يشتكي المصور السعودي والمنسق العام لمجموعة مصوري الرياض ياسر التركي من المضايقات والإشكاليات التي تواجه المصورين في المملكة سواء من جهات حكومية أو بعض أفراد المجتمع، ويقول في لقاء مع "سبق" إن أسباب المنع ليست مقنعة، غير أنه يؤكد وجود جمعية سعودية للتصوير الضوئي تقدم عضوية للمصورين السعوديين وتمنح بطاقة العضوية وتصريحاً للمصور بالتصوير في الأماكن العامة غير الممنوعة وغير العسكرية. ويكشف التركي أن هواية التصوير أصبحت تدر دخلاً مناسباً على بعض الهواة والمحترفين خاصة في المجال التجاري والتصوير الإعلاني، متوقعاً أن تتطور هذه الأعمال مستقبلاً نتيجة تزايد إقبال التجار ورجال الأعمال على الصور الاحترافية في مجال الإعلانات. وفيما يلي نص اللقاء: هل أنت متفرغ حالياً لمهنة التصوير؟ التصوير بالنسبة لي لا يزال هواية وأرى أنني مبتدئ في هذا المجال، ولو أني أعمل على تطوير هذه الهواية إلى حرفة إضافية لبقية الخبرات التي أود العمل عليها وفيها؛ إذ إنني أدرس حالياً في تخصص علمي مختلف نهائياً عن هوايتي ورغبتي المستقبلية في المجال الوظيفي. بعد تخرجك في الجامعة هل ستبحث عن أي وظيفة أم ستشرط أن تكون مهام الوظيفة منسجمة مع التخصص؟ الحقيقة أهدافي المستقبلية لما بعد الجامعة تغيرت خلال دراستي الجامعية وخلال اكتشافي لقدراتي ومهاراتي الأخرى التي لم تتضح لي قبل دخول الجامعة؛ إذ إنني إضافة إلى دراستي الجامعية أعمل في القناة الثقافية السعودية متعاوناً غير متفرغ، وأهدف في المستقبل إلى العمل مذيعاً تلفزيونياً وإذاعياً؛ إذ وجدت أنها الأنسب لي كمستقبل وظيفي أطمح إليه. وفي الواقع قمت بتطوير قدراتي مذيعاً مستجداً عن طريق الحصول على دورة "مشروع مذيع" التي قدمها مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال صيف 1431 ه. وسأقوم بالالتحاق بالمزيد من الدورات الإعلامية لتطوير مهاراتي الإعلامية إن شاء الله. هل تظن أن التصوير يستحق اتخاذه مهنة؟ وهل تتوقع أن يكون العائد المادي كافياً ليحقق كل متطلباتك الحياتية؟ التصوير الفوتوغرافي أو الضوئي لا يزال جديداً على المجتمع، ويتضح ذلك في قلة عدد مستخدمي الكاميرات الاحترافية في المملكة العربية السعودية. ولا يزال يسيطر على هذه المهنة الأجانب ومراكز التصوير التجاري "الأستوديو" التي بالطبع يعمل فيها أجانب من جنسيات مختلفة غير سعودية. والمجتمع الآن بدأ يعي قيمة فن التصوير ويتذوق هذا اللون من الفنون، وبدأ التجار يستخدمون التصوير الفوتوغرافي في عرض منتجاتهم بطرق احترافية وجذابة عبر صور تحتوي على لمسات إبداعية. أما من ناحية الشباب السعودي فقد بدؤوا بالتميز في التصوير الضوئي واحترافه عبر التجربة والنقد من قبل الخبراء في التصوير سواءً داخل مواقعنا العربية أو خارجها أو بعرضها في المعارض المحلية. وتطورت هذه الهواية لدى البعض فتحولت إلى حرفة ولكنها لا تزال لم تجد التفرغ التام لها لدى الأغلبية الذين اتجهوا هذا التوجه. وكما يتضح لي ولو أن خبرتي في التصوير التجاري لم تتعد السنتين أن الطلب يتزايد كل يوم أكثر من ذي قبل، وسيأتي الوقت الذي يصبح التصوير الفوتوغرافي من أهم متطلبات الدعاية والإعلان في المملكة العربية السعودية كما هو الحال في جميع الدول المتقدمة. كم يبلغ متوسط دخلك الشهري من التصوير حالياً؟ وهل يمكن أن يتحول عملك إلى نشاط تجاري قابل للتوسع؟ بحمد الله أحصل على ما يكفيني خصوصاً أني لم أوسع مجالي الإعلاني وأتفرغ لهذه الهواية بشكل جاد لوجود أمور أهم من التصوير كالدراسة والعمل الإعلامي. لكن متى ما توافرت الإمكانات والوقت، فإني بكل تأكيد سأوسع مجالي التجاري في التصوير وأطوره، سواءً بالحصول على دورات أكثر احترافية وكذلك تطوير أدوات التصوير التي أمتلكها، وإن تسير الحال فإني أرغب في إنشاء أستوديو خاص متكامل بإذن المولى. ما أكبر العقبات التي تواجهك؟ بالتأكيد ستكون المادة هي العقبة الأولى. فأدوات التصوير الضوئي مكلفة جداً وتحتاج إلى ميزانية عالية لتوفيرها وتطويرها بين الفينة والأخرى. والمشكلة الأخرى وهي أكبر وأمرّ، لا يزال التصوير الضوئي ممنوعاً وهواية تجلب المشاكل مع رجال الأمن في المملكة، حيث يمنع التصوير في كثير من الأماكن. وكذلك لا يزال هناك فئة من المجتمع تضايق المصورين في كل مكان بدون أسباب مقنعة. وفي كل الأحوال هناك جمعية سعودية للتصوير الضوئي تقدم عضوية للمصورين السعوديين وتقوم بطاقة العضوية مقام التصريح للمصور بالتصوير في الأماكن العامة غير الممنوعة وغير العسكرية. بمن تأثرت من المصورين المعروفين محلياً وعالمياً؟ بالطبع تأثرت بالكثير من الفنانين والمبدعين من المصورين السعوديين والعالميين. لكن ليس هناك شخص محدد أقوم بالاقتداء به. فأنا أقوم بزيارة الكثير من المواقع المتخصصة في التصوير ومواقع المصورين، حيث يجب على كل مصور متابعة ومشاهدة صور الآخرين ومحاولة تحليل اللقطات لمعرفة كيفية التقاطها والأدوات المستخدمة في ذلك. ولدينا ولله الحمد العديد من الأسماء المبدعة والمتميزة في المملكة العربية السعودية وسيكون من الظلم أن أذكر اسماً وأترك آخر. هل شاركت في مسابقات التصوير داخلياً أو خارجياً؟ لدي عدد من المشاركات الداخلية فقط في معارض مختلفة بعضها يتبع جمعية الثقافة والفنون وبعضها يتبع جامعة الملك سعود عبر نادي التصوير الضوئي وكذلك المعارض التابعة لمجموعة التصوير الضوئي بموقع تجمع طلبة جامعة الملك سعود. وفي المستقبل القريب بإذن الله سأبدأ في المشاركة في المعارض والمسابقات الخارجية. في أي أنواع التصوير تبرع عدستك؟ لدي العديد من الخبرات في عدد من أنواع التصوير ولكن النوع الذي أمارسه مؤخراً بكثرة هو تصوير العقارات والمشاريع، حيث أتيح لي أن أعلن في أحد المواقع العقارية الكبرى عن تصوير العقارات، وها أنا ولله الحمد مستمر وأحصل على ثقة العملاء وأصحاب العقارات بشكل متواصل وتطورت مهارتي في تصوير العقارات عن الفترة السابقة بشكل ملحوظ جداً. كذلك تصوير المنتجات والأشخاص داخل الأستوديو، حيث حصلت مؤخراً على دورة تدريبية في تصوير الأشخاص داخل الأستوديو قدمها الفنان مشعل البقمي عن طريق أكاديمية الفيصل العالمية بالرياض، وكذلك تصوير الطبيعة والمدينة أو ما يسمى بلغة المصورين "اللاند سكيب والستي سكيب"، والفن التجريدي هو ما أريد أن أتميز فيه في الواقع، حيث إنه من أكثر فنون التصوير جذباً لي. كلمة أخيرة؟ أشكرك أخي على هذا اللقاء وأشكر "سبق" على تميزها الإعلامي واكتساب متابعة المجتمع وأشكر كل من دعمني من الأهل والأصدقاء والمصورين الذين يساهمون في تطوير مهاراتي الفوتوغرافية بالنقد البناء وأتمنى لي ولجميع المصورين الشباب كل التوفيق والنجاح والتميز.