يواصل معهد خادم الحرمين الشريفين كعادته كل عام تقديم الدراسات التخصصية المختلفة؛ وذلك انطلاقاً من عظمة الواجب الكبير الذي يستدعي تحمّل جزء من الأمانة الكبرى تجاه الحرمين الشريفين ليؤدي حجاج بيت الله الحرام مناسكهم بكل يسر وسهولة؛ حيث شارك المعهد لحج هذا العام بدراسات وبرامج في مجالات عدة شملت النقل والإسكان، وتوسعة مصلى النساء في الجهة الشمالية الشرقية للمسجد، وتطوير مقترح لربط مصلى النساء بالروضة الشريفة، وبرنامج نقل الحجاج وسيولمكة و"نمذجة الهواء". 36 دراسة وبرنامجاً وأوضح عميد معهد خادم الحرمين لشؤون الحج الدكتور عاطف بن حسين أصغر، أن المعهد سيقوم هذا العام بإجراء 36 دراسة وبرنامجاً مستمراً، من خلال أقسام البحوث في مجالات البحوث الإدارية والإنسانية والبيئية والصحية والعمرانية والهندسية والإعلامية، إضافة إلى بحوث المعلومات والتقنيات.
وبيّن "أصغر" أن المعهد يسعى لإجراء الدراسات التطبيقية لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من خلال فروع البحوث المختلفة المتعلقة بالحج والعمرة التي تعالج على أسس علمية وتجريبية، مضيفاً أنه سيتم دراسة وتحليل التحديات التي تواجه الجهات ذات العلاقة خلال الموسم البحثي لهذا العام؛ من أجل راحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله عليه أفضل الصلاة.
النمذجة والسيول شملت البرامج والدراسات متابعة سيولمكةالمكرمة؛ حيث تُعتبر السيول من أهم المخاطر التي تتعرض لها منطقة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وفيها تناول البرنامج تطورها سنوياً، وحساب كميات المياه المنصرفة في الوديان الرئيسة والروافد الفرعية بمكة، وكان هدف الدراسة التنبؤ بأماكن الخطورة الناتجة عن السريان السطحي لمياه السيول، ورصد كل التغيرات المناخية، وما يترتب عليها من تغيرات هيدرولوجية في منطقة المشاعر المقدسة.
وتعرض برنامج الحجاج والمعتمرين لملوثات الهواء بمكة والمشاعر، ويعمل هذا البرنامج على تقديم جودة الهواء بالمنطقة المركزية ونمذجة الهواء واستحداث طرق التحكم من ملوثات الهواء، بالإضافة إلى برنامج دراسة مكافحة الملوثات بين دورات المياه وساحات المسجد الحرام.
دراسات عمرانية وسعت دراسة إسكان الحجيج في مكةالمكرمة إلى تطوير معايير للتحكم في أسعار الإيجار والحد من تلاعب السماسرة والارتقاء ببيئة إسكان الحجاج والتحكم في أسعار إسكان الحجيج وتوفير الأمان للملاك والمستثمرين؛ بناءً على الموقع من المسجد الحرام ونوع المبنى وعدد الأشخاص وعدد دورات المياه وعدد الغرف، واشتراطات السلامة المطلوب توافرها ومراجعة اشتراطات بناء السكن للحجاج.
وشملت الدراسات العمرانية توسعة مصلى النساء من الجهة الشمالية الشرقية للمسجد وتطوير مقترح لربط مصلى النساء بالروضة الشريفة؛ وذلك لزيادة الطاقة الاستيعابية لمصلى النساء، وتقليل الاعتماد على القوى البشرية لفصل النساء عن الرجال وقت زيارة النساء.
ومن برامج البحوث الهندسية والعمرانية في حج هذا العام برنامج حركة المركبات والمشاة أثناء الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة؛ حيث يتم فيه حصر أعداد المركبات والمشاة على الطريق أثناء الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة؛ للتعرف على المشاكل والظواهر المتعلقة بالنفرة.
بالإضافة إلى برنامج متابعة نقل الحجاج باستخدام الحافلات الترددية في المشاعر المقدسة حج 1435ه؛ حيث يتم قياس أزمنة ركوب ونزول الحجاج لعينة من الحافلات الخاصة، وقياس أزمنة الانتقال باستخدام الحافلات الترددية من عرفات إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى.
بحوث إدارية وإنسانية وشملت دراسة خدمات مؤسسات الطوافة دراسة ميدانية عام 1435 ه لتطوير آليات العمل في خدمات مؤسسات الطوافة ومعرفة وجهة نظر الحجاج والمطوفين؛ بهدف توصيف طبيعة الوضع الراهن لمؤسسات الطوافة، والتعرف على مستوى أداء العاملين ومستوى خدمات المؤسسة، وتقييم انطباعات الحجاج والمعتمرين.
الخطة الاستراتيجية يشار إلى أن معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج يبدأ اعتباراً من شهر المحرم القادم الخطة الاستراتيجية الخمسية لتحقيق عدد من الاستراتيجيات.
وأوضح الدكتور عثمان القزاز ل"سبق" أن الخطة تشمل عدداً من المحاور، منها التحفيز وتطوير بيئة العمل لإنتاج أرقى الأبحاث ومحور التدريب ونقل المعرفة؛ حيث تصبح البرامج التدريبية التي يقدمها المعهد مقصداً للمهتمين والعاملين في مجال الحج والعمرة، ويكون معهداً شاملاً لمعلومات الحج والعمرة والزيارة؛ وذلك بتطوير منظومة معلوماتية متخصصة وإنشاء مقاييس معتمدة لأداء الحج والعمرة، والاستثمار والتنمية المستدامة، وتوفير مصادر تمويل لدعم الأنشطة والبرامج الخاصة بالمعهد.
إنجازات تُذكر وأشار "القزاز" إلى أن هناك عدداً من المشاريع المهمة والضخمة التي قدمها المعهد، كان منها مشروع جسر الجمرات، وكذلك كان مشروع توسعة المطاف المنفذ مؤخراً، والذي رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف، ومشروع توسعة المسعى الذي ضاعف طاقة السعي أربع مرات.
وأضاف: "من المشاريع المهمة والاستراتيجية التي كان للمعهد دور أساسي في تنفيذها، مشروع الهدي والأضاحي الذي حوّل الهدر إلى عطاء، والتلوث الذي كان يحصل إلى بيئة صحية نظيفة منظمة تليق بشعيرة الذبح وأهدافها النبيلة.
واختتم: "نستطيع القول إن الملتقيات والندوات والمؤتمرات التي يقيمها المعهد سنوياً، لعبت دوراً بارزاً في إثارة الباحثين من جميع دول العالم، وفي استثمار وتوجيه الأفكار والأبحاث والدراسات نحو الأهداف المرجوة والمرسومة بخطط مستقبلية تتلاءم مع خطط وأهداف المملكة؛ للنهوض بمنظومة الحج والعمرة، وتطويرها بشكل مستمر لتكون منظومة متكاملة لخدمة الحجاج والمعتمرين منذ اللحظات الأولى لوصولهم أرض المملكة، مروراً بكل متطلباتهم المعيشية لأداء مناسكهم، وحتى لحظة مغادرتهم بحفظ الله ورعايته للأراضي السعودية".