ضيّق، ومتعرج، ويكتظ بالمركبات المسافرة على مدار الساعة.. هذا هو الطريق الزراعي الذي يربط أجزاء من شمال السعودية بجنوبها، مروراً بمحافظة عفيف وضرية، والذي أطلق عليه بعض سكان المنطقة "الثعبان الأسود" نظراً لكثرة الأرواح التي أهلكتها حوادثه المرورية المستمرة، التي كان آخرها مساء أمس الجمعة؛ إذ قضى على شابين بعد أن اصطدمت مركبتاهما وجهاً لوجه بالقرب من مفرق الهرانية على الطريق ذاته. الطريق المذكور يصل طوله لحدود محافظة عفيف الإدارية لقرابة (200) كلم؛ ويبدأ من طريق الرياض - الطائف السريع جنوباً حتى محافظة ضرية التابعة لمنطقة القصيم شمالاً، ويُعتبر معبراً رئيساً لسكان القصيم وحائل وما جاورها ودولة الكويت وغيرها من قاصدي المشاعر المقدسة أو جنوب السعودية.
"سبق" رصدت العديد من الآراء والانتقادات لمواطنين ومسافرين، الذين بيّنوا أن هذا الطريق يعاني ضيق المسارات ومساوٍ للأرض الطبيعية في تنفيذه؛ إذ تتسبب دائماً مياه الأمطار والشاحنات في تآكل الطبقة الأسفلتية الخارجية في مواقع متعددة منه، مؤكدين ضرورة أن تعمل وزارة النقل على سرعة معالجته ووقف نزيف الأرواح الذي يحصدها بالحوادث المرورية يومياً. كما ذكر من التقتهم "سبق" أن الطريق أيضاً يشهد حركة عبور كبيرة للشاحنات طوال الوقت، واتخذه بعض مخالفي الحمولة مهرباً لهم عن محطة وزن الشاحنات في دخنة التابعة لمنطقة القصيم؛ إذ إن هذا الطريق إضافة لميزة اختصاره للمسافة لا توجد عليه محطة وزن للشاحنات القادمة من القصيم باتجاه عفيف والمحافظات المجاورة لها.
الحل الجذري والأمثل الذي يراه المواطنون والمسافرون ويعرضونه على وزارة النقل هو أن يعاد تصميم الطريق، وينفَّذ بمسارات مزدوجة، ويُرفع عن مستوى الأرض الطبيعية، وتعالَج المرتفعات التي يمر بها، خاصة النقطة الواقعة بالقرب من هجرة المصيفقية جنوب عفيف التي كانت سبباً رئيساً في وقوع العشرات من الحوادث المرورية طيلة عمر الطريق، أو يتم توسعته، ووضع أكتاف له مع رفعه عن مستوى الأرض الطبيعية التي هي سبب مشاكل تهالكه.