رفع عباس الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز "حزم"، تهانيه لقادة دول مجلس التعاون الخليجي بمناسبة نجاح قمة الدوحة الأخيرة. وأكد أن القمة الخليجية تكتسب أهمية خاصة وكبيرة لكل الشعوب العربية؛ بما فيها شعب الأحواز المحتل؛ مناشداً بالوقوف إلى جانب ما وصفه بالحق القانوني والمشروع للشعب العربي الأحوازي، في تطلعاته نحو التحرير والاستقلال، وإعلان دولته العربية الحرة والمستقلة.
وقال "الكعبي" في بيان ل"حزم" عنونه ب"واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"، تلقت "سبق" نسخة منه: "الإخوة الأكارم أصحاب الجلالة والسمو، قادة دول المجلس.. نيابة عن الشعب العربي الأحوازي وأصالة عن نفسه، تتقدم إليكم المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز "حزم"، بالتهنئة لقمتكم المباركة هذه؛ متمنين لها التوفيق والنجاح؛ خدمة لشعوب دول الخليج العربي، وبقية شعوبنا العربية الشقيقة".
وأضاف "الكعبي": "لا ريب أن قمتكم الموقرة هذه، والتي تسعون من خلالها إلى التصدي للإرهاب في المنطقة، أنها تحتل أهمية خاصة وكبيرة؛ وذلك بالنظر إلى الأخطار الأجنبية المحدقة في منطقتنا العربية، ومن المؤكد أن الدولة الفارسية (إيران) تُعَدّ من أبرز الدول التي تنشر الإرهاب المادي والفكري في دولنا العربية؛ وذلك من خلال إنشائها لخلايا إرهابية وشبكات تجسس من ناحية، ونشرها الفتن الطائفية والمذهبية البغيضة في مختلف الدول العربية من الناحية الأخرى".
وأردف: "للدولة الفارسية ماضٍ مليء بالجرائم ضد الدول والشعوب العربية، وليس أدل على ذلك من احتلالها لدولتنا العربية الأحوازية عام 1925، وارتكابها أبشع الجرائم ضد الإنسانية تجاه شعبنا العربي الأحوازي وقوامه نحو 12 مليون نسمة، وكذلك احتلالها لجزرنا العربية الإماراتية وبعض الجزر التابعة لسلطنة عمان في الخليج العربي".
ومنذ بداية الاحتلال الأجنبي الإيراني للأحواز، قامت الأنظمة المتعاقبة على سدة الحكم في طهران، بممارسة أبشع السياسات العدوانية ضد الشعب والإقليم، مسجّلة على نفسها آلاف الجرائم المادية والمعنوية.
وقال "الكعبي": "تلك السياسات البشعة تمثّلت في: إلغاء جميع مؤسسات الحكم العربي، ومنع الدراسة والحديث باللغة العربية، واتباع سياسة التمييز العنصري، والاضطهاد القومي الحاد، ومحاولات محو الهوية العربية وطمس معالمها في الأحواز، والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي الممنهج، والتهجير القسري للسكان العرب وإحلال المستوطنين الفرس محلهم، ومحاولات تغيير التركيبة الديموغرافية للسكان، ونهب ثرواتها الهائلة من النفط والغاز الطبيعي والمياه، وكذلك اتباع سياسات الإفقار الاقتصادي والثقافي، وغير ذلك من السياسات الإجرامية المحرمة دولياً وأخلاقياً".
وأضاف: "جاء ذلك كله برغم أن الأحواز تشكل 90% من إجمالي صادرات إيران النفطية، وأكثر من 85% من الغاز السائل، إضافة إلى الثروات الطبيعية الأخرى وعشرات الأنهار التي حوّلت إيران مياهها إلى المناطق الفارسية وجففت العديد منها".
وأردف: "يا لها من مفارقة كبرى، أن تستغل إيران الثروات العربية الأحوازية لنشر الفتن الطائفية وزعزعة الاستقرار في دول الخليج العربي وفي العراق واليمن ولبنان وفلسطين وسوريا، وتعمل على ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية، وليس أدل على ذلك من شهادة فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، بتحميله المسؤولية لإيران في فشل الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتأكيده على السعي لتخليص الشعب الفلسطيني من الوصاية الأجنبية الإيرانية".
وتابع "الكعبي": "كنتيجة طبيعية لجميع المظالم الإيرانية بحق الشعب العربي الأحوازي؛ فقد ظل هذا الشعب -بمعية الشرفاء والخيرين من أبناء أمتنا العربية المجيدة- يخوض نضاله المرير ضد دولة قوامها الطائفية والشوفينية المشبعة بالأفكار العنصرية؛ فخاض شعبنا العربي عشرات الثورات والانتفاضات؛ متحدياً بذلك أعتى قوة عسكرية في المنطقة؛ مؤكداً على الدوام أن الأحواز جزء لا يتجزأ من أمتنا العربية المجيدة؛ رافعاً راية التحرير والخلاص من نير الاحتلال الأجنبي الفارسي الإيراني".
وقال: "الدولة الإيرانية بتشبثها بالسيطرة الاستعمارية على الشعوب، وبإنكارها حق تقرير المصير لشعبيْ الأحواز والجزر العربية الإماراتية الثلاث، وحرب الإبادة والعدوان، وباستخفافها بالأنظمة العربية، وباستخدامها القوة وانتهاك الاستقلال والسيادة والوحدة الإقليمية للدول، وباحتلالها أراضي الغير، وبتدخلها السافر في الشؤون الداخلية للدول، وبمحاولاتها الرامية إلى السيطرة على الشعوب وإجبار السكان على النزوح، وبتبنيها سياسة التوسع والاضطهاد الديني، وإثارة الفتن الطائفية، وإشعال الحروب الأهلية، والاستبداد والظلم والقهر، وكبت الحريات الأساسية، وانتهاك الحقوق الإنسانية؛ أثبتت أنها دولة معادية للعرب، كما يمكن تصنيفها كدولة إرهابية بامتياز؛ وذلك وفقاً للتعريف الدولي والقانوني للإرهاب؛ الأمر الذي يجعل من الاحتلاليْن الأجنبييْن الفارسي والصهيوني للأحواز وفلسطين، عبارة عن وجهان لعملة واحدة".
وأضاف: "تهيب المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز "حزم" بأشقائنا حكام دول الخليج العربي، وتناشدكم بالوقوف إلى جانب الحق القانوني والمشروع لشعبنا العربي الأحوازي في تطلعاته نحو التحرير والاستقلال، وإعلان دولته العربية الحرة والمستقلة، ونؤكد أن المساندة العربية والدولية للقضية العربية الأحوازية العادلة والمشروعة، تستجيب للاتفاقيات والمواثيق الدولية من ناحية، ومن الناحية الأخرى لا يعني ذلك تدخلاً في الشؤون الداخلية للدولة الإيرانية؛ لأن المقصود بذلك هو دعم قدرة شعب الأحواز في المطالبة بالحق في تقرير المصير، وتعزيز موقفه المستند إلى حق قانوني في وجه المخالفات القانونية المرتكبة من قِبَل الدولة الإيرانية، وإنكارها المتعمد للحقوق والحريات الأساسية لشعبنا الأحوازي".
واختتم "الكعبي" بقوله: "لطالما تدرج قمتكم الموقرة ملف الأمن الإقليمي في صدارة أعمالها؛ فإننا نؤكد أن إشراك أشقائكم الأحوازيين في أي مشروع عربي إقليمي؛ إنما سيساهم في تعزيز هذا المشروع لدرء المخاطر الأجنبية الفارسية وإرهابها الذي يعصف بدولنا العربية في الوقت الراهن، مثلما نتمنى عليكم الأخذ بأيدي أشقائكم الأحوازيين إلى جامعة الدول العربية؛ وذلك للعضوية العربية الأحوازية في الجامعة، وفقكم الله تعالى وسدد خطاكم؛ لما فيه الخير لأمتنا العربية المجيدة، ونسأل الله تعالى أن يمنّ على دولنا العربية بالأمن والاستقرار والرخاء والازدهار".