حافظت جبال فيفا في منطقة جازان على طبيعتها الخضراء البكر وغاباتها الكثيفة على مر السنين؛ حيث يقصدها الزوار في هذه الأيام، والسائحون من داخل المملكة وخارجها؛ لمعانقة سحابها وأرضها وخضرتها، بعدما دفعت الأجواء المعتدلة لخروج المتنزهين إلى المناطق الجبلية؛ للاستمتاع بجمال الطبيعة والهروب من صَخَب المدن وتغيير الروتين اليومي. ويُلفت الزائر لجبال فيفا، مشهد ذلك الجسم الطائر البدائي المتهالك معلقاً على ارتفاعات شاهقة بين جبال فيفا، في منظر يخلب الألباب؛ ذلك هو "التلفريك" المحلي، البدائي الصنع، والذي لجأ إليه أهالي جبل فيفا كحلّ أمثل كوسيلة مواصلات تختصر الكثير من الوقت والمسافة بين السكان في مواقع متباعدة.
ولقي "التلفريك" رواجاً وانتشاراً بين سكان الجبل؛ لما حققه لهم من فوائد جمة تتمثل في نقل الأشخاص والمواد الغذائية والمواشي ومواد البناء، ومؤخراً وسيلة ترفيه وسياحة للزوار؛ حيث تتكون هذه العربات من حاويات "أقفاص" من الصفيح والقضبان الحديدية، يتم تعليقها على بَكَرَات تُمَكّنها من التزحلق على "كابل" معدني سميك موصل بمولدين كهربائيين من محطة الانطلاق والوصول وتستوعب حمولة 200 كجم فقط.
وتتمتع جبال فيفا -هذه الأيام- بجوها المعتدل الذي يميزها في هذه الفترة من العام عن باقي مرتفعات المملكة، وعادة ما تستقطب عدداً كبيراً من الزوار، وكذلك السواح من مختلف المناطق، ويعود ذلك لتمييز المنطقة ذات الطبيعة الجميلة والأودية المعروفة بخضرتها، إضافة للمناطق الجبلية المشهورة بمدرجاتها الزراعية التي تُضفي على المنطقة اللون الأخضر في فترة الشتاء بشكل خاص، وتمتاز هذه المرتفعات الجبلية بكساء أخضر يجعل منها لوحات طبيعة تسر ناظريها وكل زئراً لها.
وبيّن مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة جازان رستم الكبيسي ل"سبق"، أن المنطقة شهدت إقبالاً كبيراً من قِبَل الزوار من خارج المنطقة، وأن المواقع السياحية من شواطئ وضفاف الأودية والمناطق الجبلية والمواقع الطبيعية والجزر، شهدت وجوداً كثيفاً من أهالي المنطقة وزوارها.