1364هجرياً، كان عاماً مختلفاً لدى سكان الجزيرة العربية، وهم يشاهدون تلك الطائرة الصغيرة تُحلق من سماء لآخر وتعانق السحاب؛ حيث بدأوا يرقبونها بنظرات الفضول الممزوج بالخوف من هذا الكائن الغريب، ثم بات المنظر مألوفاً لديهم وهم يشاهدون "ابن الصحراء" الملك عبد العزيز وهو يمتطي صهوتها متخذها وسيلة للتنقل، لتكون تلك "النقلة" نقطة التحوّل، وبذرة النمو لمملكة أصبحت رقماً مؤثراً في السياسة والاقتصاد. قصة أول طائرة تخترق أجواء الجزيرة ويمتلكها المؤسِّس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيّب الله ثراه - هي طائرة أمريكية الصنع تُسمّى "داكوتا" أهداها له الرئيس الأمريكي "روزفلت" عام 1364ه - 1945م، بعد أن التقيا في مصر في العام نفسه.
وأقلعت من مصر تلك "المعجزة" في نظر "الطيبين" في ذلك الزمن، ووصلت إلى جدة، ثم بعد ذلك اتجهت إلى عفيف؛ حيث كان مخيم الملك عبد العزيز هناك، ليمتطي الملك عبد العزيز" و"الأخويا" الطائرة مرةً أخرى من عفيف إلى الطائف.
"داكوتا" لم تنل إعجاب وذهول سكان الجزيرة، وخاصة أهالي "نجد" فقط، بل أعجبت الملك عبد العزيز؛ ليقوم بعدها بشراء 7 طائرات من هذا النوع، وأصبحت ال "داكوتا" هي النواة للخطوط الجوية السعودية، وتشكل منها أول سرب للمواصلات، وكانت تقل في بادئ الأمر المواطنين من جدة إلى الرياض والعكس، وسعتها الاستيعابية 24 راكباً.