ساهمت وتيرة الأحوال الجوية التي شهدتها المملكة خلال السنوات الماضية، وبخاصة بعد «كارثة جدة»، في زيادة اهتمام السعوديين بعلوم الطقس المختلفة، إذ بدأت مواقع شخصية واجتماعية إلكترونية في عرض قراءتها لخرائط الطقس في شكل دائم، وسط متابعة واهتمام كبيرين من السعوديين، الذين يدخلون إلى مثل هذه المواقع بكثافة، لمعرفة آخر التحليلات الفنية لحال الطقس في مختلف المدن والقرى، وسط انتقادات لموقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، بسبب «عدم التحديث اللحظي للموقع»، إضافة إلى «التحديثات اللحظية» التي تشهدها هذه المواقع وقراءتها «الدقيقة». وبدأ اهتمام الهواة والمحترفين السعوديين تحديداً، منذ أكثر من سبع سنوات، وازداد أخيراً، وسط تشجيع ومتابعة المهتمين في الأحوال الجوية، ما ساهم في زيادة المواقع الإلكترونية الشخصية والمنتديات العامة، التي تساهم في «تعليم الأعضاء الطرق العلمية الصحيحة في تحليل ومتابعة الحالات الجوية في شكل دقيق، بدلاً من الاعتماد على المواقع والجهات الرسمية، التي تحتاج إلى أساليب متقدمة في إيصال معلوماتها للناس». ويقول إياد بدر، وهو أحد هواة تحليل ومتابعة الحالات الجوية: «زاد الاهتمام في أحوال الطقس وتحليلاتها بسبب الكوارث والسيول التي شهدتها بعض مناطق المملكة خلال السنوات الماضية، وتحديداً بعد ما حدث في جدة، ما دعا الكثير من السعوديين والمقيمين في المملكة إلى الاهتمام في الأحوال الجوية المختلفة، خوفاً وتوجساً من الأحداث التي قد تترتب عليها». ويعتقد إياد، ان التقدم التكنولوجي «ساهم في زيادة المهتمين من الهواة في القراءات التحليلية لأحوال الطقس المختلفة، من خلال الدخول إلى المواقع العالمية المختصة، ومعرفة الأحوال الجوية وفق التحليلات المختلفة، خصوصاً في ظل القراءات الصحيحة، التي لا تقل عن 80 إلى 90 في غالبية الأحوال»، مردفاً «وصل تواجد الهواة والمهتمين في الطقس في أحد المواقع المتخصصة إلى أكثر من خمسة آلاف شخص في لحظة واحدة، خلال كارثة جدة»، مضيفاً» ازداد حرص المهتمين بعد مشاهدتهم لهذه التحليلات على أرض الواقع، مثل عدم سقوط أمطار، أو الأجواء الترابية، وغيرها، فيما لم تكن القراءات الفنية والتحليلية للطقس في المواقع الرسمية بتلك الدقة». ويعتقد مصطفى محمد، أن عدداً من مواقع الهواة والمحترفين «تفوقت على الموقع الرسمي للأرصاد وحماية البيئة، خصوصاً ان المعلومات التي ينشرها الموقع تكون موجودة لدينا قبلها بأيام عدة، إضافة إلى أنها معلومات سطحية جداً، وهي مجرد خلاصة الطقس التي يحتاجها المواطن العادي، الذي بات لا يثق فيها، بسبب عدم دقتها أو قراءتها المتأخرة»، مؤكداً أنه «لم تنحصر خبرات السعوديين في الطقس السعودي فحسب، بل امتدت إلى الأحوال الجوية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووصل بعض المحترفين إلى التنبؤ بالأحوال الجوية التي شهدتها المنطقة، مثل «توسونامي»، والإعصار الذي أجتاح سلطنة عمان قبل سنوات». ويضيف مصطفى، ان هناك «مهتمين لا يعتمدون على الموقع الرسمي ل «الأرصاد». فيما يبدون ثقة أكبر في المواقع الشخصية أو المخصصة في الطقس، بسبب التحليل اللحظي والمتواصل. بينما تحليل موقع «الأرصاد» يومي، ولا يفي بالغرض، خصوصاً في مثل هذه الأيام». واستشهد بمثال على ذلك «عرض التلفزيون السعودي خلال كارثة جدة، تحذيراً من الدفاع المدني، عن أحوال الجو، يبين وجود عاصفة قوية، إلا ان ذلك لم يحدث بسبب اعتماد الدفاع المدني في بيانه على عاصفة قديمة، سبق أن حصلت قبل بث البيان». وأكد ضرورة «تحديث ومواكبة موقع الرئاسة للمستجدات في مختلف النواحي الفنية والتكنولوجية للطقس، فعدد من دول الخليج سبقتنا وتميزت في هذا الجانب، مثل الإمارات وقطر، إضافة إلى منافسة الهواة والمحترفين ل «الأرصاد» في هذا الجانب، ما يتطلب ان تكون هناك منافسة، والاستفادة من الخبرات الموجودة في هذا الجانب، بدلاً من الاعتماد على الطرق القديمة، أو التعامل ببيروقراطية في هذا الجانب، كما حدث في «كارثة جدة»، عندما تعطلت أجهزة الأرصاد. فيما احتشدت الناس في موقعها لمعرفة أحوال الطقس في تلك الفترة العصيبة». ويردف ان «السحب والأحوال الجوية تتغير بين لحظة وأخرى، ولا بد أن تكون هناك متابعة لحظية للطقس»، مؤكداً ان «الأحوال الجوية بحسب قراءتي تشير إلى عدم وجود أمطار خلال الأيام الخمسة المقبلة، بحسب حركة السحب المتوقعة، إلا ان ذلك ربما يتغير في أي وقت».