تجاوباً مع "حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني الشقيق" تسابق الجميع في أنحاء المملكة كافة على التبرع للمتضررين. وقد بدأت الحملة بتبرع سخي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قدره عشرون مليون ريال. وكان خادم الحرمين قد وجّه مساء أمس بإطلاق الحملة للوقوف مع الشعب الباكستاني الشقيق لمواجهة ما ألمّ به من جراء الفيضانات التي اجتاحت باكستان مؤخراً، وألحقت الضرر بالسكان والممتلكات. وقدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، تبرعاً سخياً قدره عشرة ملايين ريال لحملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني الشقيق، وقدم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تبرعاً قدره خمسة ملايين ريال . وقد باشرت لجان الحملة عملها في مختلف المناطق؛ حيث توافد المواطنون والمقيمون إلى أماكن جمع التبرعات لتقديم التبرعات المادية والعينية تجاوباً مع التوجيه الملكي . وقد بدأت الحملة عبر القناة الأولى في التليفزيون، وشارك فيها عدد من العلماء والمشايخ. وقد وجّه سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ كلمة، حثّ فيها المواطنين والمقيمين على التجاوب مع النداء الملكي، وتقديم ما تجود به أنفسهم لإغاثة إخوانهم، وقدّم سماحته تبرعا شخصيا قدره مائة ألف ريال. وتحدث رئيس المجلس الأعلى للقضاء عن دور المملكة الإغاثي، وتقديم الدعم لأبناء الأمة الذين يتعرضون للنكبات والكوارث. وتحدث الفقيه الشيخ الدكتور عبد الحكيم بن محمد العجلان عن دور قادة المملكة العربية السعودية في إغاثة إخوانهم، وقال د. العجلان: إن هذه هي رؤيتنا، وهذا هو منهجنا في الدعم والإغاثة، من منطلق أخوّة في الدين والعقيدة . وباشرت لجنة حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني الشقيق في منطقة الحدود الشمالية مهامها لجمع التبرعات النقدية والعينية لصالح الحملة في مقر الغرفة التجارية الصناعية بمدنية عرعر . ويشرف على أعمال اللجنة صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية الذي حث المواطنين ورجال الأعمال وفاعلي الخير على المسارعة في التجاوب مع الحملة لمساعدة المتضررين في باكستان. واعتمد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف تشكيل لجنة لجمع التبرعات العينية لحملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني الشقيق التي بدأت مساء أمس. وتستقبل اللجنة التبرعات في مركز الأمير عبدالإله الحضاري ابتداء من الليلة. وأعربت باكستان عن ترحيبها بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بإطلاق حملة شعبية شاملة لمؤازرة الشعب الباكستاني في كارثة الفيضانات المدمرة التي ضربت أنحاء مختلفة من باكستان. أوضح ذلك وزير الإعلام الباكستاني قمر الزمان كايرة في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم في إسلام آباد، ونقلته وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية . وقال كايرة: أشكر المملكة العربية السعودية نيابة عن حكومة وشعب باكستان على دعمها المستمر للشعب الباكستاني والوقوف إلى جانب باكستان في محنتها . وعبّر عن تقدير باكستان وامتنانها لخادم الحرمين الشريفين على توجيهه أيده الله بإطلاق حملة شعبية شاملة لمؤازرة الشعب الباكستاني وجمع التبرعات لإغاثة المتضررين من جراء الفيضانات. وأكد رئيس الهيئة الوطنية الباكستانية لإدارة الكوارث الجنرال نديم أحمد أن المملكة دائماً في مقدمة الدول التي تهب لمساندة الشعب الباكستاني في كل الظروف والمحن . وقال الجنرال نديم أحمد: "هذا ما نراه اليوم من خلال الجسر الجوي السعودي الإغاثي الذي سيّرته القيادة الرشيدة لتقديم المساعدات العاجلة إلى الشعب الباكستاني المتضرر من جراء كارثة الفيضانات التي اجتاحت أنحاء مختلفة من البلاد". وشدد رئيس الهيئة الوطنية الباكستانية لإدارة الكوارث على أن المملكة تسبق الكل في إرسال المساعدات الإغاثية، وأن مساعداتها تتميز بمطابقتها مع الحاجة وفقاً لنوع الكارثة، كما أن الجسر الجوي السعودي يتميز بأنه ينقل المساعدات للمنكوبين، ويساعد السلطات الباكستانية في توصيل المساعدات في المناطق المنكوبة بالفيضانات لوصول رحلاته في المطارات القريبة منها. وأشاد بمتانة العلاقة الأخوية التي تربط جمهورية باكستان الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، مبيناً أنها علاقة صداقة عريقة تمتد لأكثر من نصف قرن بين شعبين شقيقين، وصداقة صمدت أمام الكثير من اختبارات الزمن، وتجسد مفهوم معرفة الأصدقاء عند الشدائد. وأشار الجنرال نديم أحمد إلى أن التاريخ يشهد بأن السعوديين كانوا بجانب باكستان كلما مرت بها أي ظروف صعبة، وأن المملكة تسارع في مساعدة الشعب الباكستاني قبل إطلاق مناشدة المجتمع الدولي. وقال: "شاهدنا ذلك عندما وقعت كارثة الزلزال المدمر في أكتوبر 2005م، وعندما ابتلت باكستان بعملية النزوح الداخلي في المناطق الشمالية بسبب الحروب الداخلية، واليوم عندما حلت كارثة الفيضانات المدمرة". ورفع رئيس الهيئة الوطنية الباكستانية لإدارة الكوارث شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على وقفاتها الإنسانية المستمرة إلى جانب الشعب الباكستاني. منوهاً بحرص سفارة خادم الحرمين الشريفين في باكستان وتنسيقها مع الجهات الباكستانية المعنية لعملية وصول رحلات الجسر الجوي السعودي إلى المناطق المتضررة لضمان سرعة وصولها إلى المتضررين. وتعهد البنك الدولي اليوم بتخصيص مبلغ 900 مليون دولار لمساعدة باكستان بعد الفيضانات التي شهدتها، وأدت إلى تضرر 14 مليون شخص بحسب التقديرات. وجاء في بيان للبنك أن حكومة باكستان طلبت من البنك الدولي دعماً مالياً بمبلغ 900 مليون دولار تقريباً، وقد تعهدنا بتقديمها. وأضاف "التمويل سيأتي من صندوق البنك الدولي للدول الفقيرة (الجمعية العالمية للتنمية)، من خلال إعادة توزيع للمشاريع المبرمجة حالياً أو للأموال غير المصروفة التي تدرها مشاريع قيد التنفيذ". وتابع بيان البنك الدولي، وفق ما نشرته وكالة الصحافة الفرنسية: "تظهر معلومات أولية أن أكثر الأضرار المباشرة الناجمة عن الفيضانات سُجّلت في مجال السكن والطرقات وقنوات الري والزراعة". مبينا أن قيمة الأضرار في المجال الزراعي بلغت مليار دولار. وخصص البنك الدولي مبلغ 1.3 مليون دولار لعملية تقدير حجم الأضرار، ولشراء سفن إنقاذ وصلت بالفعل إلى باكستان. أكد التنسيق على مدار 24 ساعة مع السلطات الباكستانية السفير السعودي: نحرص على وصول المساعدات للمتضررين الباكستانيين في أماكنهم
واس - لاهور: أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية باكستان الإسلامية عبد العزيز بن إبراهيم الغدير، أن المملكة العربية السعودية أول من قدم يد المساعدة إلى الشعب الباكستاني لدعمه في إغاثة المتضررين من جراء الفيضانات الكارثية التي اجتاحت مناطق واسعة في باكستان مؤخراً، والوقوف إلى جانب الشعب الباكستاني الشقيق في محنته التي يمر بها، والتأكد من وصول المساعدات للمتضررين في أماكنهم. وقال: "انطلاقاً من حرص واهتمام المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (حفظه الله) على تلبية مناشدة الحكومة الباكستانية، فإن المملكة سارعت ومنذ اللحظة الأولى في تسيير جسر جوي إغاثي إلى باكستان لنقل المساعدات العاجلة إلى مختلف المدن الباكستانية، وتوصيلها إلى المتضررين في المناطق المنكوبة ". وأفاد أن سفارة المملكة في إسلام آباد تعمل على مدار 24 ساعة للتنسيق المباشر مع السلطات الباكستانية وهيئة إدارة الكوارث والأزمات الوطنية لمتابعة وصول رحلات الجسر الجوي الإغاثي إلى المطارات الباكستانية، وسرعة نقلها إلى المتضررين في مناطقهم، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية للجسر الجوي بدأت في 12 أغسطس لنقل المعونات العاجلة إلى مدن إقليم البنجاب الذي زحفت إليه موجة الفيضانات، وخاصة إلى مدينة لاهور عاصمة الإقليم، ومدينة مولتان كبرى مدن الشطر الجنوبي للإقليم. وبين أن المملكة حرصت على أن تكون المواد الإغاثية التي تحملها المساعدات متنوعة بحسب حاجة المتضررين لتؤدي الهدف المرجو منها في مساعدتهم، موضحاً أن لقاءه مسؤولي الإغاثة وزياراته للمواقع المتضررة للاطلاع على حاجات المنكوبين، ومتابعة وصول المساعدات وعملية تسليمها للجهات الباكستانية، كان دليل حرص على وصول المساعدات للمتضررين في أماكنهم، مؤكداً أن ما تقوم به المملكة يجسد متانة العلاقات العريقة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.