تجلت الكثير من الجوانب الإنسانية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله -، والتي لا يُمكن حصرها في بعض الكلمات أو النشرات، فكان من أبرزها عمليات "فصل التوائم"، والتي كانَ يُتابعها رحمه الله، واهتم بأن تكون المملكة العربية السعودية هي المُتفردة بإجراء تلك العمليات حتى إنها بلغت العالمية واستحقت أن تُلقب ب "مملكة الإنسانية" . واعتبرت تلك العمليات من العمليات الجراحية المعقدة ، حيثُ أُجريت في المملكة منذ العام 1990 حتى الآن أكثر من 30 عملية لتوائم سعوديين وغير سعوديين من البلدان المجاورة كلها تكللت ولله الحمد بالنجاح .
وكانت تلك العمليات على نفقة خادم الحرمين الشريفين - يرحمه الله ، حيثُ ما إن يُبلغ بحالة توأم سياميين إلا ويُبادر على الفور بالأمر لإجراء عملية الفصل لهما، فيما لن ينسى هؤلاء الأطفال وأسرهم تلك اليد الحانية والتي امتدت لهم، وساهمت بإرادة الله وقوته في أن يعيشوا ويهنأوا بحياتهم، وسيرفعون أكف الدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن يتغمده الله بواسع رحمته وأن يجزيه الله على ما قدمهُ خير الجزاء.
وكانت أولى الحالات للتوائم السيامية والتي تم إجراء عمليات الفصل لها "سعودية"، على يد الدكتور عبدالله الربيعة ومعه فريق طبي من الجراحين السعوديين تساندهم كوادر غير سعودية في عملية التخدير والتمريض، حيث كان يوم 31 ديسمبر من العام 1990م قد شهدَ عملية فصل توأم سيامي سعودي (إناث).
ثُمَ وبعد نجاح العملية الأولى توالت عمليات فصل التوائم بنجاح تام، فقد أُجريت الثانية في 8 /2 /1992 م لتوأم غير سعودي، هما التوأمتان السودانيتان "سماح وهبة"، ثم التوأمتان السعوديتان "سمر وسحر" في يوم السبت 23 / 11/ 1415ه ، ثُمَ العملية الرابعة في يوم 21 / 1 /1998م للتوأمين السعوديين "حسن وحسين" ، ثُمَ الخامسة للتوأمتين السودانيتين "نجلاء ونسيبة"، وأُجريت في يوم 7 / 11 /1422ه.
بعد ذلك التوأمان الماليزيان "أحمد ومحمد" اللذان تعد حالتهما من الحالات الفريدة، إذ كان عمرهما نحو 5 سنوات عند فصلهما إضافة إلى تعرضهما إلى محاولة فصل مسبقة خارج المملكة، واستمرت عملية فصلهما 23 ساعة، وانتهت العملية بنجاح ولله الحمد، وخرج الطفلان بعد العملية وهما الآن يعيشان حياة طبيعية هانئة.
ثُمَ أجريت عملية فصل التوأمتين المصريتين "تاليا وتالين"، يوم السبت 8 / 8 / 1424ه ، كذلك عملية فصل التوأم الفلبيني "برنسس آن وبرنسس ماي" في 20 / 3 / 2004م ، كما تم إجراء عملية فصل للتوأم البولندي "أولغا وداريا"، لتعقبهما عملية فصل التوأمتين المصريتين "آلاء وولاء" يوم السبت 18 جمادى الأولى 1426ه.
أما التوأمتان المغربيتان "حفصة وإلهام" فقد أجريت عملية فصلهما يوم السبت 4 /2 / 1427ه ، لتأتي بعدها عملية فصل التوأم السيامي العراقي "فاطمة وزهراء" في 11 من ذي القعدة 1427ه ، كما شهد اليوم الرابع من شهر ربيع الآخر 1428ه عملية فصل التوأم السيامي الكاميروني ، وفي 17 من شهر جمادى الآخرة 1428ه أُجريت عملية فصل التوأم السيامي السعودي "عبدالله وعبدالرحمن".
كما أُجريت عملية لفصل التوأم السيامي العماني "صفاء ومروة" في 16 من شهر شوال 1428ه، وعملية لفصل التوأم السيامي المغربي "الصفا والمروة" في التاسع من شهر رجب 1429ه ، وفي يوم السبت 25 شوال 1429ه أُجريت عملية جراحية لفصل التوأم السيامي العراقي "إياد وزياد".
وفي يوم السبت 3 /3 / 1430ه أُجريت عملية فصل التوأم السيامي المصري "حسن ومحمود" ، كما أُجريت في يوم السبت 27 / 6 /1430ه عملية فصل التوأم السيامي المغربي "سعيدة وعزيزة"، كما تم إجراء عملية لفصل التوأم السيامي البحريني ، في 1 /9 / 1430ه.
وفي يوم الخميس 15 / 5 /1431ه أجريت عملية فصل التوأم السيامي الأردني "محمد وأمجد" والتي كان قد أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإجرائها على نفقته الخاصة، كما تم إجراء عملية فصل التوأم السيامي العراقي "كريس وكرستيان".
وبذلك فقد استحقت المملكة العربية السعودية أن يُطلق عليها عالمياً "مملكة الإنسانية" وأن يكون ملكها رحمهُ الله "ملك الإنسانية" لما وصلت له البلاد من تقدم طبي وتميز مطرد في عمليات فصل التوائم السيامية والتي كانت تُجرى على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - .