قال عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور عبد العزيز بن سعد العامر: إن الشعب العربي والإسلامي عامة والسعودي خاصة فُجع ليلة الجمعة بوفاة قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله -، وإن رحيل الرجال لا يعني نهاية ذكرهم؛ فقد كان لفقيدنا الغالي -رحمه الله- العديد من المآثر الطيبة، والأعمال الجليلة، والذكر الحسن؛ ما يعزز ذكره بين الناس، ويخلد اسمه في صفحات التاريخ مهما مرت السنون. وأضاف العامر بأن الراحل -رحمه الله- كان بحراً من المآثر والإنجازات، من أي النواحي أتيته ستجد ما يكفي لتدوين كتب ومجلدات؛ إذ جعل جلّ اهتمامه ورعايته للعلم وتهيئة وسائل الحصول عليه؛ فمنذ توليه مقاليد الحكم في 26 / 6 / 1426ه أصدر عدداً من القرارات الملكية المتسمة بالشمول والتكامل لدعم حركة التعليم في السعودية، وتعزيز بنيتها العلمية والحضارية لبناء وطن مرتكز على أعلى المعايير العلمية؛ لذا تبوأت السعودية مكانة مرموقة في المجالات كافة.
وأشار إلى أن الفقيد ساهم في إنشاء العديد من الجامعات في السعودية، حتى بلغ عدد الجامعات الحكومية (25) جامعة، تضم نحو (500) كلية، تتوزع في (75) مدينة ومحافظة، إضافة إلى (10) جامعات أهلية، تضم العديد من الكليات، ونحو (37) كلية أهلية، تميزت بالتنوع في مشاربها العلمية والثقافية، إضافة إلى افتتاح جملة من المعاهد التقنية والصحية والمراكز البحثية والعلمية، ودعم المشاريع العلمية المتنوعة، لتوفير بيئات أكاديمية متكاملة، للإسهام في تلبية حاجات مجتمعاتها التعليمية والاقتصادية والصحية والثقافية.
وبيّن عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن تلك الجهود توجت ببرنامج "خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي"، الذي يسعى إلى تنمية الطاقات البشرية لأبناء الوطن وبناته، وتأهيلها بشكل فاعل؛ لتكون مؤهلة لخدمة المجتمع، من خلال دعم القطاعين العام والخاص، إضافة إلى الإسهام في العديد من مجالات البحث العلمي، ودعم الجامعات السعودية بالكفاءات المتميزة والمؤهلة التي تسهم في نشر وتمكين العلوم الحديثة في المؤسسات التعليمية في السعودية، منوهاً بأن عدد المبتعثين بلغ (150) ألف طالب وطالبة، يدرسون في أكثر من (30) دولة حول العالم، وفي تخصصات علمية متنوعة. وقد تخرج من ذلك البرنامج أكثر من (55) ألف طالب وطالبة.
وأوضح العامر أنه في عهد الملك عبدالله -رحمه الله- أُقرت رؤية استراتيجية جديدة، تتمثل في تطوير التعليم عن بعد، لدعم ومساندة التعليم المنتظم، واستيعاب المزيد من الطلبة، وخصوصاً أولئك الذين لا تمكنهم الظروف الاجتماعية أو الجغرافية من الالتحاق بالتعليم المنتظم. ويجمع نظام التعليم عن بعد (الانتساب المطور) بين التعليم وتقنية المعلومات وأنظمة الاتصالات الحديثة؛ ما يتيح للطلاب والطالبات التعلم بطريقة فعالة وسهلة من أي مكان من خلال شبكة الإنترنت والتقنيات المتنوعة. وبناءً على ذلك صدرت الموافقة السامية على اللوائح المنظمة للتعليم عن بعد.
وعرج عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال حديثه عن الملك الراحل على إنجازاته -رحمه الله- في مجال التعليم لتشمل التعليم العام، ومن ذلك "مشروع الملك عبدلله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام"، الذي أقره مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة في 24 محرم 1428ه. ويعد ذلك المشروع نقله متميزة من التطور والتقدم. وأضاف بأن - رحمه الله - دعم الحراك الثقافي في السعودية بدعوته إلى الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، ونبذ التدافع بينها، والحرص على تقريب محاور الخلاف، وتعزيز مواطن الاتفاق. كما حرص -رحمه الله- على نشر ثقافة الحوار في المجتمع، ومن تجليات ذلك جهود مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الذي يسهم بصورة جلية في تشكيل ثقافة مجتمعية قائمة على تقبل الآخر والتفاهم معه، واحترامه، على أساس مبادئ الإسلام القائمة على التسامح، والوسطية، والإقرار بتنوع الثقافات والحضارات، واستغلال القواسم المشتركة بينها لبناء مجتمع عالمي يحفظ لكل إنسان حقه في العيش الكريم.
وقد عزز -رحمه الله- ذلك الهدف بإطلاق جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة؛ ذلك أن الترجمة تعد وسيلة مهمة لبناء جسور تواصلية بين الأمم والشعوب، وخلق نهضة علمية وفكرية وحضارية قائمة على الترابط بين المجتمعات الإنسانية.
وختم عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقوله: أجدد البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، سائلاً المولى –عز وجل- لهم التوفيق والسداد لما يحبه الله ويرضاه، ولما فيه خير للوطن والمواطن. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.