تواصل مذبحة "تشارلي إيبدو" تفاعلها وتصدرها لعناوين وسائل الإعلام ونشرات الأخبار بفرنسا والعالم، وذلك فيما أعلنت مصادر مقربة من الشرطة الفرنسية تسليم أصغر المشتبه بهم في الهجوم على الصحيفة نفسه للسلطات، فيما تم الكشف عن صور الأخوين المتهمين بتنفيذ الهجوم الأربعاء، والذي ذهب ضحيته 12 شخصاً. وقالت الشرطة الفرنسية إنها تبحث حالياً عن كل من "سعيد كواشي" (34 سنة)، و"شريف كواشي" (32 سنة)، ودعت الفرنسيين إلى الإدلاء بأي معلومات قد تساعد السلطات في إلقاء القبض عليهما.
وفي نفس الوقت، حذّرت الشرطة الفرنسية من أن المشتبه بهما قد تكون بحوزتهما أسلحة، وبالتالي فإنهما يشكلان خطراً على الجميع.
وكان 3 ملثمين بملابس سوداء ومسلحين ببنادق كلاشينكوف قد هاجموا في وقت مبكر من صباح أمس مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة، والمعروف عنها أنها قامت بنشر عدة صور كارتونية وكاركاتيرية ساخرة عن الإسلام والنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأيضاً السخرية من الشعوب العربية والمسلمين، وقد لاقى الحادث إدانة دولية واسعة على شتى الأصعدة. تاريخ الصحيفة صحيفة "شارلي إيبدو" أو "شارلي الأسبوعية" هي صحيفة ساخرة أسبوعية، تصدر في باريس، موضوعاتها الرسوم والتقارير والمهاترات والنكات، وتتسم منشوراتها بأنها غير وقورة وغير ملتزمة، كما أنها يسارية التوجه وتنشر مقالات عن اليمين المتطرف والكاثوليكية والإسلام واليهودية والسياسة والثقافة وغير ذلك، وكان ظهورها الأول ما بين عامي 1969 و1981، ثم توقفت، وأعيدت مرة أخرى عام 1992.
ويشار إلى أن "ستيفان تشاربونيير" كان محرراً فيها منذ 2012 حتى مقتله في هذا الحادث، وسبق أن أثارت هذه الصحيفة الجدل، إذ غطّت عام 2011 القضية التي تناولت نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة لنبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام، وهو ما تسبب في إطلاق النار على مكاتب الصحيفة الواقعة في منطقة الدائرة العشرين في باريس، كما تعرّض موقعها الإلكتروني للاختراق.
الرسوم الساخرة في السنة التالية، نشرت الصحيفة سلسلة من الرسوم الكارتونية الساخرة عن النبي محمد، تضمنت صوراً عارية، كان ذلك اليوم بعد هجمات السفارات الأمريكية 2012 في منطقة الشرق الأوسط، وقد زعموا أنها كانت رداً على الفيلم المعادي للإسلام "براءة المسلمين"، وهو ما دفع الحكومة الفرنسية إلى إغلاق السفارات والقنصليات والمراكز الثقافية والمدارس الدولية التابعة لها في 20 دولة في العالم الإسلامي، وقد حاصرت شرطة مكافحة الشغب مكاتب الصحيفة؛ لحمايتها من الهجمات المحتملة.
حادث الأمس وبالأمس اقتحم ثلاثة ملثمين مقر الصحيفة في باريس بحدود الساعة 11 صباحاً بتوقيت فرنسا، حيث دخل المسلحون المبنى، وبدأوا إطلاق النار من أسلحة كلاشينكوف، وأطلقوا نحو 20 طلقة.
وتشير التقارير إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 10 آخرين حيث إن إصابات 5 منهم خطيرة. كان اثنان من القتلى من ضباط الشرطة، كان أحدهما يبدو أنه سيستسلم بعد جرحه، لكنه قُتل بطلق ناري في الرأس، كما تفيد التقارير أن المسلحين كانوا يحملون أسلحة رشاشة وبنادق AK وقذائف صاروخية، وهتف أحدهم: "لقد انتقمنا للنبي محمد" أثناء الهجوم، حسب ما أوردت بعض وسائل الإعلام.
وكان هذا الحادث أعنف هجوم تتعرض له فرنسا منذ مجزرة باريس عام 1961 أثناء ثورة التحرير الجزائرية، وأسوأ هجوم في وقت السلم.
ردود الأفعال أدان الهجوم كل من رئيس فرنسا فرانسوا أولاند الذي أكد في كلمة ألقاها أمام مقر الصحيفة أن الهجوم "يمس صميم مبادئ الجمهورية الفرنسية، الذي هو الحرية وحرية التعبير". وأضاف: "إن هذا الهجوم ليس معزولاً عن العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا من قبل".
كما أدانه كل من أنجيلا ميركل وجان كلود يونكر وماتيو رينزي وديفيد كاميرون وناريندرا مودي، وفلاديمير بوتين، والمتحدث باسم البيت الأبيض.
وقررت الحكومة الفرنسية رفع التأهب الأمني إلى أقصى درجاته في العاصمة باريس ونواحيها، كما وضعت مقارّ وسائل الإعلام والمجمعات التجارية تحت حراسة أمنية مشددة.
إدانة سعودية وأدانت المملكة العربية السعودية الهجوم الدامي الذي تعرضت له الصحيفة، حيث صرح مصدر مسؤول بأن المملكة العربية السعودية تابعت بأسى شديد الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له اليوم (أمس) مجلة "شارلي إيبدو" بالعاصمة الفرنسية باريس، وأدى إلى سقوط العديد من الضحايا الأبرياء.
وأضاف المصدر أن المملكة إذ تدين وتستنكر بشدة هذا العمل الإرهابي الجبان الذي يرفضه الدين الإسلامي الحنيف، كما ترفضه بقية الأديان والمعتقدات، فإنها تتقدم بتعازيها لأسر الضحايا ولحكومة وشعب جمهورية فرنسا الصديقة، وتتمنى للمصابين الشفاء العاجل.
بيان الأزهر وأدان الأزهر الشريف الهجوم المسلح على مقر المجلة الفرنسية "شارلي إيبدو" في باريس، ووصف بيان للأزهر الشريف هذا الحادث بالإجرامي، مبيناً رفض الاسلام لأي أعمال عنف.