يُدلي الناخبون في تونس، اليوم الأحد، بأصواتهم في انتخابات برلمانية تعتبر بمنزلة حجر زاوية في تحوُّل البلد من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، ويأتي الاقتراع في ظل حالة تأهب أمني، حيث يجرى بعد يومين من مقتل ستة مسلحين مشتبه فيهم برصاص الشرطة في عملية دهمٍ لمنزلٍ في ضواحي العاصمة التونسية. وحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تبدأ مراكز الاقتراع في استقبال الناخبين في السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، وتُغلق أبوابها في السادسة مساءً.
ويحق لنحو خمسة ملايين ناخب الإدلاء بأصواتهم لاختيار أعضاء البرلمان البالغ عددهم 217 نائباً.
وتشهد الانتخابات منافسة بين 1300 قائمة حزبية وفردية.. ومن أبرز المتنافسين في هذه الانتخابات حزب النهضة الإسلامية، الذي هيمن على السلطة منذ عامين بعد الانتفاضة، وحزب نداء تونس الذي يمثل المعارضة العلمانية، إضافة إلى جماعات يسارية وإسلامية أخرى.
وبلغت نسبة التصويت في الخارج خلال يومين 18 في المئة، بحسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.. وما زال هناك يومٌ آخر لتصويت المغتربين.
من المتوقع أن تنشر السلطات أكثر من 50 ألفاً من أفراد الأمن في أنحاء تونس لتأمين عملية الاقتراع.
وفي وقتٍ سابقٍ حذّرت الحكومة من أن مسلحين ربما يسعون لعرقلة الانتخابات البرلمانية.
وهدّدت جماعة تُطلق على نفسها اسم "كتيبة عقبة بن نافع" بعرقلة الانتخابات، وتنشط هذه الجماعة على الحدود بين تونس والجزائر.
ويخوض الجيش التونسي مواجهات ضدّ مسلحين إسلاميين يتزايد نشاطهم منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، في عام 2011.
وُجهت أصابع الاتهام لإسلاميين في موجة من الهجمات، بينها اغتيال اثنين من السياسيين اليساريين العام الماضي؛ ما أدّى إلى أزمة سياسية.
وتمتعت التجربة التونسية باستقرارٍ نسبي مقارنة بدول أخرى غرقت في الفوضى بعد الإطاحة بالأنظمة الحاكمة المعمّرة فيها كليبيا ومصر.. لكن المرحلة الانتقالية في تونس واجهت أيضاً تحدّي هجماتٍ مسلحة واضطرابات اجتماعية.