يُنتظر أن تسجل موسوعة جينيس للأرقام القياسية غداً الثلاثاء إنجاز المملكة العربية السعودية للرقم القياسي العالمي لأعلى سارية علم في العالم. وستُوَثّق "جينيس" للأرقام القياسية إنجاز مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية، وأمانة محافظة جدة في، إنشاء أعلى سارية عَلَم في العالم، والتي سيتم تدشينها غداً، بالتزامن مع احتفالات المملكة باليوم الوطني ال 84.
وأعلن المُحَكّم الرسمي في "جينيس" للأرقام القياسية برافن باتيل، أن سارية العَلَم المقامة في جدة بميدان خادم الحرمين الشريفين، تُعتبر الآن هي أطول سارية عَلَم في العالم، واستوفت كل الشروط الخاصة لإنجاز هذا الرقم القياسي، ويتبقى استيفاء الشرط الأخير بتثبيت العلم ورفعه على السارية؛ لكسر الرقم القياسي في طاجيكستان بارتفاع 165 متراً.
ونجحت مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية -بالتعاون مع أمانة محافظة جدة- في تنفيذ هذا المشروع بكل اقتدار على أعلى التقنيات والمستويات الفنية العالمية، واستخدمت أعلى المعايير الهندسية المختصة في هذا الجانب؛ سواء في التصميم أو التنفيذ؛ حيث تم اختيار هذه السارية لتكون الأعلى على مستوى العالم، بعد التأكد من مطابقة المشروع للمعايير والمواصفات العالمية التي طُبّقت في تصميم وتنفيذ السارية للوصول بها إلى أعلى درجات الأمان الممكنة للحفاظ على متانة التنفيذ والإنشاء وقدرتها على الاستمرار.
ويُعتبر هذا المشروع أحد المبادرات التي تَبَنّتها ونفّذتها مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية، بالتعاون مع أمانة محافظة جدة؛ هدية منها للوطن الغالي، وعرفاناً بالحب الذي يحمله كل مواطن تجاه هذه الأرض الطيبة.
وقال المدير العام التنفيذي لمبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية الدكتور إبراهيم باداود: "إن هذا المشروع العملاق يمثل أحد أهم المشاريع التي أنجزتها مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية؛ لتأكيد الولاء والحب لهذا الوطن".
وأضاف: "شرف كبير لنا أن نقوم ببناء أعلى سارية عَلَم في العالم، بالتعاون مع أمانة محافظة جدة، وأن تحمل هذه السارية علَم المملكة العربية السعودية، وتكون في ميدان خادم الحرمين الشريفين، وسيكون هذا المشروع مَعْلماً بارزاً ومميزاً في مدينة جدة يفتخر به كل مواطن سعودي".
وتَطَرّق "باداود" إلى أن فكرة العَلَم والسارية بهذا الارتفاع جاءت منذ عامين، من خلال قيام رئيس مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية المهندس محمد عبداللطيف جميل، بالتقدم إلى أمين محافظة جدة بفكرة إنشاء مَعْلَم وطني يُقدم هدية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بمناسبة عودته سليماً معافى إلى الوطن بعد رحلته العلاجية.
وقال: "لقد وجدت هذه الفكرة كل الدعم والتقدير من أمانة محافظة جدة؛ لتكون هذه المبادرة تعبيراً عن الحب والولاء الذي يُكِنّه أبناء هذه البلاد لوطنهم، وتبنّته مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية، وسخّرت له كل الإمكانيات الفنية والتقنية والمادية.
وأثنى الدكتور "باداود" على الدور الذي قامت به أمانة محافظة جدة في اختيار الموقع المناسب لإقامة هذه السارية، وتسهيل أعمال التنفيذ لمبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية؛ مشيراً إلى أن أمانة محافظة جدة كانت من العوامل الرئيسة لنجاح تنفيذ هذا المشروع؛ لكي يكون معلماً وطنياً وتاريخياً بارزاً ومميزاً في محافظة جدة، كما قدّم شكره لشركة "البابطين" المقاول الوطني والرئيس للمشروع، على إنجازهم للمشروع.
وقد تم البدء الفعلي في إنشاء هذا المشروع في 16 أكتوبر من العام 2012؛ حيث اختيرت شركة "البابطين لبلانك"؛ لتكون المقاول الرئيس لهذا المشروع، والتي سخرت كل إمكانياتها وقامت باختيار أفضل الجهات الاستشارية والمصانع العالمية والمحلية لتصميم وتوريد التقنيات الحديثة والحديد اللازم لتصنيع الأنبوب الرئيس للسارية، والذي تم تصنيعه خصيصاً في مصانع شركة "سوكومنين" في تونس، وتم استيراد الحديد من كل من ألمانيا وإيطاليا وكوريا وهولندا.
وكشف المهندس المشرف على تنفيذ المشروع من شركة عبداللطيف جميل "شريف البحار"، أن هناك العديد من التحديات التي واجهت تنفيذ المشروع؛ ولعل من أبرزها وأهمها في بداية تصميم المشروع: وجود نفق طريق الأندلس، الذي يقع بالقرب من المشروع؛ ولذلك تم اختيار الموقع الخاص بالأساسات على بُعد آمن؛ بحيث لا يتأثر النفق من وجود السارية حسب الدراسات الهندسية والاستشارية؛ إذ تم تحديد المسافة الآمنة بين حدّ النفق وحدّ أساسات قاعدة السارية ب 18 متراً، كما أُخِذ في الاعتبار أثناء التصميم مقاومة السارية للزلازل.
وأوضح "البحار" أن الميدان يحتوي على العديد من المكونات، إضافة إلى سارية العلم، والتي من أهمها وأبرزها مجسم الشعار الرسمي للمملكة العربية السعودية (سيفان بطول 75 متراً لكل منهما ونخلة بطول 85 متراً) في وسط الميدان، الذي تتجاوز مساحته 26 ألف متر مربع.
أما العَلَم؛ فإنه سيكون الأكبر مرتفعاً فوق السارية؛ حيث تم تصنيعه خصيصاً لهذا المشروع بمقاسات تبلغ 49.5 م طولاً و33 م عرضاً، بمساحة إجمالية 1635 متراً مربعاً، ويزن 570 كيلو جراماً؛ مشيراً إلى أن هذه المساحة تعادل 50% من مساحة ملعب كرة قدم.
وقد تم لهذا المشروع استخدام عدة أنظمة وتقنيات حديثة؛ من بينها وحدة للحمل والتحكم في دوران العلم حسب اتجاه الرياح. ونظام قياس اتجاه وسرعة الرياح، ونسبة الرطوبة، وشدة المطر، ونظام الإنارة التحذيري للطائرات، ونظام امتصاص الاهتزازات الناتجة عن سرعة الرياح، وثبات سارية العلم، ونظام مقاومة الحريق داخل سارية العلم، بالإضافة إلى نظام متكامل لسارية العلم، مع إضاءة خاصة أثناء المناسبات الوطنية.