قال صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن مشاري بن عبدالعزيز إن اليوم الوطني؛ ذكرى غالية تستحق الاحتفال والابتهاج، والوقوف عندها بتأن، والتعمق في معنى التأسيس والتوحيد وقيام المملكة العربية السعودية بمواصفات متكاملة،حيث ولدت المملكة قوية ناضجة عملاقة، وفي زمن قياسي أصبحت رقما صعبا على الخارطة الدولية،لا يمكن تجاوزها أو إهمالها أو القفز عليها، واستطاعت أن تجمع بين الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، وحباها الله قيادة رشيدة تتمتع بالحكمة والرأي السديد وحسن السياسة ورجاحة العقل، سلكت منهج المؤسس فتحقق على يديها بفضل الله كل ما رسمه الملك عبد العزيز رحمه الله من آمال وتطلعات وهو يضع اللبنات الأولى لهذا الكيان الشامخ الكبير. وأضاف: إن المنجزات التي تحققت في مختلف المراحل منذ التأسيس تنامت بوتيرة متصاعدة في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وشكلت السمة الواضحة لهذا العهد الميمون حيث تم التوسع في التعليم أفقيا ورأسيا، لاسيما مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، وتم تطوير المرافق الصحية، وإنشاء المزيد من المدن الطبية والاقتصادية وتطوير مرفق القضاء، والارتقاء بكفاءة الأجهزة الحكومية، والتوسع في المشاريع الاستثمارية والطرق والقطارات، وتوسعة الحرمين الشريفين، وحقا هذا العهد هو عهد المعرفة وبناء الانسان، وقد انعكس ذلك على الوفرة والاستقرار والرخاء، وقوة الاقتصاد، وتصاعد حجم الموازنة العامة بشكل مطرد. وقال ان هذه المنجزات تجسد الرؤية العميقة التي ارتكزت عليها قواعد التأسيس، ولبنات البناء، على يدي الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله- ورجاله المخلصين، وتعكس القيم والمبادئ التي قامت عليها المملكة العربية السعودية، ويجيء احتفالنا بهذا اليوم من كل عام عرفانا بتلك الجهود، واعتزازا وافتخارا بتلك العبقرية التي أسست المملكة بهذه المواصفات الخاصة. المفهوم الشامل للوطنية يحتم علينا جميعا، النظر للمنجزات التي تحققت في مختلف القطاعات بعين الحمد والشكر وبعين التقدير، كما يفرض علينا أن نخلص في الحفاظ على هذا الكم الهائل من المنجزات المتتالية والمتنامية التي نقلت المملكة من واقعها قبل التوحيد والتأسيس إلى حالها اليوم وهي تحاكي العالم الحديث وتجاري تطورات العصر في شتى الميادين. وقال سموه في ختام تصريحه: هذه الذكرى مناسبة عظيمة تتوحد فيها المشاعر، وفرصة ثمينة تلتقي فيها الكلمة، وتوحد الصفوف في مواجهة المهددات مهما اختلف حجمها ومصدرها وزمانها، لأن حب الوطن والوفاء له يتجاوز حدود المظاهر الاحتفالية، ويشمل بذل كل غال ونفيس لأجل حمايته وصون مقدراته، والذود عنه بكل الوسائل، والحفاظ على أمنه واستقراره ولحمة أبنائه.