كشف الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي أن القيود ما زالت مفروضة على الجمعيات الخيرية لجمع التبرعات، وكذلك التحويلات المالية للخارج. وقال: إن العمل الخيري الخليجي يشكّل الداعم الأكبر للعمل الإغاثي الإسلامي؛ لذلك يواجَه ضغوط شديدة. وأكد الدكتور الوهيبي الالتزام بالتوجهات الرسمية بشأن ضبط العمل الخيري، وأنه لم يسجَّل على الجمعيات الخيرية السعودية أي تجاوز. مضيفاً "نلتزم بالنظم واللوائح، ولا نتدخل في أي شيء، وعملنا إنساني خيري إغاثي". وقال الدكتور الوهيبي في المؤتمر الصحفي الذي عقده بالأمانة العامة مساء أمس الأربعاء: إن الندوة العالمية وجهت الدعوة لحضور حفل الإفطار السنوي الثامن، الذي يُقام يوم الأحد القادم 19 رمضان في فندق الإنتركونتننتال بالرياض، إلى 106 سفارات. مؤكداً أن الدعوات وُجّهت إلى جميع السفارات المعتمدة في المملكة، ومشيراً إلى أن هناك استجابة كبيرة لحضور الحفل، بل إن بعض الدبلوماسيين يسألون عن موعده, مؤكداً التجاوب الكبير من الدبلوماسيين المقيمين في المملكة مع حفل الإفطار السنوي. وقال: هناك حرص من السفراء والقائمين بالأعمال والقناصلة والعاملين في الحقل الدبلوماسي على تلبية الدعوة. مشيراً إلى أن عدد الحضور من الدبلوماسيين للحفل يزداد عاماً بعد الآخر، ووصف حفل الدبلوماسيين والداعمين بأنه "مَعْلم رمضاني" يحظى بدعم ولاة الأمر والمسؤولين، وبحضور الدبلوماسيين والداعمين لبرامج ونشاطات الندوة. وقال د. الوهيبي: إن الهدف من حفل الإفطار السنوي للدبلوماسيين والداعمين للندوة العالمية هو مد جسور التواصل مع الآخرين، وإقامة حوار مفتوح مهم، نعرّفهم بديننا وعاداتنا وثقافاتنا وتقاليدنا وقيمنا، وبالعمل الخيري الإنساني الذي ينطلق من هذه البلاد المباركة. مثمناً الاستجابة الكبيرة من العاملين في الحقل الدبلوماسي، ومشيداً بالنتائج الإيجابية لهذه اللقاءات التي بدأتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي بعد أحداث 11 سبتمبر مع السفراء والقائمين بالأعمال المعتمدين في المملكة، ومشيراً إلى دور مؤسسات المجتمع المدني في إزالة سوء الفَهم الذي تكوّن لدى بعض الناس من آثار أحداث 11 سبتمبر والهجمة الإعلامية والسياسية الشرسة التي قادها بعض الغربيين ضد الإسلام والمسلمين، وطالت الدول الإسلامية والمؤسسات والجمعيات الخيرية. وأضاف د. الوهيبي أن حفل الإفطار السنوي للدبلوماسيين بدأته الندوة العالمية عام 2003م؛ لتحقيق أهداف عدة، منها أن يكون هناك جسر للتواصل بين مؤسسات العمل الخيري وأعضاء السلك الدبلوماسي، والتعريف بمشروعاتنا وبرامجنا الإنسانية، والتشديد على حقنا في العمل التطوعي والإغاثي. مشيراً إلى الآثار الناجمة عن أحداث 11 سبتمبر وما خلّفته من مخاوف وآثار سلبية على جميع الدول، وخاصة الإسلامية، وانعكاسات سلبية على العمل الخيري الإسلامي، وقال: لقد أردنا بناء جسور ثقة مع الدبلوماسيين، وبدأنا سلسلة من الزيارات للدبلوماسيين، واستقبلنا السفراء والقناصلة والقائمين بالأعمال، ودارت حوارات بنّاءة بيننا، وأقمنا نشاطات ثقافية وعلمية مشتركة، آخرها دورات تعلم اللغة الفرنسية بين الندوة العالمية والسفارة الفرنسية بالرياض. وأشار الدكتور الوهيبي إلى النتائج الإيجابية لهذه اللقاءات المبنية على الشفافية والمصارحة، التي تركّز على ضرورة التعايش الإنساني، وفق القيم الإنسانية المشتركة، وأن هناك ثوابت لدينا لا يمكن التفريط فيها، كما أن لدى الآخرين ثوابت نحترمها ونقدرها. وقال: إن الكثير من الأمور تم حلها بهذه العلاقات، منها موضوع الحصول على تأشيرات للدول الأوروبية للقائمين بالمناشط والبرامج الصيفية. مشيراً إلى أن الندوة العالمية حين تتقدم للحصول على تأشيرات لتنفيذ برامج ودورات في الدول الأوروبية لأبناء الجالية المسلمة تخطر سفارات هذه الدول بالبرامج والمناشط التي يتم تنفيذها. مؤكداً أنه لا توجد أية صعوبات الآن في الحصول على تأشيرات الدول الأوروبية. وقال: إن حفل الإفطار السنوي للندوة صار من المعالم الرمضانية التي ينتظرها الدبلوماسيون ويسألون عنها، وهدفنا أن يتحول حفل الإفطار إلى برنامج للتواصل الثقافي والحضاري بين الجمعيات الخيرية والإسلامية، ويكون دور الجمعيات مكملاً للدور الذي تقوم به الجهات الرسمية. مشيراً إلى أن للجهات الحكومية دورها المنوط بها، وللقطاع الخاص دوره، وكذلك هناك دور فاعل لمؤسسات المجتمع المدني. وأكد الدكتور الوهيبي أن الإسلام دين منفتح على الآخرين، ويحفظ حقوقهم وأعراضهم، وأن على المسلمين أن يكونوا أصحاب مبادرات في التعرف بالآخرين والتعريف بدينهم وثقافاتهم وقيمهم. مشيراً إلى أن لدينا الكثير مما ينفع ويفيد الغرب، كما أن لديهم الكثير مما يفيدنا، وأن هناك جوانب مشتركة علينا أن نعمل سوياً من خلالها. وعن حفل الإفطار السنوي قال: إنه تم توجيه الدعوة إلى 106 سفارات، أي كل السفارات المعتمدة في المملكة، وإلى 200 رجل أعمال من الداعمين لنشاطات وبرامج الندوة و45 شخصية من رجالات العمل الخيري و30 إعلامياً. وأضاف أن 37 سفيراً و28 قائماً بالأعمال وافقوا على الحضور، وكذلك وافق على الحضور 30 شخصية من رجال الأعمال و23 من رموز العمل الخيري، وأنه تم تشكيل 6 لجان من شباب الندوة للإشراف على الحفل، والجميع متطوعون. وقال د. الوهيبي: إننا في العمل الخيري الإسلامي نتحرك بثقة، ونقوم بدورنا في العمل التطوعي والإنساني، وليس لدينا أية مشكلة مع أحد، ولا نتدخل في أي شأن آخر. واعترف د. الوهيبي بأن هناك مخاوف لدى الغرب بعد أحداث 11 سبتمبر، وأن هذه المخاوف تُبدَّد بالحوار الموضوعي وزرع الطمأنينة في نفوسهم. مشيراً إلى أننا دعاة تفكير ونرفض ونستنكر كل أشكال العنف، وموقفنا واضح وصريح في ذلك. وأكد الدكتور الوهيبي أن منطقة الخليج تُعدّ أكبر منطقة مانحة وداعمة للعمل الإنساني والإغاثي، وأن قوة العمل الخيري الإسلامي تنطلق من دول الخليج؛ ولذلك ركّز خصوم العمل الخيري الإسلامي في التحريض عليها. وطالب د. الوهيبي العاملين في الحقل الدبلوماسي الإسلامي والخليجي بالدفاع عن الجمعيات الخيرية الإسلامية، مؤكداً أنها جمعيات تقوم بدورها الإنساني والتطوعي، وتساءل: لماذا يجوز للجمعيات التطوعية والإنسانية الأمريكية أن تعمل وتدعم وتجمع التبرعات، وتُفرض القيود على الجمعيات الخيرية الإسلامية؟! وأضاف الدكتور الوهيبي قائلاً: الحمد لله هناك تفهُّم أكبر الآن لعملنا ولنشاطاتنا وبرامجنا. مؤكداً أن الجمعيات الخيرية الإسلامية لها الحق في العمل الإنساني والإغاثي، ولها الحق في الدعم والمساندة من الدول والحكومات. مشيراً إلى أن الدول الغربية تدعم بقوة الجمعيات التطوعية والإنسانية الأوروبية والأمريكية، وتتيح لها مساحات واسعة من العمل، وكذلك من حق الجمعيات الخيرية الإسلامية أداء دورها الإغاثي والإنساني. وعن العلاقة مع الغرب قال: هناك مجالات للعمل المشترك لا بد أن نعمل من خلالها، ولسنا في موقف ضعف، ولا نريد أن ننتظر بل أن نكون أصحاب مبادرات كما علّمنا ديننا، ونعرّف الآخرين بديننا وثقافتنا وقيمنا ومصالحنا، ونحاورهم ونستمع إليهم، وهناك جاليات مسلمة في الغرب تشكّل عمقاً استراتيجياً للعالم الإسلامي، ولا نقبل أي حصار يُفرض علينا أو على هذه الجاليات المسلمة .