تودّع تبوك، اليوم عقب صلاة الظهر، أربعة من بناتها المعلمات اللاتي توفين في حادث مروري، أمس، أثناء عودتهن من مدرستهن بمركز شرما، وسوف يُصَلّى عليهن في جامع الدعوة بتبوك. وتكشف "سبق" مشاهد مؤثرة في يوميات المعلمات؛ حيث كانت تَحضر يومياً إحداهن عند زميلتها؛ خوفاً من انفراد السائق بالمعلمة التي تركب أولاً أو تنزل أخيراً؛ فضلاً عن أنهن يغادرن تبوك فجراً قبل أن يشق النور السماء.
كان الحادث قد وقع، أمس، على بُعد 30 كيلومتراً من تبوك فوق كوبري شكاعة على طريق "شرما- تبوك"؛ إثر اصطدام حافلتهن بسيارتين؛ إحداهما لشركات نقل وشاحنة صغيرة محملة بأعلاف، ونتج عنه وفاة أربع معلمات ووفاة السائق وإصابة معلمتين بكسور.
وكانت المعلمات يشتكين لأزواجهن من تهور السائقين الشباب وضعف نظر السائقين كبار السن؛ فكانت معاناة مع تَبَدّل السائقين وترقّب طريقة قيادته وسلامة المركبة، وفي اليوم الأخير لهن غادرن منازلهن بعد وداع أطفالهن وأزواجهن فجراً وهم نائمون، على أمل العودة واللقاء بهم مجدداً؛ لكن القدر كان حاضراً والمنيّة جاءت بميعادها المكتوب.
تقول المعلمة شريفة علي البلوي، التي ترقد في مستشقى الملك خالد وتنتظر التحويل لمستشفى الأمير سلمان العسكري على لسان زوجها: "لم أصدق ما حدث؛ فالمعلمات رحمهن الله كنّ بالنسبة لي أخواتي وصديقاتي، أجتمع معهن في البيوت؛ فضلاً عن دوام المدرسة".
ويضيف زوجها: "أرسلت لي زوجتي رسالة على برنامج "واتساب" تشتكي من تهور السائق عند الساعة السابعة صباحاً، بعدها أرسلت لي رسالة تفيد بوصولها، وفي الظهر تأخر وصولها حتى فُجِعنا بالخبر الأليم، وأتقدم بالعزاء لذوي زميلاتها".
وفي إحدى الروايات؛ فإن المعلمة ليلى العنزي -رحمها الله- بعد أن أنهت أعمال الكنترول واللجان في اختبار الرياضيات، أمس، حصرت غياب الطالبات، وكتبت بخط يدها: "الغياب/ لا يوجد؛ فيما سجلت حضور 24 طالبة؛ حيث لم تعلم -حينها- المعلمة الأم لثلاث أطفال أنها لن تعود لأطفالها وزوجها وطالباتها مجدداً".
والتقت "سبق" زوج إحدى المعلمات المتوفيات في ممرات المستشفى لإنهاء الإجراءات, ولم يستطيع النطق والكلام لمصابه الأليم، وتمتم بقوله: "هذه شركة قتل وليست شركة نقل".
وتتقدم "سبق" بأحرّ التعازي لذوي المتوفيات، سائلة الله لهن الرحمة والمغفرة والمتوفيات هن: "ليلى فضي العنزي، نورة مرزوق حسن الحويطي، أسماء عايش العنزي، أمجاد ناصر معجب البيشي"، بالإضافة لسائق الحافلة فايز العطوي؛ في حين كانت المصابات شفاهن الله: شريفة علي البلوي، وفوزية فريج البلوي.