حوّلت الأمطار التي شهدتها منطقة جازان، خلال ثلاثة أسابيع ماضية، قراها إلى بحيرات من المياه؛ بسبب عدم وضع خطط لتصريفها عند سفلتة بعضها؛ فيما لم يحظَ بعضها بعد بالسفلتة؛ ما جعلها تتحول إلى بحيرات مياه، وملاذ آمن للبعوض، الذي بات يهدد حياة الأهالي؛ لكثافته ولخطورته في نقل الأمراض. ولم يجد أهالي قرى محافظة صبيا مخرجاً من مياه السيول التي قطعت طرقاً نحو عشر قرى في المحافظة؛ حتى وقعوا في مأزق المستنقعات المائية التي باتت تهدد صحتهم؛ مطالبين بتدخل عاجل من الجهات المختصة.
وكشف عدد من سكان قرية: "طناطن والحسيني، والهيجا، ومشلحة"، في مركز الكدمي بمحافظة صبيا، وقرية "أبو السلع" وقرية "العشة" و"المحلة غوان" ل"سبق"، أن تجمعات مياه تشهدها قراهم جراء مياه الأمطار، تَسَبّبت في تكاثر البعوض في قراهم، وعطّلت الطرقات الترابية؛ حيث علقت بها العديد من السيارات (في الطين)، ولا تزال الطرق سيئة؛ على حد تعبيرهم.
وشهد منزلا المواطنيْن موسى عطافي وإسماعيل أبو عزام، في قرية "أبو السلع"، دخول مياه الأمطار، جراء عدم وجود تصريف لها في شوارع القرية، وعدم تدخل الجهات المختصة لشفط مياه الأمطار.
فيما لا يزال منزل المواطن عبد الله خلوي من سكان قرية غوان، مَجمعاً لمياه الأمطار، بعد أن تمّت سفلتة الشوارع القريبة من منزله، ورفع مستواها؛ مما تسبب له في أضرار جسيمة داخل منزله، وعرّضه وأسرته للخطر جراء البعوض الذي انتشر بكثافة في المنزل.
وطالب "خلوي" بتحرك بلدية محافظة صبيا لإصلاح الطرق أو وضع حفَر لتصريف مياه الأمطار في القرية بشكل عاجل. وقطعت الأمطار الغزيرة -التي شهدتها محافظة "أبو عريش" بمنطقة جازان- طريق أكثر من أربع قرى في المحافظة؛ لعدم سفلتته حتى علقت الكثير من السيارات في الطين، وتظل القرى شبه محتجزة؛ بحسب أهاليها.
وأوضح عدد من أهالي القرى ل"سبق" أنهم توجّهوا ببلاغ للدفاع المدني؛ فأبلغهم أنه ستتم تشكيل لجنة للوقوف على حيثيات الطرق في القرى
ولا يزال المارة بطرق قرية الأسرار والمهدج والحلحلة والعالية، الواقعة شمال وشرق إسكان الحصمة، يعانون بسبب انجراف الطرق جراء مياه الأمطار، وأعرب الأهالي عن خوفهم من عودة الدراسة قبل تهيئة الطرق.
وقال المواطن محمد حسين عطيف ل"سبق": تقدمت لبلدية أبو عريش وإدارة الطرق ومحافظة أبو عريش؛ للنظر في وضع قرية الأسرار، الواقعة شمال وشرق إسكان الحصمة؛ لأن إدارة الطرق قامت بتعديل مسار الطريق عن منازلنا، ولا تزال تتخبط في حل المشكلة وتقول إن لدينا طرقاً تخدم منازلنا المتردية؛ ولكن لم أجد أي تجاوب".
وأضاف: "أوصلت مطالب الأهالي إلى جمعية حقوق الإنسان للنظر في وضع الأهالي وعدم تجاوب إدارة الطرق ومحافظة أبو عريش؛ لكن لم نلمس النتائج بعد، وأشعرت المجلس البلدي ببلدية أبو عريش بوضع الأهالي ومعاناتهم؛ فقالوا إنه سوف تدرج قراكم ضمن المشاريع القادمة لسفلتتها".
من جهتها، واصلت مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان، استعداداتها لمواجهة، تبعات الأمطار التي شهدتها المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال الناطق الإعلامي لأمانة منطقة جازان طارق الرفاعي ل"سبق": "لدى الأمانة برامج متكاملة في عملية المكافحة الشاملة داخل الأحياء السكانية حسب اختصاصها؛ حيث تقوم بجميع أعمال المكافحة بجميع أنواعها؛ ومنها المكافحة الميكانيكية؛ حيث يقوم من خلالها بردم المستنقعات الدائمة، التي تنتج عادة بفعل الأمطار".
وأضاف: "أعمال المكافحة المنزلية يتم من خلالها مكافحة البعوض؛ وذلك بتغيير البيئات التي يتكاثر فيها؛ فقد تم استبدال عدد من خزانات المياه مجاناً؛ بسبب ما ينتج عنها من تجمعات للبعوض، كما تم تركيب عدد من أغطية غرف التفتيش والصرف الصحي".
وتابع: "كما تم تركيب عدد من حوامل المكيفات (بلاستيكي)، مع التوصيلات لتصريف مياه المكيفات، وكذلك تم تركيب عدد من "الشبوك" المشبعة بالمبيدات في الأحياء والقرى ذات الوبائية العالية، والمكافحة الكيميائية، يتم من خلالها استخدام المبيدات الكيميائية في البؤر؛ وذلك بالرش؛ وهي مبيدات غير ضارة".
وأكد "الرفاعي" أنه لا يزال العمل مستمراً لتغطية كامل المنطقة؛ وخاصة المناطق ذات الوبائية العالية كمرحلة أولى، والأمانة والبلديات جهة مكافحة، ولا يمكن لها استئصال البعوض بشكل نهائي؛ وخاصة مع فترة الأمطار في المنطقة.
وقال: "الأمانة تواجه عوائق في عمليات الرش"، وطالَبَ بالتعاون معها من قِبَل الجميع.
وأضاف "الرفاعي": " لدى الأمانة مشروع لتغطية المنطقة، بمشروع لتصريف مياه الأمطار، وهذا المشروع ما زال في مرحلته الأولى، حيث أقيم في الطرق الرئيسة للمحافظات وتم تنفيذه في إحدى قرى محافظة ضمد بسبب ما تخلفه الأمطار بها من مستنقعات".
واختتم "الرفاعي" تصريحاته ل"سبق" بأن ميزانيّة سنوية قد خصصت لاستكمال مراحل المشروع.