ثمانٍ وأربعون ساعة انقضت منذ انطلاق "نمر 3" التمرين العسكري المختلط المشترك الذي شهد للمرة الأولى منذ بدء دوراته التي جمعت بين القوات البرية الملكية السعودية ونظيرتها الفرنسية، انضمام قطاعات من القوات الجوية الملكية السعودية والقوات البحرية الملكية السعودية وقوات حرس الحدود وقوات الأمن الخاصة وجهات مشاركة أخرى، دخلت شريكاً في مسرح عمليات التمرين. يقول المقدم علي القحطاني من قوات الأمن الخاصة مصرّحاً لوسائل الإعلام: "بتوجيه كريم من وزير الداخلية، وبإشراف ومتابعة من قائد قوات الأمن الخاصة، نحن كقوات أمن خاصة في وزارة الداخلية، نعمل في بيئة مشتركة مع وحدات العمليات الخاصة بالقوات البرية، والبحرية وحرس الحدود ووحدات أخرى متنوعة، لتنفيذ تمرين نمر 3 مع القوات الخاصة الصديقة الفرنسية".
أهداف مشتركة وأضاف "القحطاني": "لدينا خطة عمل مشتركة لتحقيق أهدافنا المشتركة، وخلال اليومين الماضيين بدأنا المرحلة الأولى من التمرين، وضباطنا وأفرادنا ولله الحمد مهيؤون لتنفيذ أي عمليات نوعية في أي وقت".
وأضاف: استنفار يومي بالمنطقة الشمالية الغربية مركز التمرين متعدد المواقع والأهداف الميدانية، يبدأ مع شروق الشمس ويزحف على ساعات من المساء لإدارة العمليات الليلية في الميدان، داخل خلية قيادة التمرين، حيث إصدار الأوامر للمجموعات المشاركة بالتحرك والتوجه نحو الأهداف وفق جداول الخطط المرسومة، ومتابعة التنفيذ لحظة بلحظة عبر أجهزة المراقبة والاتصال، وإحصاء النتائج ومدى نجاح العناصر في العمل على الأهداف التكتيكية، وتسجيل الملاحظات لتوجيه قادة المجموعات بها لاحقاً للارتقاء بالأداء ودقة إصابة الأهداف إلى المستوى المستهدف من قِبل قيادة التمرين.
الاقتحام الجوي ويتابع: ما أن تصدر الأوامر ببدء عمليات التدريب اليومية، حتى يبدأ تجهيز العربات، ويعلو أزيز محركات الطائرات لبدء عمليات الاقتحام الجوي عبر طائرات النقل السعودية C130 والفرنسية C160، بإسناد من طائرات (غازال) العمودية الهجومية الخفيفة وطائرات (كاراكال) متعددة الأغراض، فيما تدار محركات الطائرات المقاتلات تايفون والمقاتلات F15 من موقع آخر؛ من أجل التحرك لضرب أهداف في مواقع بعيدة وفق الخطة المرسومة، وتحت مراقبة قيادة التمرين.
طائرات من دون طيار عمليات متنوعة تشهدها المرحلة الأولى من التمرين المخصصة لتدريب المجموعات المشاركة في فعاليات نمر 3، تنفذها مجموعات اقتحام، ومجموعات استطلاع خاص، ومجموعة مهام مباشرة، ومجموعة الاستطلاع والطائرة من دون طيار، ومجموعات القناصة، ومجموعات الكشف والإبطال والإزالة، بين عمليات رماية قتالية فردية وجماعية ليلية ونهارية، وعمليات اقتحام راجل بالذخيرة الحية، وعمليات تدريب على التسلل والاقتحام الراجل، وعمليات تدريب على الاقتحام العمودي بواسطة الحبل السريع من الطائرة العمودية والانتشال، وعمليات رماية قتالية فردية وجماعية، وعمليات انسحاب، وعمليات اقتحام بواسطة السلالم وعمليات انسحاب، وعمليات اقتحام بالذخيرة الحية بواسطة العربات والسلالم، وعمليات تخليص رهائن يشارك فيها جميع مجموعات الاقتحام والقناصة والطيران العمودي، وعمليات إخلاء مصابين، بالإضافة إلى التدريب على عزل وقطع الإمدادات، والتدريب الأرضي على عمليات الهبوط العملياتي الهجومي، والتدريب على عمليات الإغارة والكمين، والتدريب على عمليات جلب وإيصال العناصر الصديقة، والقفز التكتيكي، والتحرك عن طريق الطائرات العمودية والتدريب على احتلال القمم، والإخلاء والانسحاب بالطائرات العمودية، وإخلاء الرعايا، فضلاً عن التدريب على منظومات الاستطلاع العملياتي، والتسلل والوصول إلى الهدف والعمل عليه. فيما تباشر مجموعات القناصة تدريبات على إجراءات ووضعيات الرماية من الطائرة، والإخفاء والتمويه والتسلل والمراقبة وتمرير البلاغات، وعمليات تخليص الرهائن. وتباشر مجموعات الكشف والإبطال والإزالة تدريبات على تطهير وتأمين طرق الاقتراب أثناء التسلل والاقتحام، وتطهير المداخل والأبواب أثناء عمليات الاقتحام، وأساليب تعليم العبوات في حالات العثور عند تنفيذ المهام.
مركز القيادة نقاشات واتصالات لا تهدأ ولا تتوقف في المرحلة الأولى داخل مركز قيادة التمرين الذي يشهد نقلة نوعية على صعيد أهدافه، وعلى صعيد الأطراف المشاركة فيه، وأيضاً على صعيد مسرح عملياته الذي أصبح أكثر اتساعاً وتنوعاً، تماماً كما تنوعت بيئاته القتالية بين صحراوية وجبلية وبحرية ومبنية، وهو ما يجعل الجميع في حالة ترقب ومتابعة بالغة الدقة؛ حرصاً على ألا تكون الجولة الجديدة من التمرين أقل نجاحاً من الجولتين السابقتين اللتين حاز أداء القوات الخاصة السعودية فيهما إعجاب قادة القوات الفرنسية الصديقة، وإعجاب الجنرال بلير فاك، المساعد للعلاقات العامة الدولية للقوات الفرنسية، الذي سجّل شهادته في حفل افتتاح التمرين للمستوى الذي وصلت إليه القوات الخاصة بالقوات البرية الملكية السعودية، ثم عاد فأكد في تصريح لأجهزة الإعلام عقب حفل الافتتاح التطور الذي شهده التمرين "نمر"، ودخوله مرحلة جديدة بقوله: "بالنسبة إلى تمرين "نمر 3" فهو عبارة عن انتقال من مرحلة التدريب لمرحلة استراتيجية، معرباً عن التوجه الجديد للتمرين المتطور بقوله: "القوات الفرنسية والقوات السعودية يتدربون بشكل دائم في تبوك بالتحديد والفائدة المرجوة من نمر 1 ونمر 2 التدريب على الإمكانيات الاستراتيجية".
ويبقى تحول التمرين نمر المشترك بين القوات البرية الملكية السعودية، ونظيرتها الفرنسية، إلى تمرين مختلط مشترك، بعد دخول الشركاء الجدد من القوات البرية الملكية السعودية ونظيرتها الفرنسية، انضمام قطاعات من القوات الجوية الملكية السعودية والقوات البحرية الملكية السعودية وقوات حرس الحدود وقوات الأمن الخاصة وجهات مشاركة أخرى، التطور الأبرز، ضمن قائمة أهداف تسعى قيادة التمرين المشتركة لبلوغها في نسخته الثالثة (نمر 3).