استغرب محامي سجينة تعرضت لعنف أسري من قبل والدها، عدم تنفيذ توصية من إمارة مكةالمكرمة ، بإيداع موكلته دار الرعاية الاجتماعية في حال عدم إتمام الصلح مع أبيها، موضحا أن السجينة لا زالت تقبع في سجن بريمان في جدة. وأشار التقرير الذي أمر أمير منطقة مكةالمكرمة لجنة مختصة بإعداده وأوصى بإيداع السجينة دار الرعاية الاجتماعية، إلى أن والد الفتاة كان يعنفها ويأخذ أموالها عنوة، وأنها هربت خوفاً من تهديداته حتى لجأت إلى جمعية حماية الأسرة في جدة، في وقت أصدر القضاء فيه أمراً بسجنها بتهمة "العقوق". وأبان محامي السجينة وليد أبو الخير ل"سبق" أن التقرير يؤكد تعرض الفتاة لعنف شديد، ما دفعها للجوء إلى ولاة الأمر وإيداعها دار الحماية، بيد أن والدها عندما علم بوجودها هناك رفع عليها دعوى عقوق، ما جعل الفتاة تهرب من دار الحماية لتبدأ فصول معاناة جديدة، لينتهي بها المطاف إلى سجن بريمان. ورأت اللجنة في تقريرها أن ما أقدمت عليه الفتاة من هروب واختفاء كان لشعورها بعدم حمايتها من والدها حتى وهي بدار الحماية بعد رفعه دعوى عقوق عليها، وأن هذا يعفيها من مسؤوليتها الجنائية في الهروب والاختفاء الذي لم يكن القصد منه سوى حماية نفسها حتى حل مشكلتها. كما ذكر التقرير أن الفتاة أظهرت رغبتها الأكيدة في الزواج لستر حالها، وهو ما يرفضه والدها. وقال المحامي :" نظرا لأن الواقعة من القضايا الأسرية فإن اللجنة رأت إحالة الموضوع إلى لجنة إصلاح ذات البين للتوفيق بينهما، وأخذ التعهد على الوالد بعدم تعنيف ابنته، وأن يعمل على تزويجها بمن هو على خلق ودين، وأخذ التعهد المشدد عليه من قبل الجهة المختصة بعدم رفع شكاوى لا يستطيع إثباتها، والكتابة إلى رئيس المحكمة الجزئية عما تم التوصل إليه" . وأضاف إن أحد الأشخاص تقدم للزواج من الفتاة ، وأصدر قاضي المحكمة العامة عبد الملك الجربوع حكماً ابتدائياً يثبت عضل الأب لابنته، إضافة إلى تعذيبه لها، والقضية مرفوعة الآن للتمييز. وأوضح أن " الفتاة في السجن منذ سنة دون حكم قضائي، كما أنها محرومة من رؤية ابنها".