سيطرت الجهات الأمنية بعسير ممثلةً في عدد من السجانات على 9 فتيات من دار الحضانة الاجتماعية بعسير تتراوح أعمارهن من 20 إلى 23 سنة؛ عقب قيامهن بأعمال شغب في الدار، وإحراق سجلات، والاعتداء على مديرة الدار، حيث جاء ذلك بعد أن وجَّهت إمارة المنطقة الجهات الأمنية بالتدخل؛ لإنهاء الشغب في الدار عقب بلاغ من المديرة. من جهتها أكدت مديرة مكتب الإشراف الاجتماعي النسوي بمنطقة عسير شيخة حزام ل"سبق" أن ما حدث في الدار من شغب ليس جديداً، وهن أقلية ولا يمثلن باقي اليتيمات في الدار الذين يبلغ عددهم 80 يتيماً ويتيمةً، فهؤلاء الفتيات قد قمن خلال فترات ماضية أثناء رعايتهن من قبل دار الحضانة الإيوائية بالعديد من حالات الشغب والتخريب، على الرغم من رعاية المسؤولات لهن.
وبيَّنت "آل حزام" أن المشكلة بدأت خلال رحلة إلى مدينة جدة خلال عيد الفطر، حيث تم تقسيم الأيتام لمجموعتين، ولكن كان هناك مخالفات على المجموعة الأولى بمجرد وصول المجموعة لجدة، حيث اختفين في المدينة الترفيهية والأسواق، ولم يُعثر عليهن إلا قرابة الفجر، مما سبب عبئاً كبيراً على المشرفات المتابعات لهن، وتم أخذ تعهدات لعدم تكرار ما حدث، ولكن المشكلة ما زالت قائمة خلال زيارة المجمعات التجارية؛ فالمجموعة ترفض الرقابة ووجود المشرفات، وعند تكرار ما حدث تم تطبيق لائحة العقوبات الجزائية للمخالفات، وتم تدخل شرطة الشرفية بجدة؛ بسبب تكرار تأخر الفتيات عن العودة للدار، وتم تطبيق اللائحة وعودتهن لأبها، وحرمانهن من الرحلات الخارجية، مما أدى إلى قيامهن يوم أول من أمس بدخول الإدارة الساعة 11 مساءً وكسر باب الإدارة، والقيام بإحراق الأوراق والتكسير داخل الإدارة.
وأضافت: وعلى الفور تم الاتصال بأمير منطقة عسير وهو الأب الروحي لأيتام عسير، وإبلاغه بما حدث، وإحاطته بالمخالفات؛ ومنها افتعال حريق بالدار بآخر رمضان، والذي كان سيؤدي إلى وفاة 80 يتيماً، بالإضافة لممارسات الفتيات غير الواعية وخروجهن للشارع، وتدخل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لردع هذه المخالفات، وبعد إبلاغ الأمير وجَّه بتدخل الجهات الأمنية، وتم التمادي من قبل الفتيات على الشرطة بالألفاظ، مما يسيء لباقي اليتيمات بالدار اللاتي حرصن على تربيتهن خلال السنوات الماضية.
وأكد المتحدث الرسمي للشؤون الاجتماعية بمنطقة عسير علي الأسمري ل"سبق" أن سبب إثارة الشغب هو تطبيق لائحة جزائية ضد بعض الفتيات المخالفات لأنظمة الدار بحرمانهن من بعض الأنشطة، مما أدى إلى قيامهن بالدخول إلى مكتب مديرة الدار والقيام بأعمال تخريب وتكسير باب الإدارة وحرق بعض السجلات، وتم على الفور إبلاغ إمارة منطقة عسير بما حدث، حيث وجَّهت الإمارة شرطة المنطقة لاحتواء الوضع والتحقيق حسب التعليمات لدى الجهات الأمنية، بإشراف مباشر من الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز.
وتابع "الأسمري": الشؤون الاجتماعية ترعى جميع الفئات المحتاجة للرعاية ومن ضمنهم فئة الأيتام، والتي تقوم الوزارة بتقديم أفضل الخدمات لهم وتوفير جميع وسائل الراحة لهم من جميع النواحي من مسكن وملبس ومأكل ومشرب ورعاية صحية ونفسية واجتماعية وتعليمية وتربوية، وكل الخدمات الجليلة التي يتمتع بها الأيتام من البنين والبنات على حد سواء.
كما أوضح الناطق الرسمي باسم شرطة منطقة عسير المقدم عبدالله آل شعثان أن الحادثة وقعت بعد تهجُّم عدد من النزيلات على مديرة الدار والاستيلاء على عدد من المستندات الرسمية، وأثار ذلك حالة من الفوضى داخل الدار، وتم على إثرها توجيه الجهات الأمنية للموقع، وتمت السيطرة على الوضع.
وأفاد بأنه تم توجيه عدد من السجانات داخل الدار، ولم تُسجَّل أي إصابات في الحادثة لرجال الأمن.