سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطبيقي: الإعلام ضخَّم خطر "إيبولا".. وكورونا جعلنا أكثر استعداداً لمخاطر الأوبئة قال إنه لا يوجد لدينا مركز متخصص في الأبحاث.. ووزارة الصحة تلفظ الكفاءات
أكد البروفيسور منصور الطبيقي، الحاصل على الدكتوراه في الأدوية والعلاجيات من كلية الطب بجامعة أبردين البريطانية مدير سلامة المرضى في مستشفى الولادة والأطفال بجدة، أن هناك تضخيماً إعلامياً لخطر فيروس إيبولا، خاصة بعد اكتشاف حالة مشتبه به لهذا المرض مؤخراً. وأشار إلى أن انتقال فيروس إيبولا بين البشر أقل من إنفلونزا الشرق الأوسط "كورونا"، الذي اجتاح البلاد في الفترة الأخيرة؛ لأن الأخير ينتقل عن طريق التنفس إلى جانب الرذاذ المتساقط من المريض، أما إيبولا فيعتمد أساساً على الاتصال المباشر بسوائل المريض، كالدم وغيره.
وأضاف الطبيقي بأن الوفيات بإيبولا كانت بنسبة 90 %، وانخفضت إلى 60 % بسبب تحسن طرق المعالجة الإكلينيكية للمرضى في الدول المتضررة. لافتاً إلى أنه لا بد من الإشارة إلى أن الدول الإفريقية التي تعرضت لجائحة إيبولا، وتسبب فيها بعدد الوفيات الأخيرة، تعتبر متخلفة من ناحية منظومة الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية للأمراض المعدية، ولا بد أن نعترف بأن تفشي وباء كورونا لدينا أحدث زيادة كبيرة في وعي العاملين الصحيين، والمجتمع بصفة عامة، من جهة مكافحة العدوى والوقاية من الأمراض المعدية.. فرُبَّ ضارة نافعة.
وقال: "إننا - ولله الحمد - أكثر استعداداً وتيقظاً من السابق لحدوث أي عارض وبائي - لا قدر الله - لتحسن البيئة الوقائية والعلاجية داخل المستشفيات من ناحية مكافحة العدوى، على الرغم من أنه ليس لدينا حتى الآن بروتوكولات وقائية وعلاجية معتمدة لحالات إيبولا تحديداً، مثلنا مثل كثير من بلدان العالم".
وتابع الطبيقي قائلاً: "أما فيما يختص بالعلاج فليس هناك علاجات معتمدة عالمياً لعلاج فيروس إيبولا، وكل العلاجات الموجودة هي علاجات داعمة للحالة الإكلينيكية للمريض من ناحية نقص السوائل في الجسم وغيرها. وقد جربت سابقاً بعض مضادات الفيروسات مثل الإنترفيرون وأحدث بعض النتائج الإيجابية، والعلاج المصلي النقاهي (كونفاليسنت بلازما) الذي يحتوي على الأجسام المضادة للفيروس. أما مضاد الفيروسات الريبافيرين فهو غير فعال لإيبولا على الرغم من بعض الادعاء بفعاليته ضد هذا الفيروس ".
وأضاف بأن هناك مضاداً حديثاً للفيروسات، وهو في الاختبارات السريرية النهائية لعلاج إنفلونزا إفيان (الطيور) القاتلة، ويدعى (فافيبيرفير)، وأثبت فعالية للوقاية بنسبة 100 % من فيروس إيبولا، وأيضاً للعلاج في حيوانات التجارب.
أما اللقاحات والأدوية التي تحوي الأجسام المضادة التي تؤدي إلى تدعيم مناعة الجسم لمقاومة المرض فهي أيضاً ما زالت في طور الاختبارات على حيوانات التجارب، وهناك الآن مطالب بتسريع اختبارها على المصابين في هذا المرض من قِبل منظمة الصحة العالمية (وليس هناك ما تزعم به الصحف الأمريكية بأن هناك لقاحات سرية لعلاج المرض)؛ فجميع هذه اللقاحات والأدوية تم نشر الدراسات التي شملتها في المجلات العلمية المحكمة، ونعرف أثرها الإكلينيكي، لكن هناك خطورة في استخدامها على نطاق واسع؛ لأننا لا نعرف خطورة الأعراض الجانبية التي يمكن أن تحملها، ويمكن استخدامها تجريبياً بعد أخذ موافقة المريض المهددة حياته. ومن مثالب هذه الأدوية أنها تعطي المفعول الوقائي من الفيروس بنسبة 50-60 % فقط إذا أُعطيت خلال ساعات قليلة من الإصابة بالفيروس.
وهناك أيضا العلاجات الجينية الجديدة التي تستهدف بروتينات الفيروس مباشرة، وجاءت بنتائج إيجابية أيضاً.
واختتم البروفيسور الطبيقي تصريحه ب"للأسف، نحن متخلفون في مواكبة العصر في الأبحاث العلاجية للأدوية المبنية على البراهين الطبية لمختلف الأمراض المعدية وغيرها، ولا يوجد لدينا مركز واحد متخصص في وزارة الصحة لإجراء الأبحاث الدوائية في المعامل وعلى حيوانات التجارب والبشر، مع أن لدينا كفاءات جيدة درست في أعرق الجامعات العالمية مبتعثين من وزارة الصحة في تخصصات علم الأدوية والعلاجيات والعقاقير والصيدلانيات، لكن وزارة الصحة تلفظهم إلى الجامعات بدواعي عدم وجود حاجة لهذه التخصصات؛ وهذا من أسباب تخلفنا، للأسف".