أعلنت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء السعودية والمنطقة العربية تشهد قبل شروق شمس الثلاثاء القادم، البدر العملاق الثالث والأخير خلال العام 2014 وذلك بعد 22 ساعة من وقوعه في "الحضيض" كأقرب نقطة في مداره من الأرض. وبيَّن رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة أن القمر يصل طور البدر المكتمل عند الساعة 4:39 فجراً بتوقيت مكةالمكرمة، ويكون مرصوداً في الأفق الغربي من قبة السماء، ويكون على مسافة 359 كيلومتراً، وذلك بعد 22 ساعة فقط من وقوعه في "الحضيض" أقرب نقطة في مداره من الأرض.
وأضاف: "وبعد غروب شمس الثلاثاء ومع بدء اختفاء الشفق من السماء وليس مع غروب الشمس سوف يشرق القمر شبيه البدر؛ لأن مرحلة البدر المكتمل حدثت وتم تجاوزها، ولكن لن يلاحظ ذلك بالعين المجردة، ويظل القمر مشاهداً طوال الليل".
وأوضح: "وعادة تطلق تسمية العملاق على القمر سواء كان في المحاق أو البدر عندما تكون المسافة بين مركز الأرض ومركز القمر أقل من 361 كيلومتراً، وهذه التسمية في الأساس ليست فلكية ولكنها ظهرت منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، ومؤخراً أصبحت منتشرة بشكل كبير، وقبل هذا المصطلح كانت تطلق تسمية "بدر الحضيض" أو "محاق الحضيض".
واستكمل: "لن يكون هناك تأثير للبدر العملاق على الكرة الأرضية على الرغم من أن انتظام الشمس والقمر على خط واحد يتسبب في زيادة صغيرة في النشاط التكتوني فإن تأثير البدر العملاق على الأرض سيكون ثانوياً، ولا توجد علاقة ذات أهمية تربط بين البدر العملاق والكوارث الطبيعية، مثل زيادة مستويات النشاط الزلزالي أو البركاني أو حدوث حالات غير اعتيادية في الطقس".
وبيَّن: "فيما يتعلق بالمد والجزر ففي كل شهر عندما يكون القمر بدراً تكون الشمس والأرض والقمر تقريباً على خط واحد في الفضاء، ويكون المد والجزر على غير المعتاد؛ وذلك نتيجة اتحاد قوة جاذبية الشمس والقمر، ولكن عندما يكون القمر في الحضيض فإن التأثير يكون أكبر ويحدث أعلى مد بحري خلال الأيام التالية، لكن الاختلاف صغير ولن يؤثر على توازن طاقة الأرض الداخلية؛ لأنه يحدث مد وجزر كل يوم، وسوف يلاحظ القاطنون على طول سواحل المحيطات أعلى مد، ولكن لا يُرجَّح حدوث فيضانات".
ونوَّه إلى أن هذا البدر العملاق يطلق عليه "قمر الحصاد"، وهذه التسمية تطلق على كل قمر بدر يقع بالقرب من الاعتدال الخريفي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويتميز هذا القمر عدا كونه بدراً عملاقاً بأنه في المعدل القمر يشرق متأخراً 50 دقيقة كل ليلة، ولكن ليس قمر الحصاد، ففي خطوط العرض الوسطى الشمالية قمر الحصاد يشرق متأخراً بنحو 35 إلى 40 دقيقة لبضع ليالٍ متعاقبة، وفي أقصى خطوط العرض الشمالية يشرق متأخراً بنحو 15 دقيقة لبضع ليالٍ متتالية.
وأشار إلى أن عادة القمر البدر في سبتمبر في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يطلق عليه "قمر الحصاد"، ولكن في السنة التي يقع القمر بدراً في بداية أكتوبر فإن ذلك القمر البدر يكون قمر الحصاد أيضاً، وهذه الظاهرة حدثت آخر مرة في 4 أكتوبر 2009 وسوف تحدث من جديد في 6 أكتوبر 2017، مضيفاً أن شهري سبتمبر وأكتوبر في توقيت البدر المكتمل يشرق القمر قريباً إلى وقت غروب الشمس لبضع ليالٍ متعاقبة في النصف الشمالي للكرة الأرضية، وكأنها عدة أقمار بدر وليس بدراً واحداً، هذه ظاهرة قمر الحصاد وسوف ترصد العام الحالي في 8 و 9 و 10 سبتمبر.
واختتم: "إذا تمت ملاحظة شروق القمر فسوف يرصد أنه يشرق شمالاً إلى يسار الموقع الذي أشرق منه الليلة السابقة، وهذا بالنسبة للراصدين سواء في النصف الشمالي أو النصف الجنوبي من الكرة الأرضية".
يُذكر أنه خلال العام الجاري 2014 حدث في سماء السعودية والمنطقة العربية خمسة أقمار عملاقة اثنان منها كانا في المحاق في 1 و 30 يناير ولم يكونا مرصودين، وثلاثة أقمار بدر في يوليو وأغسطس وسبتمبر.