صدر عن دار "ثرى ريفيرز برس" الأمريكية كتاب "أنا نجود.. عمري عشر سنوات ومطلقة" عن أشهر طفلة في العالم العربي، اليمنية نجود أحمد علي، التي حصلت على الطلاق من زوجها وعمرها 10 سنوات؛ ليتم تكريمها بوصفها إحدى أهم نساء العام 2008، وظهرت صورها في نيويورك تايمز ولوس أنجلوس تايمز ومجلة تايم. وقدّم موقع "راندوم هاوس" لتسويق الكتب عرضاً للكتاب الذي جاء تأليفه مشتركاً بين الطفلة نجود والمؤلفة الأمريكية ديلفن مينوي. تقول نجود في مقدمة الكتاب: "إنني فتاة قروية بسيطة، أطيع دوماً أوامر والدي وإخوتي. تعلمت منذ الأزل أن أقول نعم لكل شيء، واليوم قررت أن أقول لا". ويروي الكتاب "السيرة الذاتية" لنجود علي التي أثارت زوبعة إعلامية في كل من اليمن والشرق الأوسط والولايات المتحدةالأمريكية؛ لأنها أُجبرت من قِبل والدها على الزواج من رجل يكبرها في العمر ثلاث مرات. وتروي المؤلفة الأمريكية عن الطفلة نجود كيف أُرسلت بعيداً عن أهلها وأخواتها المحببين، وعاشت مع زوجها وعائلته في قرية نائية في الريف اليمني. وهناك عانت يومياً من الإيذاء الجسدي والعاطفي من قِبل والدة زوجها، وفي المساء على يد الزوج القاسي، ضارباً عرض الحائط بالوعد الذي قطعه بعدم ممارسة الجنس مع الطفلة إلى أن تكبر؛ فقد فَضَّ بكارتها في ليلة الزفاف عندما كانت في عمر عشر سنوات! ومع عدم قدرتها على احتمال المزيد من الألم والضغط هربت نجود من المنزل إلى محكمة العاصمة، وسدَّدت كلفة سيارة الأجرة من الدراهم القليلة الثمينة الموفَّرة لطعامها. وعندما علمت المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان شذى ناصر عن الطفلة الضحية تبنَّت قضيتها. ومنذ انتصارهم الذي لم يسبق له مثيل في إبريل 2008 كان تحدي نجود الشجاع لتقاليد زواج الأطفال في اليمن قد استقطب عاصفة من الاهتمام العالمي. وقد حثت قصتها على التغيير في اليمن وفي دول شرق أوسطية أخرى؛ حيث بدأت العديد من الدول تعيد النظر في قوانين زواج القُصّر. وقد كُرّمت نجود علي مؤخراً إلى جانب هيلاري كلينتون وكونداليسا رايس بوصفها إحدى أهم نساء العام. وتقودنا المؤلفة ديلفن مينوي مع الطفلة نجود علي من الشوارع السحرية ذات العبير في مدينة صنعاء القديمة إلى الأحياء الفقيرة ذات الأبنية الأسمنتية والقرى الريفية في هذه الأرض العريقة. وتتناول الكاتبة مينوي قصة نجود بشكل بسيط ومباشر، وتعرض المشاهد المؤلمة التي عاشتها نجود. وتُنهي الكتاب بالانتصار الكبير، مع وعد من نجود بالكفاح من أجل التغيير وحماية صغيرات أخريات، ولكنها لا تعد باستعادة حياة الطفولة لهذه الفتاة، التي تبلغ الآن من العمر 12 عاماً، وإنْ مُنحت فرصة نادرة بعودتها إلى المدرسة لتبدأ حياة طفولتها ثانية. ويرى النقاد أخيراً أن أهمية هذا الكتاب المثير ربما تكمن في معالجة التغيرات الاجتماعية التي يواجهها اليمن بشكل أفضل من أي عمل بحثي. ديلفين مينوي كاتبة صحفية أمريكية، تعيش في بيروت، وهي متخصصة في شؤون الشرق الأوسط منذ عام 1997، وحائزة جائزة ألبرت لودرز.