واصلت المحكمة العامة بمحافظة الطائف النظر في أشهر قضايا القتل بالمحافظة وأعنفها، التي راح ضحيتها 6 أشخاص، خمسة منهم أشقاء، والسادس ابن أحدهم، كانت قد وقعت قبل عامين ونصف العام داخل إحدى الاستراحات شمال الطائف. وجاءت الحادثة في أعقاب صُلح قبلي فشل في منع سفك الدماء إثر الخلاف الذي نشب مُجدداً وأنهاه أحد المُتخاصمين بإطلاق النار على المجني عليهم بصورة عشوائية، أحدثت وفيات وإصابات وسط المجموعة. وقد حضر الجلسة التي عُقدت اليوم المُتهمون الذين تم إحضارهم وسط حراسات أمنية مُشددة من السجن العام إلى المحكمة؛ للاستماع إلى القاضي الذي دخل معهم في مُناقشة عامة عن القضية استغرقت أكثر من ساعة، كما حضر وكلاء الورثة وأولياء الدم وعددهم 4، وشددوا في مُطالباتهم للقاضي، الذي فضل الاستماع والاستجواب، على ضرورة إصدار حُكْم القصاص في جميع المتهمين. وكان القاضي قد ركز في استجواباته على المُتهم الرئيسي من بين المتهمين، وهم "القاتل ووالده وأربعة من أشقائه واثنان من أعمامه أشقاء والده"؛ باعتبارهم أُخضعوا للتحقيقات، وحُددت أدوارهم في القضية، فيما تمت إعادة المُتهمين الأربعة مرة أخرى للسجن العام وبالحراسة الأمنية نفسها، التي كانوا قد حضروا بها إلى المحكمة اليوم، إلى أن يتم استدعاؤهم مرة أخرى من قِبل القاضي في حال طلبهم تسلسلاً مع فصول الجلسات الخاصة بالقضية إلى حين النطق بالحُكْم النهائي. وكانت الحادثة قد بدأت بنشوب خلاف بين أشخاص أقرباء على أرض تقع في وادي قران على طريق السيل، انتهى بمُشاجرة تم فضها إلى أن اجتمع مشايخ القبيلة واتفقوا على إجراء صُلح بينهم وإنهاء المُشكلة العالقة والوصول إلى ما يُرضي الأطراف وإطفاء فتيل النزاع، واتفقوا بمُشاركة عدد من المُصلحين الذين تدخلوا لإنهاء الخلاف على اختيار استراحة تقع في منطقة السيل الصغير باتجاه مكة المُكرمة على بُعد 30 كم تقريباً عن الطائف بعد أن تم استئجارها لتحتضن حفل الصُلح في تلك الليلة ومن ثم تناول العشاء بالمُناسبة، وقبل التوجه لأداء صلاة العشاء كانوا قد أتموا عملية الصُلح بحضور الأطراف المُتنازعة، إلا أن المُشكلة عادت مرةً أخرى بين الأطراف المُتنازعة، وحصلت مُضاربة داخل الاستراحة استُخدمت فيها أسلحة بيضاء، ووُجّهت بعض الطعنات إلى أحدهم، وهو ابن الجاني؛ فتطور الوضع وتدخّل بالواقعة والده مع عدد من إخوانه. وإثر ذلك أُطلقت ما يُقارب 26 طلقة نارية من قِبل الجاني؛ ليسقط عدد من الأشخاص مُتأثرين، فيما تمكن الجاني ومن معه من الهرب من الموقع في ظل حضور عدد من المدعوين، الذين شاهدوا الحدث، وصيحات المُصابين وتناثر الدماء، فيما انتشرت الدوريات الأمنية والجهات ذات العلاقة، وكثفت من وجودها ومتابعتها لملاحقة الجُناة بعد أن باشرت الفرق الإسعافية مهامها بنقل المُصابين بعد أن تم تحديد وفاة شخص واحد بالموقع لحظة الحادثة، إلا أن العدد ارتفع تدريجياً ليستقر عدد الوفيات عند 6 أشخاص. إلى ذلك كُشف عن أن المتوفين الستة من بينهم 5 أشقاء، أكبرهم 63 سنة، فيما كان ابنه 18 سنة الوحيد الذي تُوفي في موقع الحادث؛ ليرتفع العدد إلى 6 متوفين من الصلح القبلي الذي انتهى ببركة دماء خلّفتها فتنة أُعيدت بعد أن زالت في ظل التدخلات التي سبقت هذه الليلة، التي كانت فقط لتناول العشاء بمناسبة الصلح من جراء الخلاف الذي حدث حول قطعة أرض.