كشفت "سبق" ما توصلت له إحدى اللجان المشاركة في التحقيق مع أحد المستشفيات الخاصة الشهيرة بالرياض في قضية تناولتها "سبق" بعنوان "عبدالله" يروي ل "سبق" معاناة أكثر من 30 فرداً من عائلته مع "كورونا". وأكد مصدر ل "سبق": أن اللجنة المكونة من فريق أخصائيي مكافحة العدوى والرخص الطبية بالشؤون الصحية في منطقة الرياض شاركت في التحقيق مع أحد المستشفيات الخاصة الشهيرة في قضية إصابة المريضة أم عبدالله بفيروس كورونا والشكوى المقدمة من ابنها عبدالله الذي يؤكد انتقال العدوى لوالدته داخل المستشفى ما أدى لوفاتها.
وقال المصدر إن الفريق تقصى حالة المريضة أم عبدالله منذ دخولها للطوارئ وحتى ظهور الأعراض وأخذ العينة منها، وتقصى أيضاً جميع المخالطين لحالتها من العاملين والمرضى، حيث تقصى إحدى الحالات التي تصادف وجودها مع المريضة أم عبدالله في قسم الطوارئ في المستشفى.
وتابع: تبين للفريق أن المريضة أم عبدالله، دخلت قسم الطوارئ غرفة ملاحظة "1" في يوم 17102014م الساعة الحادية عشرة مساءً وتم تشخيصها بالتهاب بالقدم اليمنى نتيجة مرض السكري وتم وضعها في غرفة الملاحظة "1"، حتى الساعة الواحدة والنصف صباحاً، ثم نُقلت منه إلى قسم الجراحة.
وتابع: دخلت حالة "مريض" للمستشفى في قسم الطوارئ بأعراض رعشة وحرارة ولم يتم عزله من خلال فرز حالات الأمراض التنفسية وتم وضعه في غرفة الملاحظة "1" مع جميع المرضى الآخرين حيث بقي مع المريضة أم عبدالله في نفس الغرفة لمدة ساعة وعشرين دقيقة، واتضح لاحقاً في 19 102014 إصابته بفيروس كورونا، كما دخل مريض آخر إلى قسم الطوارئ غرفة ملاحظة "1" في نفس اليوم واتضح لاحقاً إصابته بفيروس كورونا، كما لم يتضح للفريق التزام الطاقم الطبي بوسائل الوقاية من العدوى من عدمه.
وأضاف: تبين للفريق ظهور الأعراض على المريضة أم عبدالله بتاريخ 21102014 م متمثلة في ارتفاع درجة الحرارة، وصعوبة التنفس، وانخفاض في تركيز الأكسجين، كما بينت الأشعة وجود التهاب في الجهة اليمنى أكثر من الجهة اليسرى، ولم يتم الاشتباه حتى تاريخ 24102014 م بالرغم من استمرار ارتفاع درجة الحرارة والأعراض التنفسية، ووجود نقص في خلايا الدم البيضاء لدى المريضة.
وأكد المصدر، أن نتائج التحقيق اتضح منها عدم وجود فرز حالات الأمراض التنفسية في قسم الطوارئ بالمستشفى عن الحالات غير التنفسية، حيث تم استقبال حالة أم عبدالله "رحمها الله"، مع الحالات الأخرى وكان أحد هذه الحالات حالة تنفسية ما يجعل انتقال العدوى بفيروس كورونا واردة بشدة.
وتابع: اتضح أن الطبيب المشرف لحالة أم عبدالله -رحمها الله- قد خالط حالة أم عبدالله والحالات الأخرى، كما أن الممرضة أيضاً قد خالطت المريض الذي دخل للمستشفى في قسم الطوارئ بأعراض رعشة وحرارة ولم يتم عزله، وحالة أم عبدالله التي اتضح إيجابيتها بفيروس كورونا لاحقاً، الأمر الذي رجح الفريق أن انتقال العدوى بين الحالات قد تم من خلال أحدهم.
وأضاف المصدر: اتضح للفريق أيضاً أن التزام العاملين الصحيين بالمستشفى بأساليب الوقاية من العدوى من عدمه، قد يكون له دور في انتقال العدوى للمريضة أم عبدالله، كما لوحظ وجود تأخير في اشتباه الحالة بإصابة المريضة أم عبدالله بفيروس كورونا، بالرغم من ظهور الأعراض المطابقة للتعاريف الواردة بتعاميم وزارة الصحة الخاصة بالحالات المشتبهة.
وكان عبدالله، وهو من إحدى الجنسيات العربية الشقيقة، الذي قضى والده ووالدته -رحمها الله- أكثر من 35 سنة في السعودية، قد روى ل "سبق" في خبر نُشر في وقت سابق فصول معاناتهم الحزينة التي بدأت بإصابة قدم والدته إصابة بسيطة، انتهت بوفاتها -رحمها الله- في غضون أيام معدودة بعد إصابتها بفيروس كورونا وتقدمه لوزارة الصحة بشكوى ضد المستشفى.
يشار إلى أن الإدارة العامة للعلاقات والتوعية بوزارة الصحة؛ واستجابةً لما نشرته "سبق"، تحت عنوان "عبدالله" يروي معاناة أكثر من 30 فرداً من عائلته مع "كورونا"، أكدت إحالة الموضوع للجهة المختصة لمباشرته بعد الاطلاع على كل ملابساته.