أفرد موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مساحة للحديث عن تحقيق ناصر الشمراني لاعب خط هجوم فريق الهلال الأول لكرة القدم جائزة أفضل لاعب في قارة آسيا، وتطرق لنشأة اللاعب والأندية التي مثلها. فإلى تفاصيل التقارير: ردَّ المهاجم ناصر الشمراني الاعتبار لفريقه الهلال وكرة القدم السعودية باختياره أفضل لاعب في القارة الصفراء لعام 2014 اليوم الأحد في مانيلا، في الحفل السنوي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي يحتفل بمرور 60 عاماً على إنشائه.
وتفوق الشمراني على لاعبَيْ العين الإماراتي إسماعيل أحمد والسد القطري خلفان إبراهيم. وسجل الشمراني 10 أهداف مع الهلال في مسابقة دوري أبطال آسيا، وساهم في بلوغ فريقه الدور النهائي، الذي خسره أمام سيدني الأسترالي، الذي نال جائزة أفضل فريق في آسيا في الحفل ذاته.
وعوض الشمراني خسارة اللقب القاري، وأعاد السعودية إلى منصة التتويج بالجائزة منذ 7 أعوام، وتحديداً منذ تتويج لاعب الهلال السابق ياسر القحطاني عام 2007.
ويُعدّ الشمراني أحد المهاجمين الذين يعلق عليهم الجمهور السعودي آمالاً كبيرة، وهو أيضاً أحد المهاجمين الذين سجلوا أسماءهم في سِجل هدافي الدوري السعودي؛ ليضع اسمه إلى جانب الكبار، أمثال ماجد عبد الله وسامي الجابر وسعيد العويران وفهد المهلل، وغيرهم من هدافي الدوري. وكذلك نجح الشمراني في الفوز بلقب الهداف في أول ظهور له مع الشباب، وبعدها أصبحت أرقام "الزلزال المدمر" - وهو لقبه - تحضر قبل اسمه؛ ففرض نفسه أساسياً في قائمة تاريخ أفضل مهاجمي الدوري السعودي.
بدأ الشمراني مسيرته الكروية في حارات مكةالمكرمة، قبل أن ينتقل لنادي الوحدة، وشارك في فئة الشباب للنادي عندما بذل عضو مجلس الإدارة آنذاك العقيد فارس القرشي مجهودات كبيرة لضمه لفرسان الوحدة، وإقناع اللاعب بالتسجيل.
وكان عام 2006 هو الانطلاقة الحقيقية للاعب؛ إذ حقق معه المركز الثالث في الدوري عام 2007؛ لذلك بدأ الشباب مفاوضات مع مسؤولي الوحدة لضمه، وانتقل مع بداية العام 2008 بمبلغ 13 مليون ريال. ولعب الشمراني مع الشباب على سبيل الإعارة قبل أن ينتقل إليه بشكل نهائي، وحقق معه كأس النخبة (خادم الحرمين الشريفين) أمام الاتحاد (3-1)، وسجل الشمراني أحدها، وعاد مرة ثانية في نهائي البطولة ذاتها أمام الاتحاد ليهدر ركلة جزاء، قبل أن يسجل هدفين لفريقه؛ ليفتتح الطريق ليفوز برباعية نظيفة، ويتوج باللقب للعام الثاني على التوالي.
ومنذ أن بدأ لاعباً يافعاً في الوحدة أثبت المهاجم الشمراني يوماً بعد الآخر أنه هداف بالفطرة، حتى أصبح المهاجم الأول في الدوري السعودي في السنوات الماضية، وأصبح الهداف الأبرز محلياً، بعد أن نال لقب هداف الدوري خمس مرات.
ويملك الشمراني موهبة المهاجم الهداف، وهي العملة التي تندر في الملاعب السعودية منذ أمد بعيد، على الرغم من ظهور أكثر من مهاجم بين فترة وأخرى، إلا أنهم سرعان ما اختفوا فجأة؛ ليبقى الشمراني الوحيد الذي لا يزال قادراً على المنافسة بقوة على لقب الهداف في السنوات الخمس الأخيرة.
ولا يزال الشمراني يبحث عن الطريقة المثلى لتحطيم الرقم التهديفي القياسي الذي يحتفظ به مهاجم المنتخب السعودي ونادي النصر المعتزل ماجد عبدالله، الذي حقق لقب هداف الدوري ست مرات.
وتبقى الفرصة متاحة أمام الشمراني الذي يبلغ من العمر (31 عاماً) لتحقيق لقب هداف الدوري أكثر من مرة.
وما يميز الشمراني عن غيره من المهاجمين في الكرة السعودية هو قدرته على اللعب بكلتا القدمين، إضافة إلى رأسه الحساس على المرمى، كما أنه يتميز بقدرته الفائقة على (التموقع)، واختيار الأماكن القريبة من تحقيق الهدف، وتنفيذ ركلات الجزاء التي سجل منها كثيراً، فضلاً عن لياقته العالية، وبنيته الجسمانية القوية.