تقدم الثوار الليبيون في شكل سريع أمس نحو الغرب في اتجاه سرت مسقط رأس معمر القذافي بعد سيطرتهم على مدينتي إجدابيا والبريقة الاستراتيجيتين في شرق البلاد. وسقط المصب النفطي في رأس لانوف شرق ليبيا صباح أمس بأيدي الثوار، ثم سيطروا على بلدة بن جواد على بعد عشرات الكيلومترات غرب رأس لانوف «شرق» فيما تراجعت قوات القذافي في اتجاه سرت على بعد 200 كلم غربا. وأكد الثوار أيضا إنتاج ما بين 100 إلى 130 ألف برميل من النفط يوميا. وقالت امراة تقيم في سرت في اتصال هاتفي إن المدينة تعرضت لقصف جوي طوال الليل ما أدى إلى خسائر كبيرة، لافتة إلى أن معظم السكان فروا خائفين إلى الصحراء. وشنت قوات التحالف أيضا غارات جوية كثيفة على الطريق الساحلية بين أجدابيا وسرت. وقال متحدث باسم النظام إن «القصف الجوي على سرت تواصل لساعات وساعات من دون توقف». في المقابل، قال متحدث باسم الثوار من مقرهم في بنغازي إن مدينة مصراتة الواقعة بين طرابلس وسرت تعرضت السبت ل «قصف كثيف» من قوات القذافي طالبا المساعدة. وبذلك يرتفع إلى 117 عدد الاشخاص الذين قتلوا منذ 18 مارس في هجوم القوات الموالية للقذافي على مصراتة ثالث أكبر مدن البلاد وأهم المدن التي يسيطر عليها الثوار في الغرب الليبي. شكلت أمس الأول استعادة مدينة أجدابيا «160 كلم جنوب بنغازي» ومدينة البريقة النفطية «80 كلم غربا» أول انتصار للثوار منذ بدء التدخل العسكري الدولي في 19 مارس. وأوضح المتحدث باسم المتمردين في بنغازي شمس الدين عبدالملا إنه منذ الخميس ساهمت الغارات «في تهيئة ساحة المعركة» وقام ضباط وجنود انضموا إلى الثوار بدور رئيس ونسقوا هجماتهم مع التحالف. من جانبه، أعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الأحد أن الهدف العسكري للتدخل في ليبيا ليس الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي لأن «أي تغيير للنظام، أمر معقد جدا» في تطبيقه. لكنه أكد ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أن مقربين من العقيد معمر القذافي بدؤوا «بالانشقاق» إثر تدخل التحالف الدولي في ليبيا. واعتبر جيتس أن الوضع في ليبيا يهدد بزعزعة استقرار تونس ومصر وتعريض ثورتيهما إلى «الخطر» وذلك في معرض تبريره للتدخل الأمريكي في هذا البلد. من جهتها، رحبت الخارجية الأمريكية بجهود الاتحاد الإفريقي في محاولة للتوصل إلى حل تفاوضي للأزمة الليبية. وكان النظام الليبي أبدى استعداده للموافقة على خطة المنظمة الإفريقية التي تلحظ وقفا للمعارك وإجراء حوار بهدف ضمان «انتقال» ديموقراطي. لكن الثوار رفضوا هذه المبادرة مطالبين بتنحي القذافي. وعلى صعيد قيادة العمليات العسكرية، تواصلت المفاوضات الأحد ليتولى حلف شمال الأطلسي هذا الأمر. ومع اقتراب موعد اجتماع لمجموعة الاتصال الثلاثاء في لندن، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مبادرة فرنسية بريطانية بهدف بلوغ حل سياسي. من جهته، قدم وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عرضا لحل الأزمة الليبية ينص على نفي الزعيم الليبي، وقال «حتى داخل النظام، هناك أناس يعملون على هذا الحل». ووجه البابا بنديكتوس السادس عشر نداء إلى المجتمع الدولي وكل الأطراف لبدء «حوار فوري» بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا. من جهة أخرى، وصلت أول سفينة تنقل مهاجرين أفارقة قادمين من ليبيا وتقل نحو 300 شخص إلى جنوب إيطاليا ليل السبت الأحد، كما أعلن خفر السواحل ومنظمات إنسانية في لامبيدوزا.فيما أعلن وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس الأحد أن التحالف الدولي الذي يتدخل في ليبيا لا يسلح المتمردين الذين يقاتلون نظام معمر القذافي وليس واردا القيام بذلك تنفيذا للحظر على الأسلحة. وقال فوكس لتلفزيون بي بي سي «لا نسلح المتمردين ولا ننوي القيام بذلك». وجاء كلامه على هامش اجتماع للحلف الأطلسي في بروكسل حيث يستعد الحلف لتولي قيادة العمليات العسكرية في ليبيا ويأمل أن تقتصر الضربات على حماية المدنيين والمناطق المأهولة. وأضاف فوكس «هناك حظر للأمم المتحدة على الأسلحة نحو هذا البلد في شمال إفريقيا وعلينا القبول به» .