تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة اليوم, عن محاسبة النفس, مؤكداً أن المؤمن الموفق هو من يتخذ من تنقل الأحوال مناسبة للتذكر والتدبر والاتعاظ ومحاسبة النفس وتصحيح مساره. وأوضح الخطيب هلاك القلب هو في إهمال محاسبة النفس وموافقتها وإتباع هواها, مستشهداً بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا .
وقال: "المؤمن يعلم أن هذه الحياة تعمر بطاعة الله وتوحيده وتحقيق عبادته مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون), وقول رسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)".
وأضاف: "طول العمر باب من أبواب زيادة الطاعة والتقرب للخالق جل وعلا, حيث يقول سيد الخلق عليه السلام (خيركم من طال عمره وحسن عمله)".
وأردف الشيخ حسين آل الشيخ: "من الظلم المبين ومن الخسران المستديم أن ينعم الله علينا بنعمة هذا العمر مع الإقامة على المعاصي, بدليل قوله تعالى في محكم التنزيل (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم), ومن الخسارة العظيمة أن يمضي عام ويقدم عام والمسلم في تضييع لهذه الأوقات".
وتابع خلال الخطبة قائلاً: الفلاح في كسب هذه الحياة بملئها بالحسنات والمبادرة إلى الصالحات قال تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنةٍ عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين) وقال صلى الله عليه وسلم (اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك فما بعد الدنيا من مستعتب ولا بعد الدنيا دار إلا الجنة أو النار)".
وقال الخطيب: "العمر أمانة تؤديها متى أطعت خالقك والتزمت أوامره واستجبت لنواهيه والقيام بعمران هذه الحياة بما تقتضيه مقاصد هذا الدين من تحقيق منافع الدنيا ومصالح الآخرة, بدليل قوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله), وبما جاء في الحديث النبوي (ما تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن أربع, عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم)".
وحثّ "آل الشيخ" المسلمين على تقوى الله حق تقاته والتزود بالطاعات وعمل الصالحات لقوله تعالى (ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره).