دعا وزير الدفاع التونسي مواطني بلاده إلى المشاركة بقوة في الانتخابات التي تبدأ اليوم الأحد. وقال غازي الجريبي في تصريح لوكالات الأنباء أنه يتمنى من جميع التونسيين "التصويت بكثافة لانه يوم بالغ الاهمية في التاريخ السياسي لتونس وعدم الخوف من التهديدات لان هدف الارهابيين هو منع الانتخابات ومنع اقامة ديمقراطية ودولة قانون". وانتشر ثمانون الف شرطي وجندي لضمان امن الانتخابات التشريعية. ويرى محللون ان هناك حزبين يعتبران الاوفر حظا للفوز وهما "حركة النهضة" الاسلامية التي حكمت البلاد من مطلع 2012 حتى مطلع 2014 ، واكبر خصومها "نداء تونس" الحزب غير المتجانس الذي يضم في الوقت ذاته معارضين سابقين (ليبراليين ويسار) للرئيس المطاح به زين العابدين بن علي وبعض رموز نظامه. ودعي نحو 5,3 ملايين ناخب الى صناديق الاقتراع في 33 دائرة انتخابية لاختيار 217 نائبا من بين 1300 لائحة مرشحين حسب النظام النسبي، وتنتخب الجالية التونسية في الخارج منذ الجمعة. وقال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ان "الاهم هو تفقد آخر الاجراءات المتخذة في مجال الامن والاستعدادات لليوم العظيم، ساعة الحقيقة". وقال محسن مرزوق احد قيادي "نداء تونس" "اظن ان البرلمان سيكون مقسما" وتوقع ان يتقاسم حزبه وحركة النهضة حوالى 150 مقعدا (من 217) بينما تعود البقية الى عدد كبير من الاحزاب الصغيرة التي سيتعين التفاوض معها من اجل تشكيل الحكومة. ويبقى العنصر المجهول وهو نسبة مشاركة التونسيين الذين يعربون عن استيائهم من المشاحنات السياسية التي اخرت الانتخابات سنتين. واضطرت حركة النهضة الى التنحي عن الحكم بداية 2014 بعد سنة 2013 التي اندلعت خلالها ازمة سياسية واغتيال معارضين وهجمات مقاتلين اسلاميين واكدت انها تريد تشكيل حكومة وفاق وحتى التحالف مع نداء تونس اذا اقتضى الامر. اما نداء تونس، (يمين ليبرالي علماني) الذي يعد حزبا كبيرا واتهم حركة النهضة خلال حملته بأنها "ظلامية وغير ديمقراطية"، فانه ينوي اذا فاز بالغالبية ان يشكل ائتلافا لكنه لم يغلق باب التعاون مع الاسلاميين.