· جدول أعمال مزدحم.. بدأ بالمبتعثين فلقاء "أوباما" وقادة "البنتاجون" ثم السيناتور "ماكين". · حضر مأدبة عشاء جمعته بعشرات الساسة وصُناع القرار بواشنطن. · الزيارة كشفت وصول الطائرات الحربية إلى السعودية نهاية العام. · خطة دعم أمريكا "للجيش الحر" تسير وفق ما هو مقرر لها. · الأمير "متعب": لا مكان "للأسد" في مستقبل سوريا. · الابتعاث نقطة تحول في نهضة المملكة.. والوطن يحتاج لكل مبتعث.
بندر الدوشي- سبق- واشنطن: أظهر القادة الأمريكيون اهتماماً كبيراً غير مسبوق على كل المستويات السياسية والعسكرية، بزيارة وزير الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز؛ حيث وصفته وسائل الإعلام الأمريكية بأنه من القادة الكبار في الشرق الأوسط، وحرص العديد من السياسيين وصناع القرار على تتبع أخبار الأمير ما أن وطئت قدماه واشنطن، وعقد الأمير متعب العديد من الاجتماعات في الليل والنهار خلال جدول أعمال مزدحم، أظهرت أهمية وزير الحرس الوطني السعودي لدى الأمريكان وأهمية المملكة العربية السعودية لدى الساسة في أمريكا.
وتستعرص "سبق" تفاصيل الزيارة والاجتماعات المكثفة؛ فمنذ وصوله -حفظه الله- ليلاً إلى واشنطن، بدأ فوراً اجتماعاته في صباح اليوم التالي بالطلاب المبتعثين؛ حيث رحب بهم وعبّر لهم عن عظيم الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين لهم؛ لكونهم عماد مستقبل الوطن، ووصف برنامج الابتعاث بأنه نقطة تحول في نهضة المملكة العربية السعودية برؤية حكيمة من قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه.
"أوباما" والأحداث المشتعلة وعقد الأمير "متعب"، في نفس اليوم، اجتماعاً كبيراً ومهماً مع الرئيس الأمريكي الذي أبدى حرصاً كبيراً واهتماماً عالياً بالأمير، وأنصت لوجهة نظره في الأحداث المشتعلة في الشرق الأوسط، وبعد نهاية الاجتماع نشرت جميع الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية بياناً للبيت الأبيض والذي عادة ينشر نقلاً لتصريحات الرئيس الأمريكي عن الاجتماعات الخاصة؛ حيث رحّب البيت الأبيض بهذه الزيارة، وشكر الرئيس الأمريكي المملكة العربية السعودية على وقفتها الحازمة في وجه الإرهاب، وأثنى على الجهود السعودية الكبيرة في مواجهة التنظيمات المتطرفة في أمريكا.
اهتمام إعلامي وصرح الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز -عقب الاجتماع- لوسائل الإعلام المختلفة بأنه لمس من الرئيس الأمريكي اهتماماً كبيراً بقضايا المنطقة، ورغبة في تعزيز التعاون الثنائي المشترك بين البلدين في كل المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح الأمير متعب أنه تطرق في نقاشه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى عدة ملفات مهمة في المنطقة أبرزها الملف اليمني والسوري وملف العراق والملف النووي الإيراني، واصفاً أجواء النقاش بالإيجابية؛ حيث تطابقت وجهات نظر الجانبين في مجمل قضايا المنطقة، مؤكداً أن هناك اتفاقاً بأن مستقبل سوريا هو من دون "الأسد".
مأدبة عشاء مهمة وشرف وزير الحرس الوطنى -بعدها- مأدبة العشاء الذي أقامته السفارة السعودية في واشنطن على شرف حضوره؛ حيث كان من المدعوين العشرات من صناع القرار والإعلاميين الأمريكيين الذي حرصوا على الاستماع إلى وجهة نظر الأمير متعب حول مجمل الأوضاع في المنطقة ومستقبل العلاقات بين البلدين، وكان من المدعوين رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي والسيناتور جون ماكين ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي إيد روس.
اجتماع "ماكين" وصرح الأمير بعد ذلك في تصرحات تلفزيونية، بأن لدى المملكة الكثير من الأصدقاء الأمريكان، منوهاً بالعلاقات الراسخة بين البلدين وحرص السعودية على تعزيز هذه العلاقة.
وعقد الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز بعد ذلك اجتماعاً خاصاً في مقر إقامته مع السيناتور الأمريكي جون ماكين تناول العديد من الموضوعات التي تحظى باهتمام مشترك بين البلدين.
لقاء "البنتاجون" وكان جدول الأمير حافلاً، يوم الجمعة، بالاجتماعات حيث عقد اجتماعاً موسعاً مع القادة العسكريين في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وأظهر استقبال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل للأمير مكانته لدى القادة العسكريين في أمريكا.
وبحث الجانبان الملفات ذات الاهتمام المشترك والعلاقات البينية بين البلدين والعديد من الملفات الإقليمية، وأشاد الأمير متعب عقب الاجتماع بعمق العلاقات بين البلدين، مضيفاً أن العلاقة بين الحرس الوطني السعودي مع وزارة الدفاع الأمريكية تعود إلى السبعينيات، مبيناً أنه بحث مع القادة العسكريين ملف تطوير الحرس الوطني السعودي.
الطائرات العسكرية وعبّر عن حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تطوير مختلف القطاعات العسكرية في المملكة العربية السعودية، وكشف وزير الحرس الوطني أنه من المقرر أن تصل الطائرات العسكرية إلى قطاعات الحرس الوطني قريباً، وتشمل طائرات البلاك هوك والأباتشي العسكرية، موضحاً أنه ناقش الملف العراقي والسوري، وسمع من المسؤولين الأمريكان خطة دعم الجيش الحر التي تسير على الوجه المطلوب وكما هو مقرر.
وأظهرت الاجتماعات المتلاحقة والجدول المزدحم للأمير متعب، جدية الأمير والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه في إيصال وجهة النظر السعودية للمسؤولين الأمريكان على كل المستويات، وهي المهمة التي شملت ملفات داخلية تهم الشأن السعودي وملفات خارجية استراتيجية في أمن المنطقة، والتي تحرص السعودية على تسويتها تأسيساً على مكانة المملكة العربية السعودية كمحور إقليمي مهم يلعب دوراً بارزاً في استقرار المنطقة.