تركي العبدالحي- سبق- الخبر: اتهم الإعلامي عبدالعزيز بن سعد السويلم المدير السابق للبرامج في قناة "المجد الفضائية" الدراما العربية بنشر التخلف من خلال تعميم العيوب وتطبيعها في نفوس المجتمع، مضيفاً أنها أصبحت أقرب إلى "دور أزياء وموضة، تُصَدِّر القوالب المشينة إلى صفوف المراهقين والمراهقات". وقال السويلم في حوار مع "سبق" إنه غير متفائل بشأن قدرة الدراما الإسلامية على المنافسة في المدى القريب، وإن كان بالإمكان تحقيق نجاح كبير على المدى الأبعد إذا وظفت الإمكانات المتاحة بشكل صحيح. ويأتي حديث السويلم ضمن سلسلة لقاءات ستجريها "سبق" مع عدد من كبار الإعلاميين والنقاد لتقييم ما سيتم عرضه على شاشات القنوات العربية خلال شهر رمضان المبارك. وبين السويلم أن الدراما العربية تؤدي دوراً سلبياً، خلافاً للدراما في المجتمعات الأخرى التي تبحث عن المستقبل وتحاول معالجة العيوب القائمة، كما تطرق إلى عدد آخر من الجوانب ومنها هجوم بعض المسلسلات الكوميدية على الثوابت الشرعية.. وهذا نص الحوار: * يصف البعض الدراما العربية بأنها تنشر غسيل المشاكل الاجتماعية ما رأيك، وهل تساهم الدراما في رفع الغطاء عن العيوب في حلها؟ أصبح الكثير من محتوى الدراما العربية شكلاً من أشكال تخلفنا، وجزءاً مساهماً في ذلك التخلّف، ففي حين نرى المحتوى الغربي والشرقي يسلّط الضوء على المستقبل، ونجاحات الأفراد والمؤسسات، والإشادة ببعض القيم، وهذا بالطبع لا يغفل الجوانب السلبية المعروفة، لكننا نشاهد وللأسف أن الدراما العربية عموماً، تجاوزت مرحلة (حل العيوب) وانتقلت إلى مرحلة أشد خطورة وهي تعميم العيوب وتطبيعها في نفوس المجتمع حتى تحولت بعض هذه المسلسلات إلى دور أزياء وموضة، تُصَدِّر القوالب المشينة إلى صفوف المراهقين والمراهقات. أما الدراما الناقلة للصورة الإيجابية عن المسلمين وعظمائهم فتعد على الأصابع، ويغلب عليها الطابع التقليدي المملّ، والصورة الضعيفة المهترئة، وتفتقر إلى أبسط عوامل التشويق والجذب. * الدراما المنضبطة بالشريعة الإسلامية (كما توصف) هل بدأت في الدخول لعالم المنافسة؟ وما العوائق أمام دخولها عالم المنافسة؟ الوقت مبكر على دخول الدراما الهادفة إلى ساحة المنافسة، فهناك عامل الخبرة للأطراف المنافسة، وكذلك الثراء في الإنتاج والأرشيف اللذان يصبان في مصلحة الأطراف المنافسة. وأهم العوائق التي تواجه الدراما الهادفة يتمثل في الجانب المادي كأحد أبرز تلك العوائق، وكذلك الخبرة الكافية، والممارسة الصحيحة، واستقطاب الممثلين، والأفكار، والسيناريو وغير ذلك، فتحتاج إلى تضافر جهود كبيرة، في حين أن الوسط الإعلامي الهادف يفتقد الكثير منها. * استفزاز التيار الديني أو الثوابت الشرعية في المسلسلات الكوميدية خصوصاً، هل يساهم في إيجاد حلول أم أنه يكرس التشنج؟ أعتقد أن ما يحدث إزاء نقد بعض الممارسات- إن صحت- فإنما يحدث بميزان مختلّ، وعين واحدة، وإقصائية واضحة، فهناك الكثير من الممارسات السلبية في المجتمع يميناً وشمالاً، هي في الحقيقة أكثر سلبيةً من المُتَعَرَّضِ له، وفيها فرصة كبيرة جداً للسبق الكوميدي، ومع ذلك نجد الإعراض عنها من دون مبرر واضح!، لذلك كله ولغيره لا نستغرب من ردود الفعل تجاه هذه المنتجات، التي لا تنفي التهمة عن نفسها؛ بل ترسخها يوماً بعد يوم، وسنة بعد أخرى. * كيف تنظر إلى مستقبل الدراما الإسلامية في ظل التنافس الفضائي الشديد؟ هناك جمهور متعطش لدراما هادفة، وأتوقع أن المستقبل القريب والبعيد مشرقان في هذا الاتجاه، أما المنافسة في الفضاء الإعلامي الواسع على المستوى القريب المتوقع فليس فيه ما يدعو للتفاؤل .