شن الإعلامي سلمان بن محمد العُمري هجوماً عنيفاً على من أسبغوا على أنفسهم ألقاباً دينية وهم لا يستحقونها ولا تنطبق عليهم, فمن أطلق على نفسه "الشيخ" دون أن يكون مؤهلاً شرعياً, ومن سبق اسمه بلقب "دكتور" ولم يسمع عنه أنه حصل على درجة الدكتوراه أو الماجستير من جامعة معتبرة, أو أعد رسالة علمية نوقشت وحصل بها على هذه الدرجة, مشيراً إلى ظاهرة خطيرة تفشت بين الشرعيين، وهي ظاهرة شراء رسائل الدكتوراه, أو اللجوء إلى جامعات وهمية لشراء هذه الشهادات. وقال العُمري في مقاله، اليوم الجمعة، بملحق "آفاق اسلامية" بجريدة "الجزيرة": في زمن مضى, وقبل عدة عقود, كان المتعلمون في بلادنا قلة قليلة, ولكن العامة من الناس, وإن كانوا غير متعلمين, يزنون الأمور بموازينها, وينزلون الناس منازلهم, ويعرفون مقامات الناس, ويعطون كل ذي حق حقه.. وفي هذا الوقت الذي كثر فيه عدد المتعلمين, أصبحت هناك ظواهر لا تتفق مع ما يفترض أن يكون عليه الحال, ومؤدى ذلك "النفاق الاجتماعي", و "الفشخرة", و "جنون العظمة ", وأصبح الكل يتسابق على الألقاب الزائفة, وأصبح الجميع يتسمون بأسماء وألقاب ليست لهم, ولبسوا عباءات وأثواب غير لائقة بهم !! مضيفاً: ومن هذه الألقاب "الدكتور", و "الشيخ".. وأود التعليق على اللقب الأخير بالذات, وإن كان الأول لا يقل أهمية عنه, ولكن سيأتي ذلك في مقال لاحق بإذن الله.. لقد صدرت توجيهات سامية سابقة بقصر لقب "الشيخ" على علماء الدين, وحملة الشهادات الشرعية, ومن في حكمهم, وبعض الشخصيات كشيوخ القبائل . وقال العُمري: لقد أحسنت وزارة الثقافة والإعلام حينما تحركت للحد من "ظاهرة " تداول هذا الاسم مع من هب ودب, وتعميم لقب "شيخ" على كل من راق له, أو لمحبي هذه التسمية, وهو ممن لا ينطبق عليه هذا المسمى, ولقد كانت وسائل الإعلام من صحافة ومجلات, أو قنوات فضائية سبباً رئيساً مع الأسف، في سياق أخبار اجتماعية أو إعلانات مدفوعة الثمن, أو حتى قصائد, وقد تضمنت اسم الشيخ فلان, والشيخ علان . مشيراً إلى أن وسائل الإعلام هي حارس البوابة على المجتمع, وسلوكياته, وعاداته, وتستطيع التأثير فيه, وتقييد السلبيات الحاصلة في المجتمع, متى ما التزمت الموضوعية أولاً، وقامت بتوعية الناس عن السلبيات, وعدم الإعانة عليها, وإعادة التأكيد من وزارة الثقافة والإعلام على وسائل الإعلام بتنفيذ التوجيهات السامية, سيحد، بإذن الله، من هذه الظاهرة السلبية التي أسيئ فيها استخدام لقب عزيز وغال على الجميع, وأصبحت دارجة حتى على ألسنة البسطاء من العمالة في استرضاء الناس بكلمة "يا شيخ!". وقال: إن هذا الهوس الاجتماعي بالألقاب جعل بعض المهووسين يشترون الشهادات الزائفة بمبالغ مالية, وبعضهم الآخر يحضر تجمعات ويتبرع علناً ليعلن بأنه تم تلقي التبرع من "الشيخ فلان", فما أحوجنا إلى الزمن الجميل الذي كان ينزل فيه الناس منازلهم, وتحفظ مكانتهم بما يليق بهم على حسب مكانتهم العلمية والاجتماعية, وليست المالية والجاه . واختتم العُمري مقاله بالقول : هناك من لم يكتف بلقب "شيخ ", بل جمع إليه لقب "دكتور ", وهو لم يتعد المراحل الأولى من التعليم, ما جعل أحد خفيفي الظل والدعابة يجمع له اللقبين الشيخ والدكتور في كلمة واحدة "الشختور"!!.