتولى بلدية عنيزة التدريب والمتابعة، وهو ما بدأت البلدية فعلاً في تنفيذه عبر استضافة العديد من وفود البلديات. ويشارك المجلس البلدي برئاسة المهندس عبدالعزيز البسام بدور كبير في نجاح تجربة عنيزة؛ حيث يقوم بمراجعة واعتماد الخطط المختلفة، ومن ذلك خطة السفلتة التي تضع معايير دقيقة لبرنامج سفلتة الأحياء بالمحافظات. وكان وزير الشؤون القروية قد أشاد بهذه الخطة تحديداً. علماً بأن "سبق" هي أول صحيفة سعودية تطلع على تفاصيلها، التي يُتوقع أن تُوزّع على المحافظات الأخرى قريباً. وحسب ما قاله محافظ عنيزة المهندس مساعد بن يحيى السليم فإن مسؤولي المحافظة يعتبرون "سبق" من أبرز الصحف في المملكة. مضيفاً أن لها تقديراً خاصاً بين مواطني المحافظة. وفضلاً عن الإنجازات الرسمية تُشكّل تجربة الجمعيات الأهلية في عنيزة علامة لافتة. وقد التقى وفد "سبق" مسؤولي جمعية الصالحية، وشرح أمين الجمعية صالح الغذامي ومديرها سعد المسمى الدور الذي يقوم به القطاع الشعبي في عنيزة، وبخاصة جمعية الصالحية، التي تعتبر قلعة ثقافية واجتماعية على مستوى المنطقة. كما تُشكّل مؤسسة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية بعنيزة، التي أسسها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء الرئيس الفخري للمؤسسة، نموذجاً للعمل الخيري القائم على التكاتف. وداخل المبنى الأنيق الخاص بالجمعية تتنوع الأنشطة والخدمات التي شرحها باستفاضة رئيس المؤسسة وابن الشيخ الأكبر عبدالله محمد العثيمين، الذي قال إن المؤسسة تهتم بالتركة العلمية التي خلفها الشيخ رحمه الله؛ خوفاً من التحريف والتلاعب بها. مضيفاً أن المؤسسة تهتم أيضاً بالمساعدات الإنسانية والمشاريع الخيرية. وخارج الأبنية تحرص محافظة عنيزة على حماية البيئة الطبيعية، وكذلك توفير متنفسات خضراء للمواطنين، وأبرزها منتزهات الغضا البرية الرائعة. وقد تجوّلت "سبق" بمخيم إدارة منتزهات الغضا التابع لمديرية الزراعة؛ حيث زارت المعرض المصاحب للمخيم الذي يوضح الطريقة المتبعة للمحافظة على هذه المنتزهات البرية، وزارت "سبق" أيضاً مزرعة الخياط الأثرية التي يتم العمل فيها؛ لتصبح مشروعاً سياحياً يحاكي مزارع نجد القديمة، كما زارت مختبر الخضار الصحي، الذي يُعتبر الأول من نوعه على مستوى الخليج العربي. وكانت بلدية عنيزة قد بادرت بإنشاء المختبر الذي تكلف أكثر من ثلاثة ملايين ريال، ويقوم بأخذ عينات من السوق وفحصها؛ للتأكد من خلوها من بقايا المبيدات النباتية السامة. علماً بأن البلدية سعت لتعميم التجربة في بلديات أخرى. واستكمالا لذلك زارت "سبق" مشتل البلدية، الذي يغذي المحافظة بالأشجار والزهور؛ حيث اطلعت على خططه التوسعية، وتعرفت على الطرق الخاصة بالاستفادة من المياه المعالجة في سقيا المزروعات. من جهة ثانية قامت بلدية عنيزة بإطلاق ورشة مركزية تُعتبر الأكبر على مستوى المنطقة؛ حيث تخدم أكثر من 500 مركبة ومعدة من أسطول البلدية وبعض مركبات الدوائر الحكومية الأخرى. وتقوم الورشة أيضاً بإصلاح المركبات التالفة لدى الغير بغرض الاستفادة منها؛ وبالتالي توفير ملايين الريالات على الدولة. وتقوم البلدية بجهد مشابه مع النفايات؛ حيث أنشأت مشروعاً لإعادة تدويرها والاستفادة منها مرة أخرى. وقد شاهدت "سبق" أيضاً الطرق الهيكلية التي تحيط بالمحافظة من جميع الجهات، وتأتي ضمن خطط البلدية العشرينية ل"عنيزة 1444ه"، التي نجحت البلدية في الانتهاء منها. وقبيل ختام الزيارة توجهت "سبق" إلى جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية، التي تُوصَف ب"الوجه الإنساني المشرق بالمنطقة"؛ لما تقدمه من خدمات جليلة لذوي الاحتياجات الخاصة. وقدّم أمين الجمعية فهد الوهيبي شرحاً مفصلاً عن الجمعية وفروعها ومهامها.