تحولت فرحة والدَيْن بولادة أول أطفالهما، بعد أن حُرما من الإنجاب لأكثر من 7 سنوات، إلى رحلة من الشقاء والعذاب، بعد أن تخلى العاملون في مسشتفى خاص بالرياض عن أبسط المشاعر الإنسانية، وحولوا جسد طفلتهما إلى حقل تجارب؛ ما أدى إلى إصابتها بثلاثة كسور. ويحكي والد الطفلة "جود" عبدالله أحمد الكثيري "يمني الجنسية" كيف أن ولادة زوجته جاءت مبكرة؛ حيث شعرت بأعراض الوضع وهي في الشهر السادس، مضيفاً "لولا الحاجة، وأن زوجتي كانت في حالة وضع، وخرجت الطفلة (جود) ونحن في السيارة، لما توجهت إلى مستشفى خاص". وقال: "كانت زوجتي حاملاً بتوأم، وذلك بعد تأخرها في الإنجاب لأكثر من 7 سنوات، وأراد الله سبحانه وتعالى وأنجبت "جود" في السيارة أثناء توجهنا إلى المستشفى، فيما لم تنجُ توأمها "يارا"، التي وُلدت في المستشفى بسبب إصابتها بنزيف في الدماغ". ويروي الكثيري رحلته هو وزوجته التي طالت أكثر من 6 أشهر في علاج طفلتهما "جود"، قائلاً: "أخبرونا في المستشفى بأن (جود) لن تتمكن من الرضاعة؛ لأن الأمعاء لديها غير مكتملة؛ بسبب الولادة المبكرة، ولكني فوجئت ثاني يوم بالعاملين في العناية المركزة بحضانة الأطفال قد وضعوا لها مغذياً في فمها وفيه حليب صناعي". وأضاف "عندما سألتهم عن سبب تغير موقفهم قالوا إن الجزء الأعلى بالأمعاء سيتمكن من امتصاص الحليب. وفي ذات الليلة جاءني اتصال منهم يخبرني بأن جود في حالة خطرة، وعندما توجهت للمستشفى فوجئت بطفلتي وقد ازرق لونها، وأخبروني بأن الحليب سبّب لها انتفاخاً في الأمعاء، وتسبب في ضغط على الرئة، وأن عليهم إجراء عملية سريعة وعاجلة لها". وأشار إلى أنه أعطاهم الموافقة بعد أن أخبروه بأن العملية صغيرة ولن تؤثر في طفلته، ولن تكون دائمة، مشيراً إلى أن طفلته منذ أكثر من 6 أشهر مرت على الجراحة ما زال لديها جُرْح في بطنها تخرج منه الفضلات، بعد أن حولوا مسار الإخراج لديها. وأضاف "لم يتوقف الأمر عند هذه العملية، ولكن ما حدث أنني فوجئت بأن المستشفى استنفد قيمة التأمين الصحي للطفلة، الذي تجاوزت قيمته أكثر من 250 ألف ريال خلال شهر أو أقل"، قائلاً: "لم تخبرنا إدارة المستشفى بأن كل ليلة تقضيها الطفلة سيسحبون 7 آلاف ريال من التأمين، والآن تراكم علي المبلغ حتى وصل إلى 400 ألف". وأوضح الكثيري أنه حصل على أمر يقضي بنقل طفلته إلى مدينة الملك فهد الطبية، مشيراً إلى أنه أصبح يداوم بشكل يومي في الشؤون الصحية من أجل تنفيذ القرار خوفاً على ابنته من الإصابة بالإعاقة، خاصة أنه لاحظ أن المستشفى بدأ بالإهمال في التعامل مع ابنته، بل حول جسدها إلى حقل تجارب على أيدي الممرضات، على حد قوله. وأضاف "بعد مرور أربعة أشهر من المحاولات، حصلت على أمر بنقل الطفلة إلى مدينة الملك فهد الطبية وعلاجها على نفقة الدولة , إلا أن الأمر قوبل بالرفض من أول لحظة؛ بحجة عدم وجود (حاضنة)، بالرغم من أني تلقيت تأكيدات بوجود أكثر من حاضنة شاغرة لديهم". وناشد الكثيري المسؤولين الإسراع في إنقاذ طفلته من أيدي من تجردوا من أبسط المشاعر الإنسانية وبدؤوا بالإساءة لطفلته، على حد قوله، قائلاً: "في بادئ الأمر لاحظت تورماً في يد (جود)، وعندما أصررت على عمل أشعة لها اكتشفوا أن يدها قد كُسرت ونما العظم مرة أخرى بطريقة خاطئة، وقبل يومين اكتشفتُ تورماً آخر في إحدى قدميها، وعند عمل أشعة قالوا إن قدمها كسرت أثناء تثبيت المغذي لها بالرغم من أن وزن (جود) لا يتجاوز 2 كيلو، ومن المفترض أن يكونوا أكثر حذراً عند التعامل معها". وأضاف "قاموا بإبلاغنا أيضا بأنها تعاني كسراً بالكتف دون توضيح الأسباب، وعندما حاولت التفاهم مع الأطباء الموجودين كان ردهم: هذه طفلة ومعرضة لكل شيء. أعلم أن الطفل يتعرض لكسور ولكن هذه أول مرة أرى فيها طفلاً يتعرض لمثل هذه الكسور في العناية المركزة!!".