دعا زعماء أفارقة الدول الغربية، يوم الثلاثاء، إلى العمل على حل الأزمة الليبية التي أرسلت موجات صدمة إلى منطقة الساحل القاحلة، وهدّدت بزعزعة استقرار حكومات هشة بالمنطقة. وبعد أكثر من ثلاث سنوات على العمل العسكري الذي قام به حلف شمال الأطلسي للإطاحة بمعمر القذافي تتنافس في ليبيا حكومتان على الشرعية؛ ما أثار مخاوف من نشوب حربٍ أهلية بهدف السيطرة على الثروة النفطية للبلاد.
وسمح الفراغ السياسي في الشمال للجماعات الإسلامية بإعادة تنظيم صفوفها في جنوب ليبيا القاحل؛ الأمر الذي يهدّد مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد.
وقال رئيس مالي إبراهيم أبو بكر كيتا، لمنتدى أمني في العاصمة السنغالية دكار "ما دامت المشكلة لم تحل في جنوب ليبيا، فلن يحل السلام بالمنطقة".
وأصبحت مالي واحدة من أولى ضحايا الفوضى التي اندلعت بعد الإطاحة بالقذافي عندما اجتاح مقاتلون إسلاميون - كثير منهم مسلحون بأسلحة استولوا عليها من ترسانة الحكومة الليبية - شمال البلاد عام 2012.
وتتهم الدول الإفريقية الغرب بتجاهل مخاوفها، وتقول إن الغرب ترك البلاد تواجه مصيرها بمفردها بمجرد قتل القذافي.
وقال الرئيس التشادي إدريس ديبي للمنتدى "الآن ليبيا أرض خصبة للإرهاب وجميع أنواع المجرمين".. وأضاف أن حلف الأطلسي عليه التزام استكمال ما بدأه في ليبيا.
من جانبه، قال الرئيس السنغالي ماكي سال: إن جيوش المنطقة سيئة التجهيز بحاجة إلى المزيد من الدعم المادي من الغرب.
وأوضح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان، الذي نشرت بلاده حوالي 3200 جندي في منطقة الساحل لمواجهة الجماعات الإسلامية، إن المشكلات في جنوب ليبيا لن تتم تسويتها إلا بحل الأزمة السياسية في البلاد.