زار أمين محافظة جدة، الدكتور هاني بن محمد أبو راس، اليوم، مخطط أم الخير، حيث التقى أهالي الحي واستمع إلى شكواهم ومطالبهم ووعدهم بحلها، كما وجه شركات النظافة بتأهيل مساكنهم وتنظيفها، تمهيداً لعودتهم لها، فيما باشرت فرق الأمانة المختلفة ومعداتها تنظيف وتهيئة مساكن الحي حتى يتمكن الأهالي من العودة لمنازلهم. من جانبه، أكد رئيس الفرق الميدانية بالأمانة المهندس هشام عابدين أنه جرى الانتهاء من رفع تجمعات مياه الأمطار من جميع الطرق والشوارع الرئيسة خلال 6 ساعات من توقف الأمطار، مشيراً إلى أنه جرى تصريف جميع المياه التي أتت من وادي مريخ بانسيابية، حيث خلو الوادي من المياه بالكامل. إلى ذلك اجتمع أمين جدة مساء أمس الخميس بالوكلاء ومديري العموم المشاركين في لجنة الأمطار بمقر بلدية بريمان، حيث اطلع على آخر التقارير الميدانية لرفع الآثار السلبية لتجمعات مياه الأمطار، كما وجه بالعمل على سرعة رفع المياه من الشوارع الداخلية والبرحات خلال ال (24) ساعة المقبلة. وأفاد عابدين أن 15 فرقة ميدانية وزعت على البلديات الفرعية لرفع جميع أعمدة الإنارة والأشجار واللوحات الإرشادية التي سقطت من جراء أمطار الخميس والأربعاء. هذا وتواصل معدات الأمانة أعمالها في شفط تجمعات المياه بالاستعانة بالوايتات والمضخات، حيث تواجدت أكثر من 40 ناقلة تابعة لإدارة الحدائق والتشجير والمرافق البلدية، وأكثر من 80 ناقلة من وايتات الأهالي، إضافة إلى 25 ناقلة تابعة لشركات النظافة بخلاف المكانس والمضخات حيث جرى توفير 100 مضخة مختلفة السعة، فضلاً على 6 شيولات، و10 قلابات، كما جرى توزيع المعدات على البلديات والمناطق المتضررة. ويأتي ذلك ضمن أعمال خطة الطوارئ للأمطار، التي تتضمن تحديد المواقع الحرجة في المدينة، مثل أماكن تجمع المياه سواء كانت في الشوارع الرئيسة أو الفرعية أو أمام الجهات الحكومية والمدارس والمساجد، ونشر فرق ميدانية للبلديات الفرعية بها، والعمل على معالجة سلبياتها في أسرع وقت ممكن، وتوزيع دوريات السلامة وفرق الإنقاذ على الشوارع والميادين المسجلة لدى غرفة العمليات مسبقاً، والتي تتجمع فيها مياه الأمطار للتدخل في الحوادث وتقديم المساعدة. وتتضمن خطة الأمانة تحديد مسؤوليات وواجبات كل إدارة وعمليات التنسيق مع الإدارات المعنية خلال تلك الفترة مثل الشرطة، والدوريات الأمنية، والأرصاد وحماية البيئة، والمرور، والدفاع المدني، وفرع وزارة المياه والكهرباء، ووزارة النقل، وشركة الكهرباء. ووضعت الخطة برنامج العمل خلال فترة التنفيذ إضافة إلى تحديد أسماء المسؤولين في كل الإدارات على مدار اليوم وحسب نظام الورديات وبمعدل ثماني ساعات لكل وردية. ويعمل على تنفيذ الخطة مديرو عموم الإدارات المعنية، ورؤساء البلديات الفرعية وموظفوها وعمالها؛ إضافة إلى المسؤولين والعاملين في الشركات العاملة مع الأمانة، ومندوبي الإدارات الأخرى المشاركة، فيما تم حشد الطاقات البشرية والمالية، وتجهيز المعدات اللازمة والمتوافرة لدى الأمانة ومقاوليها لتنفيذ خطة عمل الأمانة بالمستوى المطلوب. من ناحية أخرى، أوصى المجلس البلدي بجدة بسرعة إنهاء الدراسة الخاصة بتصريف مياه الأمطار والتنسيق مع الأمانة والجهات ذات العلاقة بتشكيل فرق عمل لحماية سكان الأحياء المتضررة من الأمطار الغزيرة، فيما أبدى الأعضاء عدم رضاهم خلال الجلسة الطارئة التي عقدت عقب صلاة الجمعة عن الحلول غير الكافية التي قدمت لإنهاء مشاكل مناسيب المياه في مخطط أم الخير السكني الذي يعد الأكثر تضرراً. وعاش المجلس الجمعة يوماً صاخباً لمواكبة الأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة مكةالمكرمة بكاملها، حيث سارع أعضاؤه إلى عقد جلسة طارئة استمرت من الواحدة وحتى الرابعة عصراً، ثم قاموا بجولة ميدانية إلى الأحياء المتضررة من الأمطار في جدة، وعلى رأسها مخطط أم الخير السكني الواقع شرق الخط السريع، ثم حي السامر والأجاويد وقويزة والأحياء المجاورة، وهي الزيارة التي يقومون بها للمرة الثانية بعد سقوط الأمطار. وأوضح الأستاذ حسين بن علوي باعقيل رئيس المجلس أن الاجتماع، الذي حضره نائب أمين محافظة جدة، المهندس خالد بن فضل عقيل، شهد مناقشات ساخنة على مدار (3) ساعات لتقديم أفضل الحلول لمعالجة الوضع الحالي، حيث نقل الأعضاء صوراً حية لما شاهدوه على أرض الواقع، مبدين عدداً من الملاحظات كما طرحوا الكثير من التساؤلات التي قوبلت بإجابات واضحة من نائب أمين جدة، فيما جرى الاتفاق على خارطة عمل لمواكبة الحدث بشكل لائق والوقوف بجانب المتضررين والتخفيف عنهم. وأشار إلى أن المجلس أوصى في جلسته الطارئة بالرجوع إلى القرارات التي اتخذت خلال العام الماضي بشأن مشاريع تصريف المياه والسيول، وطالب الأمانة بالإفادة مما تم اتخاذه في كل توصية على حدة، كما طالب بالتعجيل بمعالجة مناسيب المياه في أحياء شرق جدة من خلال دراسة علمية ومكتب استشاري هندسي، ووضع الحلول المناسبة لرفع المعاناة عن سكان هذه الأحياء، والتعجيل أيضاً بإنجاز الدراسات الخاصة بشبكة تصريف المياه وعرضها على المجلس. وأكد باعقيل أن بلدي جدة قرر إقامة ورشة عمل خلال الأيام المقبلة لدراسة الوضع بشكل كامل، والجلوس مع الجهات ذات العلاقة لمعرفة ما توصلت إليه من حلول قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل لمواجهة أخطار الأمطار والسيول، مشيراً إلى أن الأعضاء طالبوا الأمانة بتكثيف مكافحة الحشرات في الفترة المقبلة، خصوصاً أن هناك تخوفاً من انتشار البعوض الذي يؤدي بدوره إلى عدد من المشاكل البيئية الصحية، كما يسهم في زيادة حالات الإصابة بحمى الضنك. وقال باعقيل: "نقدر الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومتنا الرشيدة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو نائبه، بإغاثة كل المتضررين، كما نقدر المتابعة المستمرة لإمارة منطقة مكةالمكرمة ومتابعة سمو أمير محافظ جدة وتواجده في قلب الحدث للتخفيف عن المتضررين"، مشيراً إلى أن بلدي جدة أعلن تضامنه الكامل مع المتضررين في مخطط أم الخير وجميع أحياء جدة، فيما يأمل الجميع أن تشهد الفترة المقبلة تنفيذ جميع مشاريع تصريف الأمطار والسيول في جدة للقضاء على المشاكل التي يمكن أن تحدث في المستقبل. وفي السياق ذاته، باشرت فرق المكافحة الحشرية التابعة لأمانة محافظة جدة اليوم أعمالها في رش مواقع تجمعات مياه الأمطار التي هطلت على المدينة الخميس والأربعاء، حيث ركزت أعمالها في شمال وشرق جدة، وقامت بتوزيع ما يزيد على (80) سيارة رش في مختلف أنحاء المدينة، فضلاً على أربع سيارات رش لكل بلدية فرعية لعدد (12) بلدية كفرق طوارئ تعمل في أي وقت حسب بلاغات الطوارئ. وأوضح المركز الإعلامي بالأمانة أن أعمال فرق المكافحة تنقسم ما بين رش بالضغط العالي، والرزاز، والضباب، وكذلك العمالة الميدانية وفرق المكافحة المنزلية، حيث يبلغ مجموع العاملين في برنامج المكافحة نحو 600 موظف وعامل، تم توزيعهم على مختلف المواقع المستهدفة، مفيداً أن 12 مشرفاً من البرنامج قاموا بعمل مسح شامل لمواقع المستنقعات الدائمة التي تتطلب تركيز الرش عليها ومعاينتها وعمل اللازم تجاهها. وأشار المركز إلى أنه جرى القيام بأعمال الرش خلال الفترتين الصباحية والمسائية، حيث جرى توزيع 42 سيارة رش في شمال جدة، و28 سيارة في شرق جدة، فضلاً عن 14 سيارة بوسط جدة، و12 سيارة بجنوب جدة للقيام بأعمال رش مواقع تجمعات مياه الأمطار، مستخدمة في ذلك مبيدات مكافحة آفات الصحة العامة. إلى ذلك أبدى أهالي حي قويزة والمنتزهات ومناطق شرق الخط السريع مخاوفهم من تزايد حدوث أمراض وأوبئة جراء المستنقعات التي خلفتها الأمطار، والتي ما زالت موجودة حتى في ظل تزايد أعداد المصابين بحمى الضنك.