جاءت المؤسسات الخيرية والأعمال التطوعية في السعودية نتيجة طبيعية لما تعلَّمه أبناء هذا البلد من تطبيق لتعاليم دينهم وأحاديث نبيهم الكريم التي فُطروا عليها في مساعدة المحتاج ونصرة الضعيف، ولإدراكهم أهمية دور المؤسسات في تطوُّر المجتمعات وتنميتها؛ ما جعلهم يتسابقون صغاراً وكباراً، شيباً وشباباً، في فعل الخير. وتُعتبر مؤسسة العنود الخيرية السعودية إحدى المؤسسات التي ترجمت بشكل عملي تعاليم ديننا، وطبَّقت أحاديث نبينا الكريم التي حضت على فعل الخير، ومساعدة المحتاج، وتنمية المجتمعات، وإغاثة المستغيث.
التكامل الخيري سعت مؤسسة العنود إلى (التكامل) في العمل الخيري مؤمنة بأن (العطاء المسؤول) هو التجسيد الحقيقي للبذل ودعم المستحق؛ إذ اهتمت منذ خطواتها الأولى عام 1420 بمجالات متعددة في أوجه الخير. وتعتبر المؤسسة وقفية، تعود ملكيتها إلى الأميرة العنود، وتعتبر الذراع الاستثمارية لها.
الإنفاق والتمويل تُنفَق العائدات السنوية لتمويل برامج وأنشطة مؤسسة العنود، التي تقدر أصولها ب1500 مليون ريال سعودي، بعائد سنوي 13 %. وتسعى المؤسسة إلى تنمية أصولها ذاتياً، وعبر تحالفات محلية ودولية، بفريق عمل احترافي، وتستثمر معظم أصولها في استثمارات عقارية.
رفعة ديننا وتقدم "العنود" العديد من المنتجات والمساهمات التي عملت بشكل كبير على المساهمة في رفعة ديننا، وتنمية مواهب وطاقات أبنائنا، من خلال برامج مختلفة، منها برامج العناية بالمساجد وعماراتها، وبرامج دعم مدارس ومراكز تعليم القرآن الكريم، إضافة إلى دعم الأنشطة الدعوية والدورات العلمية. وفي شهر رمضان تسهم "العنود" بتقديم برنامجها السنوي لإفطار الصائمين، وبرنامج رعاية الأيتام والأسرة المحتاجة، وبرنامج الحج والعمرة والإغاثة وذوي الاحتياجات الخاصة.. وتقدم مراكز العنود لخدمة القرآن الكريم المنتشرة في مناطق عدة، مثل حائلوالرياض ونجران، العديد من الخدمات الإيمانية لحفاظ كتاب الله - عز وجل -. كما تتعاون المؤسسة مع (مركز وارف لتنمية الشباب)، بوصفه أحد المراكز المتخصصة، الذي يهتم بتأهيل وتنمية الشباب، وتعزيز مشاركتهم في البرامج الخيرية والتطوعية، وتبني واحتضان مبادرات ومشاريع شبابية نوعية؛ ليكون ساحة تتلاقى فيها القيادات الشابة بمراكز النفوذ والتأثير، إضافة إلى المراكز الأخرى.
توطين الوظائف وأدرك القائمين على "العنود" أهمية الطاقات الشبابية السعودية؛ فاتجهت رؤية أعضاء مجلس الأمناء والمجلس النسائي والجهاز التنفيذي، تحت راية الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، إلى الاهتمام بتوطين الوظائف، وتعيين مختصين وقياديين وطاقم فني للاستثمار والعمل الخيري في مشاريع المؤسسة. وقد بلغت نسبة السعودة في المؤسسة 72 %. ولم تغفل المؤسسة دور المرأة في أعمالها الخيرية؛ إذ بلغت نسبة التوظيف من السيدات 53 %.
خدمات اختصاصية وقد أخذ الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود على عاتقه وفكره تقديم كل ما هو مميز، ويخدم به دينه وأبناء وطنه، لتنفيذ وصية الأميرة العنود، من خلال طرح الأفكار الجديدة، والعمل على بناء المراكز التي تقدِّم عدداً من الخدمات النوعية والاختصاصية في مختلف المجالات، فكان يشرف بكل وقته على مختلف المشاريع ومراكز مؤسسة الأميرة العنود بكل طاقة وتفانٍ في الجهد.
وأثمرت تلك المتابعة عن العديد من المراكز التي تخصصت في خدمة فئات وشباب المجتمع، منها مركز العنود للتدريب الدولي، الذي يُعنى بالتدريب والتنمية الذاتية والمجتمعية، من خلال تقديم برامج نوعية ذات مضامين تمكينية واحترافية، بالتعاون مع جهات ذات خبرات عالمية ووطنية، وفق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة الأُم.
وكان آخر تصريح للأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الأمناء رئيس اللجنة التنفيذية، قد أكد أن مؤسسة الأميرة العنود - رحمها الله - تسعى من خلال مراكز التمكين إلى تنمية بشرية واسعة، تشمل جميع فئات المجتمع من الذكور والإناث والأطفال والشباب، ومن ذوي الإعاقة أيضاً، وهو ما نراه اليوم جلياً بجهود مستمرة ومكثفة من خلال القائمين على هذه المراكز في المؤسسة. وكان ذلك التصريح على هامش توقيع المؤسسة اتفاقيتها مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.
ذوو الإعاقة لم تغفل أفكار القائمين على تلك المؤسسة احتياجات أبناء هذا الوطن من ذوي الإعاقة؛ وتم إحداث مركز العنود لخدمات الصم "تواصل"، الذي يُعتبر أحد مشاريع مركز الأميرة العنود لتنمية ذوي الإعاقة (قادر)، وهو مركز متخصص، يحتضن مشاريع وبرامج ذوي الاحتياجات الخاصة التطوعية وغيرها، مع توفير جميع المتطلبات المادية والكوادر البشرية التي تنفذ تلك البرامج والمشاريع بصورة مميزة، وتكوين قاعدة بيانات وعلاقات تشاركية مع البرامج والمراكز والجمعيات ذات الاهتمام المشترك والقطاعات الحكومية، للقيام بالتهيئة والوعي وتقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة.
ولم تتوقف رؤى وأفكار القائمين والمشرفين على مؤسسة العنود على ما تم إنجازه فحسب، بل على العكس تماماً؛ ما زالت الأفكار والمشاريع تقدَّم يوماً تلو الآخر.