أصدر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ، تعليماته إلى الدعاة المشاركين في توعية الحجاج، بالتركيز على مراكز التوعية في المشاعر المقدسة، والمنطقة التي يجتمع فيها ضيوف الرحمن، خاصة المتوجهين إلى رمي الجمرات، وحثهم على أن يرفقوا بأنفسهم ويتجنبوا ما يعكر صفوهم وراحتهم وسلامتهم، وفقاً لما صرح به مستشار الوزير رئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج طلال العقيل. وتشارك وزارة الشؤون الإسلامية بجهود كبيرة في توعية الحجاج بالمناسك، كواجب شرعي، وأضافت إلى جهودها الاتجاه نحو الطريق المؤدي للأمن على النفس، ولتحقيق هذا الهدف الضروري ركزت على أن يقوم الدعاة في الحج بهذا الواجب على أكمل وجه من خلال التوعية، وهو مطلب مهم يساهم في بث مفهوم السكينة والطمأنينة في أوساط الحجاج، ويندرج في إطار ومفهوم "التوعية الشاملة". وتساهم الوزارة في أداء هذا الواجب الهام من خلال التنبيه والتأكيد على الحجاج بضرورة اتباع التعليمات والإرشادات الصادرة من جميع القطاعات الأمنية والإدارية والجهات المنظمة للحج وأعماله وبرامجه وخططه، ومنها ما صدر من وزارة الداخلية بخصوص عدم السماح بتكرار الحج للمواطن والمقيم إلا بعد مرور خمسة أعوام، ومنع الحج إلا بتصريح من الجهات الرسمية، وضرورة التعاقد مع إحدى مؤسسات حجاج الداخل، والتقيد بنظام تنظيم مواعيد الرمي للجمرات المسمى نظام تفويج الحجاج لرمي الجمرات بمواعيد محددة لكل مطوف ولكل دولة أو مجموعة، وهو ما تم اعتماده للمحافظة على سلامة الحجاج ومنع المزاحمة عند رمي الجمار. وأوضح مستشار وزير الشؤون الإسلامية رئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج طلال العقيل أنه "وبفضل من الله تعالى، ثم جهود ولاة الأمر لم يعد هناك إشكالية بالكلية في منطقة جسر الجمرات التي كانت تحتاج بالفعل إلى توعية وحرص قبل عدة سنوات لقلة الوعي عند كثير من الحجاج، سواء أثناء عملية رمي الجمرات أو عند طواف الإفاضة والتنقل بين المشاعر المقدسة، وما ينتج من قلة العلم الشرعي ومحدودية العلم بأحكام المناسك والأركان والواجبات من التدافع والتزاحم والتشنجات، وهي من بسبب الجهل بالواجبات، وهو السبب الأول المؤدي إلى تشتت الذهن والضغط النفسي الذي يقود إلى الإرهاق في أوقات كثيرة، ومن ثم تأتي المخالفات الناتجة عن تشتت الذهن". وأكد العقيل أن الجهود التي بذلتها الوزارة في المرحلة الأولى ما زالت مستمرة ومتواصلة، وهي تأتي ضمن خطتها المعتمدة لتوعية الحجاج، وينفذها دعاتها المعتمدون لتنفيذ برامج توعية الحجاج، موضحاً بأنهم يقومون بالتوعية الشاملة لضيوف الرحمن سواء في الأعمال المرتبطة بالحكم الشرعي والفقهي، وتمتد لتصل إلى مرحلة متقدمة لها علاقة بالسلوكيات والحث على الصبر والتقوى والصدق والإخلاص، وتحذير الحجاج من الظواهر السلبية المرفوضة، ومنها ظاهرة افتراش الطرقات والمشاجرة ومخالفة توجيهات رجال الأمن وموظفي ومرشدي وزارة الحج ومؤسسات الطوافة الذين ينظمون مسيرة الحجاج وتفويجهم. وأفاد أن الجهود تشمل حث الحجاج على اجتناب ما يخدش حجهم، ومن ذلك الرفث والفسوق والجدال، مشيراً إلى أن الدعاة من خلال دروسهم وبرامجهم وتواصلهم مع الحجاج يؤكدون على الحجاج أن هذه الأعمال تنقص من ثواب الحج وتؤثر في أداء الحاج للفريضة، ولها تأثير في نقص الأجر والثواب وتؤثر في أعماله وتمنعه من حصوله على الثواب العظيم ومغفرة الذنوب والأجر العظيم الذي جزاؤه الجنة. وبين أن المسلم مأمور بالمحافظة على الضروريات الخمس النفس والمال والعرض والعقل والدين، والعاقل المؤمن لا ينبغي له إهمال هذه الضروريات أو التغاضي عنها، والمولى عز وجل يقول (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) ولا بد للمسلم التقي النقي أن يفهم هذه المعاني الجليلة التي وردت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، وألا يلقي بنفسه إلى التهلكة، وقد يفعلها الحاج في بعض الأوقات جهلاً منه بالحكم أو رغبة منه في إجهاد نفسه بلا مبرر وربما لينال المزيد من الأجر حسب علمه، وهذا ينافي الصواب، وهنا نقول له لا تجهد نفسك أيها الحاج الكريم فإن الله تعالى يريد بعباده اليسر ولا نكلف أنفسنا ما لا نطيق ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. من جهته، أكد عضو التوعية الإسلامية في الحج رئيس اللجنة العلمية للهاتف المجاني الدكتور خالد الرومي أن الداعية لا يجب أن ينحصر دوره وعمله في الإجابة على الأسئلة وبيان الحلال والحرام والمكروه، بل يجب أن يتجاوز هذه المرحلة ليصل إلى قلب السائل وعقله ويرشده لما يصحح ما لديه من مفاهيم عن العقيدة والشريعة، لأن هذا الدين ليس مجرد شكليات، وإذا لم يشعر المسلم بلذة العبادة فالأمر فيه نظر. كما بين عضو التوعية الإسلامية في الحج الشيخ الدكتور علي الشبل، أن دور الداعية لا يقتصر في الرد على السؤال والجواب فقط، بل لا بد أن يشتمل على توعية الحجاج بأنظمة الحج الصادرة عن الجهات المختصة ومضاعفة جهود وبرامج توعية الحجاج في هذه المنطقة المزدحمة والمساهمة في نشر السكينة والطمأنينة في أوساط الحجاج.