كشفَت الأمطار الغزيرة التي شهدتها "الطائف" عاصمة المصائف العربية عن مدى سوء تنفيذ المشاريع الخاصة بتصريف مياه الأمطار والسيول. وطرح الأهالي في شكاوى وصلت إلى سبق عدة تساؤلات من قبيل "هل ميزانية أمانة الطائف صُرفت في مشاريع متعثرة؟". وظهرت معاناة الأهالي بشكل واضح في حي المنتزه الذي اختفت فيه مركبات المواطنين، وكادت تغرق منازل، وتجرف السيول التي اجتاحته الأشخاص وتتكرر كارثة سيولجدة مرةً أخرى.
ويعتبر حي المنتزه بالطائف من الأحياء الحديثة، حيثُ أمضت الأمانة ثلاث سنوات تتولى تنفيذ مشاريعها الخاصة بالتصريف، ومنها ما كانَ قد انتهى قبل أربع سنوات تقريباً، في حين لم تنته المشاريع الأخرى المُتبقية من تصريف للسيول بسبب إسناد "الأمانة" تلك المشاريع لمقاولين لا توجد لديهم إمكانيات.
ويتواصل التلاعب الكبير في هذه المشروعات؛ الأمر الذي ذهبَ ضحيته المواطنون في منطقة جبلية يسهُل تصريف السيول فيها لو توافر التخطيط والاهتمام.
وبسبب أمطار الأمس ظل الكثير من الآباء يتفقدون أسرهم خوفاً من فُقدان أحد أفرادها، وتعالت صيحاتهم لإنقاذهم من ذلك "الطوفان" الناجم عن سوء تنفيذ مشروعات التصريف وعدم الرقابة.
وتوجّه البعض بندائه إلى "نزاهة" لكي تحقق بشأن تنفيذ تلك المشروعات في الطائف، مشيرين إلى إهدار مبالغ ضخمة في ظل استمرار الفساد والتلاعب.
وطالب أهالي حي المنتزه بالطائف جهات رقابية عُليا برصد التلاعب والإهمال في تنفيذ مشاريع التصريف القائمة بالحي، وبدء عملية المُحاسبة وعقاب المُتسببين المعروفين للجميع، كما ناشدوا الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة أن يصدر توجيهاته بالتحقيق، وقالوا له: "أنقذنا".