أرجع وكيل جامعة الملك سعود لتطوير الأعمال الدكتور محمد بن أحمد السديري، ثمار القفزات الحضارية التي تشهدها المملكة حالياً، إلى البذور التي كان قد غرسها المؤسس الملك "عبدالعزيز" -رحمه الله- قبل قرن من الزمان؛ لتؤتي أُكلها لمجتمع المملكة والشعوب الأخرى على مرّ العقود. وقال "السديري" إن المشاريع الكثيرة في العهد الميمون ما زالت في طور العطاء، فمن مركز الملك عبدالله المالي، إلى مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، ثم صدور أمره الكريم بإنشاء (11) ملعباً رياضياً موزعة على مناطق المملكة المختلفة، وإطلاق مشروع النقل في مدينة الرياض، الذي سيغيّر الكثير، وسيمثل نموذجاً حضارياً يضاف إلى النماذج الأخرى المشرقة، ما زلنا نعيش فرحتها مع الذكرى ال 84 لتأسيس البلاد.
وأضاف: "اليوم الوطني مناسبة غالية تعطر ذاكرتنا في كل عام، ويعيش الوطن بكل أطيافه ومناطقه المختلفة أجواءً احتفالية تبعث السعادة في النفوس، يتم خلالها استذكار حجم المنجز الذي تحقق في عهد الملك المؤسس، طيب الله ثراه.
وأشار "السديري" إلى أن الثقل الدولي الذي تتمتع به المملكة اليوم كان نتاجاً لمنهج عبقري اختطّه ملك أحسن التأسيس والبناء، استثمر ذكاءه المتوقد، وحُسنَ استشرافه للمستقبل في التأثير والقيادة، حتى استطاع أن يجمع الأشتات، ويوحد القبائل ويوثق اللحمة، ويحارب الجهل والعصبية، وينشر الفضيلة على أساس متين تمثلَ في الدين وإعلاء القيم الإسلامية وحماية العقيدة، وهو يُرجع الفضل دوماً وأبداً إلى الله تعالى على منجز التوحيد، ويظهر ذلك جلياً في مقولته: "لقد أسّستُ هذه المملكة دون معين، لقد كان الله القدير معيني وسندي. وهو الذي أنجح أعمالي".
وأضاف: "المنهج الذي سار عليه الملك المؤسس -طيب الله ثراه- هو ذات المنهج الذي حافظ عليه أبناؤه الملوك من بعده، فازدهرت المملكة، وتفجرت خيراتها، وأفاء الله تعالى عليها بنعمه ظاهرة وباطنة، حتى أصبحت المملكة -يحفظها الله- محط الأنظار، ومهوى الأفئدة، تُعلي من شأن الإنسانية وتسهم في إغاثة الملهوفين في شتى أقطار الأرض.
وبيّن الدكتور "السديري" في معرض حديثه أن سنوات عديدة مضت منذ بزوغ فجر التأسيس والتوحيد للمملكة في العام 1351ه والإنجازات تتوالى، والهمم لا تفتر أو تخبو، مدفوعة بحب الوطن وخدمة المواطن، وظللت المملكة عهود متواصلة من التطوير والإنجاز، واليوم ترفل المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- في ثوب العز والتمكين، وتشهد نهضة غير مسبوقة.
وعرّج وكيل الجامعة على الاهتمام الخاص من لدن خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- بالمشاعر المقدسة، فكان مشروع قطار الحرمين السريع، ومشروع قطار المشاعر المقدسة، وتوسعة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز للحرم المكي الشريف، وتوسعة المسجد النبوي الشريف، ومنشأة الجمرات الحديثة، وساعة الحرم المكي، ومشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة.
وأكد أن التعليم في عهد خادم الحرمين حظي بنقلة جذرية، إذ تضاعف عدد الجامعات في المملكة، وتم إنشاء المدن الجامعية، والتوسع في قبول الطلاب والطالبات، وتسهيل الابتعاث أمام الراغبين من أبناء الوطن، وغيرها من المشروعات التعليمية التي لا يتسع المقام لذكرها، والتي يمكن تصورها بتصور حجم ما خُصص لها ضمن موازنة الدولة، حيث تم تخصيص ربع موازنة الدولة للإنفاق على التعليم العام والعالي.